عبدالجبار الغراب ||
ما يقدمه اليمنيون عامآ بعد عام من مظاهر عظيمة فاقت كل التصورات وأدهشت كل سكان المعمورة في ما قاموا به سابقا وتحديدآ بعد قيام ثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة عام 2014 من فعاليات كبرى وجماليات خلابة لصور معبره لمشاعر صادقة وحب غزير لإحياء يوم مولد الرسول الكريم خير البرية ، لتجعلهم في طليعة الدول الإسلامية تفردآ وتميزا في إظهارهم للحب والتقدير والإعتزاز بالنبي العظيم ، وهنا فقد جعله اليمنيون يومآ فريدآ ومميزآ وإستثنائيآ غير كل الأيام ، فالجميع وبدون إستثناء يتسابقون في إظهارهم للمشاعر الفياضة الصادقة الوفية بتقديم كل مايستطيعون للتعبير عن مد حبهم وإجلالهم وفخرهم وإعتزازهم بالرسول الأمين محمد عليه صلوات الله وعلى آله الكرام الطاهرين ، وحتى قدوم يوم المولد النبوي الشريف بأيام تعددت وأختلفت كل المظاهر العظيمة من جماليات للصورة والوصف والشكل والمظهر والتوصيف المعبرة كلها لعظمة الحب المكنون لكل اليمنيون لأشرف وأطهر إنسان خلقه الله على وجه الوجود ، ليتنوع سائر الشعب اليمني في إختيارهم للشكل والمظهر وحسن الجمال وزينة البيوت والطرقات والشوارع وأزقة الحارات وأعالي العمارات بالأعلام الخضراء والبيضاء لتسر الناظرين لها بأضوائها الخضراء الخلابة وتبعث بعيون المشاهدين الطمآنئنية والسعادة على القلوب : هذا كله لما للوصف من إبداع وإهتمام بالمناسبة وللتوصيف لمن له شأن عظيم وهو المقصود والمراد بإخراج كل هذه الصور والمظاهر الإحتفالية لصاحب الشآن نبي هذه الأمة وخاتم المرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله الكرام.
كل هذة الزينات المنتشرة في كل الأماكن وبجميع المحافظات والمديريات والعزل والقرى وبتلكم الأعلام الخضراء والبيضاء المحمولة والموضوعة في العمارات المرتفعة والمقارات الحكومية ومنازل المواطنين والرش للسيارات بالألوان الخضراء وعمل الندوات وإقامة الأمسيات والموالد النبوية في المجالس والمساجد وإقامة مختلف الفعاليات : ما هي الا تعابير إنسانية لفرحة وغبطة وسرور وبهجة وعظمة وتقدير وإحترام كبير بقدوم مولد خاتم الأنبياء والمرسلين واين هذا كله : في اليمن الحزين بفعل كوارث بلغت مستوياتها العالمية ومجاعة سكانية لم يحدث لها مثيل في تاريخ البشرية ، وقتل وجرح لمئات الألاف من المواطنيبن ودمار كبير لمنازلهم وتشريد للملايين وإنعدام كامل للدواء والغذاء والمشتقات النفطية ولسنواث ثمان كاملة بفعل عدوان وحصار تحالفي وحشي إجرامي لدول إستكبارية عالمية تزعمتها أمريكا وإسرائيل ودول عربية كانوا هم الأدوات للتنفيذ بقيامهم بحرب ظالمة على اليمن واليمنيون ، لكن مع هذا كله كانت للأفراح والإبتهاجات والسعادة وجودها وبصور وأشكال وتعابير عديدة بإستقبال يوم إستثنائي هو مولد النبي الهادي ، الذي أخرج الناس من الظلمات الى النور.
