محمد صالح حاتم ||
سيسجل التاريخ أن يوم السبت 7 أكتوبر 2023م، يوما اسودا ومشؤوما بالنسبة لإسرائيل، والذي شهد انطلاق عملية طوفان الأقصى، من قبل مجاهدي حركات المقاومة الفلسطينية، والذي استطاعوا أن يحققوا ما عجزت عن تحقيقه الجيوش العربية طيلة سبعين عاما، وسيسجل عملية طوفان الأقصى ضمن المعارك الفاصلة في مسيرة المعارك العسكرية تجاه العدو الإسرائيلي.
جاءت معركة طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي في ظل الانبطاح والخضوع والاستسلام العربي لإسرائيل، وفي وقت تتسارع الأنظمة العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، فجاءت هذه المعركة التجلط الأوراق السياسية، وتبطل المعادلات العسكرية التي تقول: إن الجيش الإسرائيلي يعتبر الجيش الذي لا يقهر .
طوفان الأقصى أثبتت فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي وهشاشة، وضعف الاستخبارات الإسرائيلية.
ما قام به الأبطال من المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى شكل حالة من الرعب والصدمة لأمريكا وإسرائيل، وغيرت مجريات التاريخ وقلبت الموازين والمعادلات في العالم بأكمله، فعلى الرغم من الانتصارات العسكرية التي حققها طوفان الأقصى، إلا أن تداعياتها السياسية سيكون لها أثر كبير في الأيام القادمة، والتي ستضاعف من الانقسام داخل النظام السياسي الصهيوني، والذي يعيش وضع انقسام واختلاف داخلي كبير...
فدول الاستعمار القديم باتت اليوم في أوهن حالتها، ولن تستطيع دعم وحماية إسرائيل، ففرنسا تخسر مكانها في إفريقيا، وتجرجر أذيال الهزيمة وتنسحب من القارة السمراء، وبريطانيا تعيش حالة شيخوختها، وأصبحت تتكئ على عصا أمريكا، وهي الآخر تشهد أحداث داخلية لم تحدث في تاريخها والتي كان أخرها عزل رئيس مجلس النواب الأمريكي مكارثي وهي المرة الأولى التي تحدث في تاريخ أمريكا، وروسيا وأوكرانيا والتان يشكل مواطنوها أكثر الجنسيات لسكان إسرائيل بينهما حرب عسكرية في عامها الثاني، ولم يتحدد مصيرها بعد...
فما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبلها،! وإن العد التنازلي لزوال الكيان الصهيوني المؤقت قد بدأ، وأن حتمية انتصار الشعب الفلسطيني وتحرير كل شبر من أراضيه ما هي إلا مسألة وقت،وأن وعد الأخرة بات قريبا
https://telegram.me/buratha