هاشم علوي||
تشهد الجمهورية اليمنية نشاطا شعبيا تنموياودعما رسميا غيرمسبوق في مجال المبادرات المجتمعية التي دعت اليها القيادة الثورية والسياسية وتلقفها الشعب اليمني الذي حرم منذ عقود من الخدمات الاساسية.
بعض المناطق في بعض المحافظات لم تعرف للدولة حضور ولم تشهد اي نهضه اوتنمية يسودها البؤس والحرمان فلاطريق ولاتعليم ولاصحة ولامياه ولا كهرباء ولا أي مظهر من مظاهر الحياة والبقاء.
قرى وعزل ومديريات ومحافظات معزولة عن العالم منذ عقود من الزمن، بعض المناطق لم تصلها يد الدولة ولم تصلها أي وسيلة اعلامية لنقل معاناتها الى اصحاب القرار، مناطق وعرة لم تشق فيها طريق المرضى يموتون على الطريق وهم محمولون على الاكتاف قبل وصولهم الى حيث توجد الطريق ألمعبدة او المركز الصحي، نساء يمتن مع اجنتهن قبل الولادة، الماء يصل الى البيوت عبر الدواب والحمير والاطفال يتركون ماتسمى مدرسة والتي تتكون من العراء وشجرة وسبورة ومدرس واحد لثلاثة فصول والطلبة يتسربون من فصل بلاسقف لجلب الماء من الوديان لاتوجد وحدة اومركز صحي فالمرض يفتك بالجميع كبار وصغار نساء ورجال وجوه يكسوها البؤس والحرمان اكبر مسؤول يعرفه المواطنون في تلك المناطق هو شيخ القرية لم يزرهم مسؤول حتى مدير مديرية منذ عقود.
معاناة وحرمان وبؤس يقتاتون ماتجود به ارضهم الزراعية وبقرتهم الحلوب وماعز وشاة ودجاجة هذا هو رأس مالهم.
ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر كشفت مقدار المعاناة في بعض المناطق والقرى والعدوان الذي حاول الاجهاز على الثورة في محاولة لايقاف اي عملية نهضوية للبلد بمافيها المناطق المحرومة من الخدمات الاساسية وهذا الواقع المر الذي لايعرفه سوى الذي يعيشه ولايعرفه سكان الحضر دفع بالقيادة الثورية والسياسية ومنذ وقت مبكر الى استنهاض الارادة في قهر الصعاب عبر المبادرات المجتمعية فكان التجاوب الفعال في مختلف المحافظات وتسابق الشعب اليمني الى تنفيذ مشاريع شق ورصف الطرق وحفر الابار وبناء المدارس والمراكز الصحية وكانت معركة شق الطرقات هي الابرز والتي تخرج المواطنين من العزلة والانقطاع عن العالم وشجعت الدولة المبادرات المجتمعية وقدمت الدعم والمساندة في توفير مادة الاسمنت والديلزل وبعض معدات الشق فكانت المعجزة والانجاز في تلاحم الجهد الشعبي والجهد الرسمي ونفذت المشاريع التي كسرت الصخر واخترقت الجبال ورسمت خارطة خدمية لن تتوقف ورسمت البسمة في محيا كل المحرومين والحالمين بحياة كريمة وابسط الخدمات .
محافظة ريمة التي زارها امس فخامة المشير مهدي المشاط واعلن فيها تنفيذ اكثر من ثلاثماىة مبادرة مجتمعية كانت السباقة الى المبادرات نتيجة الحرمان الذي عاشته ايام النظام السابق والحكومات المتعاقبة والتي مازالت بعض مناطقها معزولة ومحرومة من ابسط الخدمات وكانت السباقة في التحرك الجاد وبتعاون المخلصين وفاعلي الخير والمغتربين ودعم وحدة التدخلات المركزية في وزارة المالية استطاع ابناء ريمة قهر الصعاب والجبال والصخور وربط القرى ببعضها بشبكات طرق مرصوفة وبناء السدود والحواجز المائية وغيرها من المشاريع الضرورية.
المبادرات المجتمعية ليست وليدة اليوم وكنها متأصلة في حياة الشعب اليمني وقد شهدت نموذجا ايام التعاونيات في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي والتي احدثت تطورا في شبكة الطرقات وكانت كل مديرية تمتلك معدات واليات وحدة شق متكاملة الا انها اهملت ودمرت ومازالت بعض اشلاؤها حتى اليوم.
في ضل العدوان والحصار تراجع اداء الدولة التي كان المواطن يعول عليها ان تصل اليه في غير موعد الانتخابات حتى الوعود الانتخابية في كثير من المناطق النائية تبخرت.
المتابع لقناة الهوية يرى ان برنامجا لها وصل بكاميراته الى مناطق محرومة من اي مظاهر التنمية ويصعب الوصول اليها منها ماهو في محافظة ريمة وذمار وصعدة وصنعاء وحجة والحديدة فالناس فيها يتمنون مضخة مياة او حاجز مائي فمابالك بالطريق التي هي شريان الحياة.
اليوم يستنهض الشعب اليمني وتؤسس الجمعيات التعاونية والزراعية ويتكاتف ابناء المجتمع وكلايقدم ماباستطاعته وجهده وعرقه وسواعده وهيئات الزكاة والاوقاف ومؤسسة بنيات تؤهل فرسان التنمية وتدعم المشاريع عبرالتمكين الاقتصادي وتسويق المنتجات وتحاول ان تحدث نهضة زراعية اقتصادية تنموية خدمية يستطيع المواطن ان يصل الى مرحلة من الاستقرار فالطريق ان لم تصل فلن يصل الطالب الى مدرسة او المريض الى مرفق صحي.
اليوم المجتمع اكثروعيا والدولة اكثر ادراكا باهمية المبادرات المجتمعية والتي تصب في خدمة المجتمع المحلي.
طبعا في العاصمة صنعاء ومراكز المحافظات توجد الطرقات الاسفلتية وترى من ينتقد الحفر في الشوارع والحارات وترى من يناشد امين العاصمة والمحافظين وصندوق صيانة الطرق اصلاح الحفريات وهذا حق ومطالبات مشروعة ولكن تخيل ان قرى معلقة على قمم وسفوح الجبال لاتصل اليها الا مشيا على الاقدام.
منذ بدء العدوان على الشعب اليمني استهدفت البنية التحتية ودمرت الطرقات والجسور والعبارات وكل المنشئات الحيوية كالمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات وحوصر الشعب اليمني ومنع عنه الغذاء والدواء وصودرت ثرواته ونهبت خيراته وسرقت مرتباته حتى كانت المعاناة الانسانية لامثيل لها بالعالم ولكنه بصموده وتصديه للعدوان وتكافله المجتمعي الذي عزز الصمود اليماني وحقق الانتصار على قوى العدوان التي ارادت ان تعيد عجلة التاريخ الى الوراء وتمنع تطور الشعب اليمني والوصول الى حياة كريمة بعيدة عن الوصاية وانتظار المساعدات من المنظمات.
اليمن بخير وفي خير مادامت ارادة الشعب اليمني قوية في قهر العدوان والصعاب والطبيعة وماضي الاهمال.
تفعيل المبادرات المجتمعية وتطويرها هوالسبيل للخروج من العزلة ووصول الخدمات الى محتاجيها في المناطق النائية والولوج في نهضة تنموية شاملة.
والله الموفق والعاقبة للمتقين.
اليمن ينتصر.
العدوان يحتضر.
الحصار ينكسر.
الله اكبر. الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للاسلام.
https://telegram.me/buratha