فالشعب اليمني وعلى مراحل صعبة وأزمان عديدة ولعقود سابقة طويلة عاشوا إوضاعآ دينية صعبة بفعل كل المخططات الموضوعة والمدروسة لتحقيقها من قبل الصهيونية العالمية التي اسسوا لذلك كافة التجهيزات من اجل إدخال كل المدخلات الفكرية الوهابية الثقافية المغلوطة وجعلها واقع لليمنيبن دينيآ ولهذا فقد أثرت تأثيرها الفعال ونشرت سمومها السرطاني في كل ما يتعلق من صله بالدين الإسلامي ، لينقلب المشهد كاملآ وتحديدآ منذ ما يقارب ثمانية أعوام ويتغير الحدث وتتوضح الصورة في إخراجها لكل معاني الصدق والولاء والإنتماء العظيم الذي ابداه كل اليمنيون في تشريفهم لرسولهم الكريم بإحيائهم ليوم مولده الطاهر والذي غابت بل وغيبت هذه المظاهر الدينية الفرحة والمستقبلة ليوم مجيد أكرم الله فيه العالمين أجمعين بولادة نبيهم وهاديهم الى الصراط المستقيم عن قصد وتعمد كبير ، وبعمل عدائي عالمي صهيوني أمريكي غربي وبإتفاق مع أقطاب عربية متحالفة معهم لطمس ومسح كل ما يتعلق باعياد وذكريات عظيمة هي التي كان لها الأساس الى إخراج الناس من الظلمات الى النور وتبصيرهم بالهداية الربانية وبالحق المبين من خلال كلام الله الحكيم القرآن الكريم هو الدليل الثابت والوحيد المنور للأنسان لنيل المعرفة والإرتباط بالعزيز المنان والمؤسس لكل مراحل الحياة المختلفة وفق منهجية عادلة.
ومع سنوات النجاح التي حققه شعب اليمن والإيمان في عديد المجالات منذ نجاح ثورة ال 21 من سبتمبر الخالدة تغيرت وقائع الماضي الظلالي الوهابي الذي نخر في جسد الأمة الإسلامية المحطم لكل ما يربط بالمسلمين بعقيدتهم الاسلامية وذكرياتهم المجيدة الدينية بمولد نور هذه الأمة وقائدها العظيم محمد المصطفى الكريم : بفعل النجاح الكبير والأفعال العظيمة التي حققها كافة اليمنيون من خلال إنجازات ثورتهم المجيدة يوم 21 سبتمبر عام 2014 وتحقيقهم لإهداف عديدة بجوانبها المختلفة ، والذي سيحتفل اليمنيون بعيدها التاسع بعد أيام فقد كان لجانبها الديني مساره الأول التصحيحي والأساسي بالمسيرة القرآنية في تبصيرها
لليمنيون بكل معاني التنوير والإسترشاد والهداية والمعرفة بالله وبهداه من خلال التبني الكامل لها للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لأعادة ما أحدثته الثقافات الدينية الوهابية المغلوطة من هدمها لمعاني وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف ، والتي كانت لكل محاضرتة الدينية القيمة التنويرية شآنها العظيم للإسترشاد وتخطي كل العقبات السابقة الهادمة لكل جوانب الدين والدوله.
ليتعزز المسار الديني الصحيح نجاحه العظيم من الناحية الإيمانية والإرتباط بالهوية الإيمانية وتفعيلها بحق وحقيقة وبصورتها الصحيحة المعهودة التي تطاولت عليها الأيادي الخبيثة في إبعاد كل ما يتصل بالإسلام والمسلمين من معتقدات تربطهم مع بعضهم البعص وتعزز من تلاحمهم وإصطفافهم نحو ما يجعلهم موحدين في مواجهة كل التآمرات والمخططات التي تهدد دينهم ومقدساتهم وتجعلهم متفرقين ليسهل على الأعداء إخضاعهم والسيطرة عليهم ، ليتلاشى ذلك ويضمحل تدريجيآ كل مظاهر المنادات والأكاذيب والخدع والإدعاءات ببدعة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ، فما شهدته السنوات السابقة من الخروج المشرف وبعشرات الملايين لليمنيون لإحياء مولد النبي الهادي الا واقع جديد صحيح بالإيمان والمعتقدات لكل ما يتصل بالمسلمين من إحيائهم للمناسبات الدينية وتذكرهم بأشرف وأعظم قائد عرفته البشرية ، وما سيقدمه اليمنيون من تجمعات كبيرة لحشود مليونية في جميع محافظات الجمهورية في الساحات والميادين في هذا العام 1445 هجرية ستذهل العالم بأسره لواقع جديد لعصر إيماني أوجده شعب اليمن العريق لتعاظم المحبة والفخر والإعتزاز لنبي أمة آخر الزمان في يوم مولده العظيم فأنتظروا انا معكم لمنتظرون .
والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha