محمد صالح حاتم ||
ها هو عيد الأضحى يهل علينا من جديد، مرت الأيام سريعا بحلوها ومرها، رغم كثرة الأيام المرة التي عشناها وما زلنا نعيشها..
وضع مأساوي يعيشه أبناء الشعب اليمني بسبب الحرب والعدوان والحصار وما خلفته من كارثة اقتصادية كبرى.
حرمان من المرتبات، فقدان للأعمال، كساد كبير في الاقتصاد، تضخم في الأسعار، ضعف في القوة الشرائية.
معظم الأسر لا تستطيع توفير القوت الضروري لأبنائها..
فعندما يأتي العيد فهذا يعني زيادة في الطلبات والاحتياجات من كسوة، وجعالة، وأضحية العيد كسنة من سنن ديننا الإسلامي.
وأمام هذا الوضع الاقتصادي الصعب، فإن شعبنا اليمني سيعيد ويفرح، ولن يستسلم لكل الصعوبات والمنغصات التي تنغص حياتهم..
فبالتراحم والتعاون والتكاتف وتفقد الفقراء والمساكين والايتام واسر الشهداء والمرابطين سنرسم الفرحة والبسمة على وجوه اطفالنا..
فالعيد -كما نعلم - هو مناسبة عظيمة للتسامح والتصالح والتصافح وتبادل التهنئات والتبريكات، والزيارات للأهل والأقارب والاصدقاء، وطي صفحة الاحقاد والضغائن، وتصفية النفوس من الاوساخ ونسيان الماضي والبدء بصفحة جديدة عنوانها الحب والوئام والمودة والسلام والاخاء والتراحم، والبذل والعطاء.
العيد فرصة للتوحد والاخاء ونبذ الفرقة والشتات، ونسيان الخلافات السياسية والحزبية، وتأسيس مرحلة جديدة عنوانها اليمن الواحد ، الذي يتسع للجميع.
فما أجمل أن تتلاقى القلوب وتتصافح الايادي بين الجميع!
وما اجمل أن تتبادل الزيارات بين جميع الأهل والاحباب من صنعاء وعدن والحديدة وحضرموت، وتعز ولحج، وابين وذمار .. وكل محافظات ومدن وعزل وقرى اليمن السعيد...!.
فكما كان اباؤنا والأجداد يحتفلون بعيد الاضحى ويخرجون للمصلى ووجوه تعلوها البسمة والفرحة والسرور، والأخ يحتضن أخيه وجاره وصديقه بحرارة وشوق، يجب أن نكون وأن نبقى ويظل ابناؤنا كذلك..
وكما كانوا يجتمعون ، فرحون ويرقصون ويزوملون ويتبادلون القصائد والزوامل والأهازيج الشعرية فرحا بالعيد يجب أن نكون.
وكما كانوا يمارسون الطقوس الدينية في العيد من ذبح للاضاحي وتوزيع جزء منها على الفقراء والمساكين والايتام والمحتاجين، وزيارة الارحام.. يجب أن نظل كذلك..
ولا ننسى أن لعيد الأضحى فرحة تختلف عن المناسبات الدينية الأخرى نظرا لارتباطها بفريضة الحج وان اصبح الحج من المستحيلات ، نظرا لتسييسه وتحكم نظام آل سعود به، وارتفاع تكاليفه كونه اصبح أحد الموارد المهمة للخزانة السعودية..
ففي عيد الاضحى تقام «المدرهة» وهي احد الموروث الشعبي اليمني الذي ارتبط بالحج، وهذه المدرهة لها اهازيج ومواويل معروفة محزنة ومستبشرة.. كلماتها تقال من بعد مغادرة الحجاج أرض اليمن حتى عودتهم، وهذه الاهازيج فيها من الدعاء والرجاء بعودة الحجاج سالمين غانمين.
فعلينا استغلال مناسبة عيد الاضحى لنزرع بذور الاخاء وشتلات المحبة، ونسقيها بدموع الوفاء لنحصد ثمار السلام والأمن والأمان..
ونستظل تحت شجرة اليمن السعيد، ويلعب اطفالنا في حديقته ويأكلون من خيرات أرضه.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha