منتصر الجلي ||
السابع من تشرين، حين فتحت المقاومة باب الطوفان، وأعلنت أمام العالم بداية مرحلة جديدة من الصراع مع العدو الإسرائيلي الذي ما لحق يتمالك أنفاسه أمام الصدمة وهول الوقعة والكارثة عليه.
عملية فاجأت العدو وأذهلت الصديق، وأفزعت المنافقين، نفذتها فصائل المقاومة مع فجر تشرين، أكتوبر الحالي، إلى عقر دار المحتل الإسرائيلي، وتطهير عدد من المستوطنات الإسرائيلي، وقتل واسر العديد منهم في غرة 1000أو يزيدون، القتلى فقط، وآلاف الجرحى، عملية أزعجت أباطرة الاستكبار {وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ. الحشر:٢.
وما بين القوة الفلسطينية الضاربة، والقصف الإسرائيلي المجرم، لقطاع غزة، الذي لم يتوقف حتى اللحظة، تقف المواقف العربية، والغربية، فالأول تباينت مواقفهم بين الأنظمة نفسها والشعوب، برز منهم عدد من قادة الدول الأحرار، وهم بعدد الأصابع مساندين مباركين العملية البطولية، شعوبا ونظام، وآخرين طبع الله على قلوبهم وثبطهم، سياسيا، وعسكريا، وإعلاميا، وهي أنظمة التطبيع من دول الخليج وغيرها، أخافتهم إسرائيل وأرعبهم التحرك الأمريكي في المسألة، فخرجوا ينددون، ويجرموا المقاومة والمجاهدون الفلسطينيون؛ ومنهم أسواء من ذلك في حالة من الانبطاح ووصف المقاومة بالإرهاب، ومنهم توارى خلف الجدار كالجامعة العربية العبرية، ومجلس التعاون الإسلامي، مواقف سخر منها العدو قبل الصديق، وأصبحت القومية العربية في مهب الريح، نسفها السامري في موقف واحد، تحرك الغرب الكافر والاتحاد الأوروبي والأمريكي بأسطوله المحمل بالطائرات والترسانة العسكرية في شرق الأبيض المتوسط، لحضور المعركة، عن قرب، والتدخل الفوري متى وجدوا ذلك، هالة غربية وتحالف غربي لم تشهد له المنطقة منذ عقود خلت، في المقابل تهاوٍ عربي وتراجع غير مسبوق منذ عقود أيضاً.
سبعون عاما والقضية الفلسطينية على محك الصراع، ما بين التحرير والاحتلال، وفي أدراج الساسة والزعماء العرب، الآن في هذه اللحظات زعماء الأمة يشاهدون على التلفاز والأخبار والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي القفص الذي ينال من غزة والمدنيين والفلسطينيين، في لحظات هذه الأحرف والركام على الرؤوس، ولكن لا موقف يذكر أو يتجرأون بموقف.
خلاف كل ذلك يخرج الشعب اليمني في يوم العملية بحشود غفيرة تهنأ وتبارك للأبطال انتصاراتهم، وما تلاها من أيام يملؤن الشوارع، والقضية ونصرة إخوانهم المجاهدين على سكانتهم وحركاتهم وصلواتهم، ليعزز الموقف اليمني اليوم خروج السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- يضع النقاط على الحروف ويرسم مسارات التحرك، ويعد الفلسطينيون بالنصرة قول وفعل، على خارطة عسكرية يشهدها محور المقاومة، مساندة وتنسيقا، وأن الخطوط الحمراء على طاولة الدراسة، ومؤشراتها بدأت تلوح في الأفق، في حين تدخل الأمريكي ودخل المعركة، هنا كلمة الفصل قد رفعت وأعذر من أنذر، على مستوطنات العدو في تل أبيب وغيرها من الأراضي المحتله استقبل طوفان اليمن بجنب طوفان فلسطين.
قالها السيد القائد على الأشهاد ويعرف العدو من هو السيد القائد وشعبه، الذي لا يقل إلا ويفعل و لا يعد إلا أوفى، إذ منطلقات السيد لم تأتي من فراغ، بل عن طريق دراية وتنسيق وحكمة ومعرفة بطبيعة الصراع، وتجربة تسعة أعوام في مواجهة أعتى عدوان على شعبنا اليمني، هنا على إسرائيل أن تحسب حساب الجبهة اليمنية أن فتحت حينها لا ينفع ولات حين مناص.
https://telegram.me/buratha