عبدالجبار الغراب
ان ما أظهره اليمنيون في إحتشاداتهم المليونية وفي عموم محافظات الجمهورية بإحيائهم ليومآ عظيمآ في تاريخ الأمة الإسلامية وهو يوم ذكرى مولد الرسول الكريم : يمثل عدة دلالات عظيمة متعددة الرسائل والأبعاد شاملة في كل معانيها والأفكار مكتملة في وصفها والتوصيف لمكانة رجل رفيع الشرف والعزة نال الحب والتقدير من كل اليمنيون ، والذين بنوا قواعد شامخة وأسسوا بنيان سميك لايمكن للتاريخ تجاهله بعد الآن من خلال حضورهم المهيب وإحتشاداتهم العظيمة والذي هو في الأصل تخليد للذاكرة الإنسانية لكل القيم والمبادئ الرفيعة التي حازوا عليها من خلال تمسكهم بمنهجية نبي هذه الأمة فلا نجاح لشعب او أمة أبتعدت عن طريقها ومنهجها القرآني ونست وتجاهلت رسولها وقائدها وخاتم رسل الله نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار.
لتعبر مختلف هذه الحشود المليونية المهيبة بدلالاتها الواضحة عن خلقها لواقع جديد ومتغير انتصر فيه الشعب اليمني عن سابق تجهيل وتظليل أستخدمه أعداء الدين الإسلامي في زرعهم لثقافة مغلوطة مندسه لأغراض عديدة منها لإبعاد اليمنيون عن ممارسة حقهم في استقبالهم بالفرح والسرور ونيل الغبطة والبهجة لإحياء مولد الرسول ، والذي نجح من خلالها اليمنيون في إعادتها بفعل قيامهم بثورة شعبية دينية وطنية يوم ال 21 من سبتمبر عام 2014 شملت في كل محتواها تحقيق كافة الأهداف لنيل الحرية والإستقلال وإعادة مختلف القيم والمبادئ والأصول الإسلامية الصحيحة التي عاشها اليمنيون منذ إسنادهم ونصرتهم للرسول قبل اكثر من 14 قرن من الزمان ، لينجحوا في تحقيق ذلك ومن عدة جوانب ، ايضا كان لدلالة المشهد تعبيره الإيماني البديع وبهذا الموقف المهيب العظيم وبحشود مليونية ضخمة هي للمكانة والعظمة التي يكنها كامل اليمنيون للرسول الكريم ، لتنقل كل هذه الحشود العظيمة وبالملايين الرفيعة الذاكرة للمحتوى والتظمين الكامل لشخص عالي المقام رفيع المكانة عزيز لهذه الأمة مخلد الذكر المجيد مقرون إسمه بجوار برب العباد هو محمد المحمود رسول رب العالمين للناس أجمعين عليه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطاهرين وانه فلا يمكن لقادم الأيام والشهور والسنوات تكرارها لما قدمه اليمنيون في إحتشاداتهم المليونية في عديد ساحات الجمهورية لاحيائهم لذكرى مولد خير البرية.
فكانت لهذه الأعداد البشرية الضخمة حجمها العظيم في إيصالها للرسائل العابرة لكل قارات العالم القديم والجديد عن مكانة رجل نادر في الوصف والتوصيف ومفضل عند المعبود وأكرم الخلق وأشرفهم على الوجود ، وتذكير العالم أجمع برسالة الهدى والنور الذي حملها البشير النذير وأوصلها للناس أجمعين ، وان الدين عند الله هو الاسلام وما يقوم به الغرب والأمريكان من زعزعة متواصلة وشنهم للحروب المستمرة وارتكابهم للمجازر الوحشية بحق المسلمين هي داخله ضمن مخططات القضاء على الإسلام والمسلمين ، فكان لهذا التمثيل المشرف والذي عبر عنه اليمنييون من خلال إحتشاداتهم الغير مسبوق في تاريخ الأمة الإسلامية وفي ذكرى مولد الرسول وفي عشرات الساحات مضامينها الكبيرة في تعلق المسلمين بقائدهم الأمين محمد صلوات الله عليه وآله الكرام ، والسير على دربه الطاهر والنهج من منهجه القويم والعمل على التسلح بسلاح الإيمان كأساس للتغلب والنصر على الأعداء.
فدلالة الحشود المليونية المهيبة لليمنيين بإحيائهم لمولد الرسول توضيحها الكامل لتنامي المعرفة الحقيقية بالتنوير والإسترشاد الصحيح بكل المفاهيم الإسلامية والمستوحاة من كتاب الله العزيز ومعرفة الله وهداه والإتباع بمنهجه القويم والقضاء على كافة الثقافات المغلوطة والعمل على تصحيحها بثقافة قرآنية وفق منهج رباني هو كتاب الله والمشي نحو مسلك ومسارات إسلامية إيمانية تقود الى التلاحم والتوحد والاصطفاف والتكاتف لنصرة المستصعفين ومعرفة أعداء الدين من المستكبرين أمريكا والصهاينة ، كل هذا جاء بفعل عوامل كبيرة ظاهرة للعيان قادها شعب اليمن والإيمان بإنتصاراتهم على قوى الشر والهيمنة والإستكبار أدت الى صناعة مختلف المتغيرات التي تصاعدت وبرزت وتتعززت معها كل قواعد الوعي والإدراك والمعرفة الكاملة ونورت القلوب جميعها ووضعت طرق ودروب نحو آفاق جديدة ألتحمت بها مشاعر الإيمان والإعتزاز والإعتناق بالدين الإسلامي مع من أرسله الله للناس أجمعين محمد الأمين رسول رب العالمين ، فقد جعل اليمنيون من يوم مولده يومآ إسلامي إستثنائي هام ليس كمثله يوم في تاريخ المسلمين والبشرية أجمعين.
فالتطلع الشعبي لليمنيون له آماله وأحلامه المنشودة ، ليتعزز إيمانه الراسخ والوثيق بقيادته الثورية وبسماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في صناعته لعملية إصلاح كاملة في شتئ نواحي مؤسسات الدولة المختلفة وإحداثه لتغيرات جذرية والتي حازت على تفويض شعبي عارم ناله وحصده قائد الثورة نحو تحقيق هذه التغيرات الجذرية وفق مراحل عديدة ، أدت مرحلتها الأولى نحو إعلانها من سماحة السيد القائد وبيوم تاريخي مهيب يوم مولد الرسول وأمام عشرات الملايين وحصوله على تفويض شعبي عارم منهم نحو البدء الفعال بتشكيل حكومة كفاءات وفق قاعدة الشراكة الوطنية واليمن للجميع تتطلب الصبر والهدوء وتحتاج للوقت للولوج تدريجيآ نحو بناء يمن جديد ينعم بالعيش الكريم ، وطالما أعلنها القائد بمتابعة التغيرات الجذرية بنفسه وتأكيده على أهمية القضاء لجعله أولوية نحو البناء بدستور وشرع وحيد هو كتاب الله العزيز القرآن الكريم الذي سوف يقود نحو البناء التام والفعال للدولة بعيدآ عن كل انواع التدخلات وعبثية القوانين الموضوعة لخدمة مصالح أشخاص ونفوذ لجماعات وتبعية لدول إستكبارية عديدة ، وهو النجاح لقيام الدولة وتأسيسها بالشكل الصحيح ، وهنا لزم على الجميع الصبر والتريث ، فالثقة الشعبية نحو قائدها كبيرة وعظمية وما تحدث بها القائد الا وتحقق الكلام بوجوده على الارض بالوقائع والأفعال ، فسابق الكلام السديد للسيد القائد ونداءاته بهزيمة تحالف العدوان وبقلب كل المعادلات وبتحقيق التوازنات أظهرتها الأفعال والوقائع والمعطيات الحالية الموجودة بإنتصارات يمنية متصاعدة ومتتالية والقادم بإذن الله أعظم وأفضل وأجمل.
والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha