اليمن

غضبة الطوفان ..


 عبدالملك سام ||

 

يحدث أحيانا أن يأتي عليك موقف وتجد نفسك فيه وأنت عاجز عن الكلام بسبب طوفان المشاعر التي تجتاحك، ولكن اليوم ليس كأي يوم ولابد أن أتكلم، ولابد أن أثرثر، حتى لو تلعثمت أو قلت كلاما غير منتظم، فما يحدث في فلسطين عقد اللسان فرحا، وكنت أظن أني أبالغ حتى شاهدت الناس في الشارع وقد بدت الفرحة في ملامحهم، فعذرت نفسي.. بل أنه أذهلني أعداد من خرجوا في مسيرة التأييد العفوية والتي ضاقت بهم ساحة التجمع.

كلنا سعداء من أجل الشعب الفلسطيني الذي أعتدناه معتدى عليه مجرور بالحسرة، شعب يتحمل الظلم والتعسف والنفاق الدولي حتى بات يفرحنا لو أن فلسطينيا واحدا أستطاع أن يطعن أو يدهس إسرائيليا واحدا ثم يُقتل! حتى لو فر فسيبحثون عنه ويجدوه ويقتلوه، ثم يبحثون عن بيت أهله ويخربوه، ويعتقلوا نصف أسرته وجيرانه، ثم يحتفظون بإسم عائلته حتى يتسلى بقصفهم طيار ما إذا ما بدأ عدوان جديد لأي سبب، وما أكثر الأسباب التي يبرر بها الإسرائيليون أعتداءاتهم على الآخرين!

في هذا اليوم أكثر الناس رعبا ليسو بنو صهيون، ولا الأمريكيون أو الأوربيون.. لا، فأكثر الناس رعبا هم الصهاينة المستعربين بقايا بني قينقاع وبني النضير.. حاخامات محفل الشرق المتسترين بالتقوى ماضيا، والمفضوحين بدياثتهم حاضرا.. أما سبب رعبهم فلأنهم ظنوا "إسرائيل" إله لا يقهر، فسلموا لها مصيرهم ومفاتيح خزائنهم وعواصمهم، وراهنوا على ذلك دون أن يترددوا لحظة، فإذا بها أوهن من بيت العنكبوت!

كلنا يتذكر مواقفهم المخزية في حرب "تموز" عندما قارحوا على أن حزب الله مهزوم، ثم صدموا وخابت آمالهم عندما أعلن الكيان الدخيل هزيمته! وهاهم اليوم لا يجدون ما يقولون سوى أن يتباكوا على حائط خيبتهم مجددا، ويستغيثون بيعوق ونسرا، ويرسلون الدعم سرا وجهرا لمن ظنوها مولاتهم حتى تصمد فقد ربطوا مصائرهم بمصيرها، وهزيمتها تعني فناءهم.. ولا عزاء للخونة.

هذا الكيان اللعين جماعة مسوخ وأباليس لا يرون سوى انفسهم بشرا، بينما "الآخرون" ليسو سوى كائنات (غوليم) لا يستحقون العيش! ومعركة اليوم حتى لو لم تحسم بتحرير أرض عانت من جورهم لأكثر من قرن، إلا أنها صفعة مدوية في وجوه أعداء الإنسانية هؤلاء الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، وغضبة ستظل آثارها تزلزل كيانهم اللقيط حتى يزول، ولن يهدأ العالم ما بقي منهم شيطان واحد، ولعل هذا الزوال قريب بإذن العزيز الحميد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك