اليمن

أقلمة اليمن..مابين المحاولات السابقة الفاشلة ووقائع الفرض الحالية المستمرة!!


عبدالجبار الغراب ||

 

أقلمة وتقسيم اليمن مسار هام ومخطط مدروس سابقآ تم وضعه وبإهتمام  وعناية كبيرة بما يحقق أماني وأحلام قوى الشر والهيمنة والغطرسة والإستكبار ، وهو بند تم وضعه والنقاش حوله لعديد من المكونات السياسية اليمنية والذي تم دعمه وبقوة في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في صنعاء ضمن إتفاق  أجتمعت عليه كل أطر العمل السياسي اليمني ومعهم العديد من منظمات المجتمع المدني وغيرها ،  والذي جاء تنفيذآ لبنود المبادرة الخليجية التي وقع عليها حزب الموتمر الشعبي العام وحلفاؤه واحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه ، ليكون بذلك الاتفاق إنهاء كامل لما أسماها البعض بثورة 14 فبراير عام 2011 ،  والذي كان لمكون أنصار الله عدم قبوله بالمبادرة الخليجية وظلوا مستمرين في الساحات حاملين مطالب الشعب اليمني بأكمله ، ومن باب المصلحة العامة للوطن كله دخل مكون أنصار ضمن مكونات مؤتمر الحوار الوطني بعدد من المقاعد ، وبعد الحوارات الطويلة والشاقة والتدخلات من قبل بعض الدول  كان لبند إدخلوه عبر هذه الحوارات والمفاوضات في صنعاء تقسيم اليمن الى ستة اقاليم وتم تسميتها ، ليدلل كل هذا على مساعي شطانية عدوانية اخذت كل قوتها في تنفيذها لمخططاتها عبر العملاء الخونة المحلين لها.

وعندما خرجت كل المسارات التي تم الأتفاق عليها وفق مايلبي المصلحة العامة للوطن والشعب في تنفيذ كامل لكل مخرجات الحوار الوطني ،  فكان لمخطط أقلمة  اليمن إفشاله ، فخرجت الأحداث في ذلك الحين ضمن سيناريوهات عديدة ، فكان لإشتعال ثورة 21 من سبتمبر عام 2014 قلبها للأحداث وأحباطها لآمال وأحلام قوى الشر والإستكبار ، وكشفها لكل مخططات المتأمرين على اليمن وشعبها ، فأفشلت الثورة السبتمبرية مخططات العملاء العدوانية التأمرية ، لتنكشف نواياهم في جعل اليمن وشعبها ضمن التبعية الدائمة لقوى العدوان وبالأخص السعودية ، ليشنوا بعدها على اليمن وشعبها عدوان همجي تم إعلانه من داخل واشنطن عاصمة أمريكا فجر 26 من مارس عام 2015 ، لتبدآ حينها المواجهة الشعبية العامة والصمود الأسطوري العظيم للشعب اليمني ومعه الحيش واللجان وقادتهم الثورية المجاهدة في التصدي وتحقيق الانتصار وهزيمة تحالف العدوان.

ليدخل بعدها العدوان في نفق مظلم ، فكم هي المحاولات التي استخدموها لعلهم يخرجون من ورطة دخولهم حرب اليمن الخاسرة ، فالمطالب ومنذ البداية بضرورة الإلتزام من قبل أنصار الله بشروط لوقف العدوان هو التزامهم بالقرار الأممي 2216 والذي من بنوده تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأقلمة اليمن داخله ضمن بنودها المجحفة ، فالنداءات كانت عديدة ومتكررة وكلها تصب في هذا المجال ، فإصدار مجلس الأمن الدولي للقرار 2216 للتأكيد عليه والإلتزام والمشي به من قبل كل الاطراف نحو الحوار ، ليستمروا وبنفس المنوال ،  وحتى عند تقديمهم لبعض المبادرات جعلوا لفرضها نقاط هامة للتفاوض حولها والتأكيد على الالتزام بها كبنود ضرورية منها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي كان لأقلمة وتقسيم اليمن بند وضعه المتأمرين على اليمن ليسهل عليهم إحتلالها بدون خسائر ولا حدوث مقاومة من قبل الشعب اليمني.

وعندما فشلت كل مساعيهم في تحقيقها لكل مخططاتهم منذ بداية العدوان وحتى مع دخول الحرب اعوامها الأولى : تراجعوا عن مطالب الإلتزام بالقرار الأممي ومخرجات الحوار الوطني : بفعل كل الإنتكاسات والخسائر التي تعرضوا لها في اليمن ، واصبحوا يستخدمون أوراق عبثية جاعلين من الحصار وتضيق المعيشة على حياة الإنسان اليمني أساليب انتقامية ، ليتم قطع المرتبات وإغلاق كامل للمواني والمطارات والتلاعب والإبتزاز بالملف الإنساني لتحقيق وتعويض إنتصار ، وبإستخدام همجي ووحشي وقصفهم المباشر لمنازل المواطنين وترويعهم أساليب ضاغطة لمحاولة فرض الإستسلام من قبل الجيش واللجان ، لتفرض الردود القوية للجيش اليمني واللجان قوتها في ردع العدوان وتفوقها في قدرتها على قلب الموازين والمتغيرات ، لتحدث القوات العسكرية اليمنية مفاجأتها الكبرى في قبول العدوان للتوقيع على هدنه وإلتزامه بتنفيذ بنودها في فتح لمطار صنعاء للعديد من الرحلات والسماح لناقلات النفط والغاز والغذاء للدخول وفتح للطرقات.

ليستمر العدوان في إستخدامه لأساليبه القذرة في المرواغه والتنصل بالوفاء بعدم التزامه ببنود الهدنة ، ولا حتى مع التمديد لها والاتفاق لتسليم المرتبات لكامل اليمنيون تنصلوا عن ذلك ، ليخرج الكلام التحذيري لقائد الثورة بواقع ملموس واقعي فعلي بورقة يمتلكها الجيش واللجان في فرضه لمعادلات جديدة في أخذه لحقوق اليمنيون فكان لإستخدام منع السفن والشركات من أخذها للنفط والغاز من الموانئ الا بوضع ايراداتها تحت بند صرف المرتبات وتوفير الخدمات لكل ابناء الشعب اليمني فعلها المؤثر والناجح ، وهذا ما فرض قوة وقرار لركوع تحالف العدوان ، لتكثر بعدها المحاولات وتعدد الرحلات وتتنوع الزيارات في

مقاصد واغراض لعمل الحلول ، فزيارة الوفد العماني الوسيط للعاصمة صنعاء تكررت وأيضا للوفد السعودي الذي زار مؤخرآ العاصمة صنعاء لإيجاد مخارج ووضع حلول تقود لفتح  أبواب عديدة للسير والإنطلاق من خلالها نحو مفاوضات نهائية تفضي لمرحلة جديدة انتقالية في اليمن ، لكن يكون قبلها يبدأ مسارها بالإثبات الواقعي الملوس تنفيذه على الأرض في رفع الحصار وتسليم المرتبات وخروج الاحتلال من كل المناطق التي مازال موجود فيها.

لتذهب السعودية والتي كانت قريبة جدآ للتقارب مع حكومة صنعاء لإحلال عملية السلام والاتفاق نحو وضع الترتيبات النهائية لذلك ، لكن إذعان السعودية المستمر ورضوخها التام لكل الأملاءات الأمريكية أوقتعهم من جديد في فخ الإنتظار القريب لأخذ حقوق اليمنيون بقوة الايادي ، لتتوجه بعدها بفعل كل الضغوطات الأمريكية والبريطانية والصهيونية في محاولاتها للتصعيد في الجنوب بالتحديد وبدعم عملية الإنفصال لمكون المجلس الإنتقالي بعدن في اتخاذه للعديد من الإجراءات التي تجعله في إطار المرحلة التي تحقق له المطالبة بدولة الجنوب العربي ،  ولم تكتفي بذلك بل كان لها الدعم وتجميع الكثير من الحضرمين والذين اغلبهم يحملون الجنسية السعودية لإعلان اقامة دولتهم الحضرمية في إطار التبعية والولاء للسعودية وهذا ما كانت تحلم به السعودية منذ زمن طويل ، فإعادة سابق ما تم الترتيب له والتخطيط له ضمن مبادراتها الخليجية في تقسيم اليمن لأقاليم والدعم لذلك عبر عملائها وما لحقها من فشل وإنكشاف للمخطط وتحطيمه من قبل ثوار 21 سبتمبر ، وايضا فشلهم عسكريآ ومنذ ثمانية أعوام كاملة وبقوة السلاح وحشدهم للتحالفات وإحباطها بصمود تاريخي للشعب اليمني وفرضهم للردود القوية عسكريآ للجيش واللجان.

وها هم الآن يسلكون مسلك الفرض بواقع منقوص وبصورة معتمة سوداء بدعمهم لأطراف من المرتزقة ضمن شرعية الفنادق الخونة والذين لايمثلون الشعب اليمني لا في شماله ولا في جنوبه بإتخاذ مطلب الإنفصال من جانب المجلس الإنتقالي وايضا من مرتزقة حضارمه هم أجندة للمخطط السعودي الأمريكي لتقسيم اليمن وجعله مناطق متفرقة ، وأيضا ما تحاول جعله السعودية بفعل هذا الواقع الناقص الفرض المستمر الحالي  الغير قابل للنقاش او التفاوض حوله ، وهي بنظرها ورقة مقايضة لحكومة صنعاء لعل في ذلك اخراجها كطرف وجعل الحوار بين اليمنيون خصوصآ بعدما عززت مطالب التقسيم ودعمت ذلك ، وهو البعيد من قبل حكومة صنعاء وتاكيدها بانها طرف عدواني ، فالمفاوضات والحوار لا بد أن يكون معها وبشكل مباشر لوضع كامل الحلول وإيقاف نهائي وتام للحرب على اليمن وشعبها العظيم وبغيرها لا يكون للحوار فائدة ولا معنى ، واما مسؤولية المحافظة على وحدة اليمن وسلامة كل الأراضي هي مسؤولية كامل الشعب اليمني وهو القادر بفضل الله على حماية الوحدة كما قهر العدوان وأفشل كل مخططاته  ، ومعهم جيش يمني انتمائه إيماني وطني لكل اليمن وافراده من جميع المحافظات يمتلك كل المقومات التي تجعل اليمن موحدآ عزيزآ مستقبلآ.

والعاقبة للمتقين.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك