اليمن

غضبة الطوفان ..

1035 2023-10-08

 عبدالملك سام ||

 

يحدث أحيانا أن يأتي عليك موقف وتجد نفسك فيه وأنت عاجز عن الكلام بسبب طوفان المشاعر التي تجتاحك، ولكن اليوم ليس كأي يوم ولابد أن أتكلم، ولابد أن أثرثر، حتى لو تلعثمت أو قلت كلاما غير منتظم، فما يحدث في فلسطين عقد اللسان فرحا، وكنت أظن أني أبالغ حتى شاهدت الناس في الشارع وقد بدت الفرحة في ملامحهم، فعذرت نفسي.. بل أنه أذهلني أعداد من خرجوا في مسيرة التأييد العفوية والتي ضاقت بهم ساحة التجمع.

كلنا سعداء من أجل الشعب الفلسطيني الذي أعتدناه معتدى عليه مجرور بالحسرة، شعب يتحمل الظلم والتعسف والنفاق الدولي حتى بات يفرحنا لو أن فلسطينيا واحدا أستطاع أن يطعن أو يدهس إسرائيليا واحدا ثم يُقتل! حتى لو فر فسيبحثون عنه ويجدوه ويقتلوه، ثم يبحثون عن بيت أهله ويخربوه، ويعتقلوا نصف أسرته وجيرانه، ثم يحتفظون بإسم عائلته حتى يتسلى بقصفهم طيار ما إذا ما بدأ عدوان جديد لأي سبب، وما أكثر الأسباب التي يبرر بها الإسرائيليون أعتداءاتهم على الآخرين!

في هذا اليوم أكثر الناس رعبا ليسو بنو صهيون، ولا الأمريكيون أو الأوربيون.. لا، فأكثر الناس رعبا هم الصهاينة المستعربين بقايا بني قينقاع وبني النضير.. حاخامات محفل الشرق المتسترين بالتقوى ماضيا، والمفضوحين بدياثتهم حاضرا.. أما سبب رعبهم فلأنهم ظنوا "إسرائيل" إله لا يقهر، فسلموا لها مصيرهم ومفاتيح خزائنهم وعواصمهم، وراهنوا على ذلك دون أن يترددوا لحظة، فإذا بها أوهن من بيت العنكبوت!

كلنا يتذكر مواقفهم المخزية في حرب "تموز" عندما قارحوا على أن حزب الله مهزوم، ثم صدموا وخابت آمالهم عندما أعلن الكيان الدخيل هزيمته! وهاهم اليوم لا يجدون ما يقولون سوى أن يتباكوا على حائط خيبتهم مجددا، ويستغيثون بيعوق ونسرا، ويرسلون الدعم سرا وجهرا لمن ظنوها مولاتهم حتى تصمد فقد ربطوا مصائرهم بمصيرها، وهزيمتها تعني فناءهم.. ولا عزاء للخونة.

هذا الكيان اللعين جماعة مسوخ وأباليس لا يرون سوى انفسهم بشرا، بينما "الآخرون" ليسو سوى كائنات (غوليم) لا يستحقون العيش! ومعركة اليوم حتى لو لم تحسم بتحرير أرض عانت من جورهم لأكثر من قرن، إلا أنها صفعة مدوية في وجوه أعداء الإنسانية هؤلاء الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، وغضبة ستظل آثارها تزلزل كيانهم اللقيط حتى يزول، ولن يهدأ العالم ما بقي منهم شيطان واحد، ولعل هذا الزوال قريب بإذن العزيز الحميد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك