اليمن

جنوب اليمن.. وما تحيكه أدوات العدوان


إكرام المحاقري ||

 

ما بين شماله وجنوبه، يشهد اليمن أزمة اقتصادية مفتعلة من قبل الأدوات الرخيصة العميلة لقوى العدوان، لكن ما يحدث اليوم من فساد وعمالة بعد ما يقارب الـ 9 أعوام من العدوان، ليس بالامر السهل على تلك المناطق التي لم تحرك ساكنا ضد مخططات العدوان ومشروع الاحتلال والاستيطان، لتكون تلك الشعوب ضحية صمتها وخنوعها حتى وصلوا اليوم إلى ما هم عليه من الفقر والامتهان والجريمة.

لا يوجد مجال للمقارنة ما بين الاوضاع في المناطق الشمالية والجنوبية، سواء اقتصاديا أو أمنيًا، وعليه فقد اثبتت حكومة الفنادق عمالتها وامتهانها لابناء الجنوب والمتاجرة بحقوقهم ودماؤهم في آن واحد، فالوضع اليوم هناك لا يحسد عليه وقد اصبح الريال اليمني في المناطق الجنوبية يحتضر مقابل العملة الصعبة ما أدى إلى تغول التضخم وغلاء فاحش لأسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع، في ظل وجود للبنك المركزي اليمني في محافظة "عدن"، والتي قامت دول العدوان برعاية أمريكية ودول الاستكبار بنقله مستهدفة العملة اليمنية، ومن جانب آخر كوسيلة لاخضاع الشعب في المناطق الشمالية، لكن ما يحدث اليوم معاكس لتلك المعادلات التي قد كانت دول العدوان تعول عليها لحسم الحرب الاقتصادية، وليس الوضع الأمني مغايرا في سوءه والتي تشهده المناطق الجنوبية التي باتت لا تشعر بالأمان حتى ليوم واحد.

لا يختلف إثنان على أن الوضع في الجنوب بات على محك، فمن الضياع وإلى الدخول في مستنقعات خطيرة، حيث تتحول تلك المناطق إلى بؤرة للإقتتال الداخلي ما بين ميلشيات الانتقالي ومن يسمون أنفسهم "شرعية"؛ فما يحدث اليوم هو تمهيد لمستقبل مظلم حافل بالجريمة والتهميش والأستعباد لأبناء الشعب في الجنوب بمسميات مختلفة تشير في أهدافها ما يسعى لتحقيقه العدو الصهيو-أمريكي علنا، هذا إذا لم يعيد الاحتلال البريطاني نفسه بين عشية وضحاها كحاكم فعلي على الأرض، وتتلاشى بذلك كل مزاعم الانتقالي و"الشرعية"، وتبقى العين الصهيونية الطامعة محدقة على باب المندب وما حوله من الجزر اليمنية الاستراتيجية، بينما يدفع ابناء الجنوب ثمن صمتهم وخنوعهم للمحتل ومغالطة أنفسهم رغم تكشف الحقائق بشكل واضح لا لبس فيه، حيث وأن تجربتهم السابقة مع الاحتلال البريطاني والذي حاولوا تناسيه العام 2015م، وكان تركيزهم فقط على العمل وفق ما زرعته أمريكا من أفكار مذهبية وطائفية ومناطقية.

ختاما: في ظل الاوضاع الراهنة، لا يوجد أمام ابناء الجنوب اليمني سوى اختيار حل واحد قد انحصر ما بين الذلة والسلة، فالتهاون هو يحتم استمرارية الاحتلال والاقتتال والازمات والمعانات والدخول في مستنقع الضياع، أو فلتكن ثورة شعبية وليكن الله تعالى هو قائدها من خلال القرآن الكريم، فلن يعم السلام إلا بحمل السلاح، ولن تصلح الحياة إلا حينما يتحرك الناس لإصلاح واقعهم بقوة الحق ومواجهة التحديات، والعاقبة للمتقين.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك