عبدالجبار الغراب ||
ستة عقود كاملة على قيام ثورة 14من أكتوبر الخالدة والتي مثلت ذكراها العظيمة في قلوب كامل الشعب اليمني في الشمال والجنوب : لما مثلته هذه الثورة الشعبية المجيدة في جنوب اليمن من انتصار عظيم على المحتل البريطاني والذي طال مدة وحودة لأكثر من مائه وتسعه وعشرون عام ليشكل قادتها الأحرار وضع مسارات عديدة لتحقيق الحرية والإستقلال لجسامة وبفعل التضحيات البشرية والفدائية لهم ونجاحهم في قيادة الشعب اليمني في شطره الجنوبي آنذاك ، والذين طردوا الإستعمار البريطاني وحققوا الإنتصار بإشعالهم ثورة ل 14أكتوبر ضد الغازي والمحتل البريطاني ، ليعلنوها وبالعلن وبالصوت والسلاح الشعبي مرددين صوتهم للعالم برع برع يا إستعمار برع من أرض الأحرار ، ليجعل منها اليمنيون حاليآ للتذكير بواقع أليم موجود لمرارة تكرار الإحتلال الأجنبي البغبض والذي ما كان لهم ذلك الا بفعل أيادي عملاء خونة من المرتزقة اليمنيون المرتهنين لأمريكا وإسرائيل.
فاليمنيون جعلوا من ثورة 14 أكتوبر ذكراها المجيدة ولتاريخ عظيم يفتخر به كل اليمنيون ، وهي تأتى إستذكارها لرصيد نضالي كبيرحققه الأحرار في الجزء الجنوبي من اليمن الكبير ومعه المساندين من أبناء المناطق الشمالية ، ليقود أبطالها الميامين جنوب اليمن الغالي من واقع سابق تحت سيطرة الإستعمار البريطاني لأكثر من قرن وثلاثة عقود من الزمان لتحقيق النصر العظيم رافعين العزة والكرامة والشموخ لأبناء الجنوب خصوصا والشعب اليمني من شماله للجنوب ومن شرقه للغرب , واضعين بذلك حدآ نهائيا لكل التدخلات الأجنبية.
فالذاكرة الماضية لثورة عظيمة تحررية خلدتها ذكرى لإنتصار مجيد ، وهي الأن يكن في القلوب كل اليمنيون حزنها الشديد : لما للواقع الحالي من تغيره لمشهد سابق إعلان الإستقلال ورحيل المستعمر البريطاني ، فتكرار السابق هو الأن في الجنوب موجود ومرارة المعاناة أدخلها عملاء ومرتزقة محليون ، وضعوا جنوب اليمن تحت سيطرة الغزاة المحتلين.
فذاكرة الإستقلال والثورة الشعبية المسلحة التي قامت ضد الإستعمار البريطاني المحتل البغيض ضحى من أجله اليمنيون بمئات الألأف من الشهداء الذين بدمائهم الزكية أعلنوا الإستقلال ومن شارك معهم بالتضحية والفداء والنضال هم جرحى الأن ما زالوا موجودين ومن أكبر مناضلي الثورة على قيد الحياة هم من حرروا البلاد من الإستعمار البريطاني المحتل لجنوب اليمن لقرن وثلاثة عقود والذي بسط بقوة وبجبروت كل نفوذه في شتئ نواحي البلاد مسيطرآ على كامل الثروات ممتد من خلالها لتحقيق التوسع والإنتشار في السواحل البحرية والممرات الهامة لليمن في حدودها الجنوبية كل هذا هو بفعل ترتيبات ومخططات سبقت الإحتلال وبإيجاد الأسباب وإفتعال الأكاذيب وصناعة الحيل والذرائع أوجدوا الحجج للتدخل العسكري في جنوب اليمن ، فكان لهم ما كان في السيطرة والإحتلال وإستقرارهم لمائه وتسعة وعشرين عام ، حتى انه وبعد ذلك ولسنوات ما بعد إعلان الإستقلال وكان لتداخل الأحدث عوامها في وضعها لتراكمات أثرت على إتخاذ القرار السيادي لليمنيون.
فذكرى قيام ثورة 14 أكتوبر من العام 1963 أعادت لليمنيون إستذكار لمعاناة الشعب اليمني في الجنوب أبان الإستعمار البريطاني ، وشعورهم بمرارة الخيانة والإرتزاق الذي عان منها اليمنيون على مد عقود بإرتهان وإنصياع القادة والحكام لأمريكا واليهود وادواتهم في الجوار منفذين لهم كل سياساتهم المرسومة وبكل المجالات ، فلا قرار مملوك ولا سيادة لكل أراضي البلاد يتحكم بها اليمنيون ، فكان للحكام إنصياعهم وإنبطاحهم الكامل والتام ، موالين مطعيين كأدوات للتنفيذ لكل ما يحقق أهداف أمريكا وإسرائيل ، لتكون كل ثروات الشعب اليمني تحت تصرفاتهم ونفوذهم ، فوهنت الدولة وضعفت مختلف السبل التي تودي بالشعب لتحقيق ما يحلم به مقارنة مع الشعوب الأخرى ، لتتراكم كل عوارض الأحداث مخلفه إنعكاساتها العديدة التي لها تأثيراتها المباشرة في واقع حياة الشعب اليمني ، ويتصاعد معها غليان شعبي كبير رافقة وجود معرفة وإدراك بمخططات الغرب والأمريكان.
فثورة 14 اكتوبر من العام 1963 المجيدة يحتفل بها الشعب اليمني كذكريات لملاحم أسطورية عظيمة حققها الثوار الأحرار بوقفهم رافعين الرآس بسلاحهم بوجه الإستعمار البريطاني فهي عبارة عن ذكرى لما بين سابق التحرير وضع مناضليها تيجان محفورة في القلوب وتاريخهم شاهد لعظمة كفاحهم المسلح ضد الإحتلال ، وحالي التكرار الموجود الأليم لوضع جزء من اليمن الكبير تحت الإحتلال لقوى متصارعة في السيطرة والنفوذ تعاون معهم الأنذال المرتزقة المنافقين من اليمنيون الذين باعو وطنهم للعدوان لكن فقد فشلت كل مآربهم في تحقيقهم للأهداف في الشمال وبعض مناطق اليمن ، وما وجودهم الحالي في بعض مناطق الجنوب والتي مازالت قابعة تحت سيطرتهم هي في عداد التطهير والوعد والأمانة التي أطلقها السيد قائد الثورة لإستعادة كل شبر في أرض اليمن.
فالتضحيات الجسيمة التي قدمها خيرة الأبطال اليمنيون بتحرير الجنوب اليمني من الإستعمار البريطاني البغيض خانتها الأيادي الماكرة لله ولوطنها والأنذال والمرتزقة المنافقين والأدوات لأمريكا وإسرائيل من فروا هاربين الى فنادق الرياض لسنوات أنقضت بهم الحاجة لخلعهم من قبل تحالف العدوان وإستبدالهم بعدة عملاء ذات رؤس سبعة بحسب المخطط الذي أعده العدوان لتحقيق اهدافه في السيطرة والإحتلال ونهب الثروات والذين أعادوا مرارة التكرار للإحتلال لليمن وشعبها العظيم.
لكن ومع كل هذا وذاك فقد أختلفت مجريات الأمور الحالية عن أوضاعها السابقة : بفعل كل البتضحيات الخالدة الجبارة التي قادها المجاهدون الإيمانيون بإشعالهم لثورة 12 سبتمبر 2014 : والتب أخذت معها أهدافها الوطنية الشعبية مسارها السامي لإعادة القرار المسلوب وإستعادة سيادة الوطن المفقودة ، فكان لها إعادتها لمختلف جوانب أركان الدولة الأساسية جاعلة في ذلك ترسيخ المبادئ والقيم الدينية والوطنية من الأولويات القصوى والضرورية ، لتقود ثورة ال 21 من سبتمبر عام 2014 معها كل حركات التصحيح لمسارات ثورتي 26 سبتمبر و 14 اكتوبر بفعل تصديها لكل محاولات قوى الشر والغطرسة والإستكبار العالمي في إرجاع اليمن الى سابق عهدها الخانع بالحكام والمرتهنين للخارج ، وبحرب شرشة عبثية جبانة وبقوة عسكرية ضخمة وعتاد خربي كبير وبمشاركة وتحالف أكثر من عشرين دولة قادتها أمريكا وإسرائيل ونفذتها أدواتهم المتصهينين في المنطفة السعودية والإمارات وبحصار كامل بأنواعه وأشكاله المختلفة ولسنوات تسع عدوانية همجية وجبانة وبحصار كامل ولسنوات ومازالوا مستمرين والى الآن لم ينجحوا في تحقيق اهدافهم الشيطانية.
لتنكسر وتنهزم وتتحطم شوكة قوى تحالف العدوان ويخسروا كل معاركهم العسكرية والسياسية والإقتصادية ، بل انه كان ولقوة وصمود وبسالة وشجاعة اليمنيون وصلابتهم ومواجهتهم للعدوان إنتاجها لعوامل تفوق وتصاعد وإنتاج وتطور في السلاح وتقدم تصنيعي حربي كبير اذهلت العالم به وحققت التوازن وقلبت معادلات المواجهة العسكرية ، وبنقلة نوعية عظيمة للقدرات العسكرية والتي فاقت كل التوقعات في مختلف الجوانب للتصاعد القوة العسكرية للجمهورية اليمنية فبجيش واحد الانتماء ومن كل أطياف ومناطق اليمن ظهر في مظاهر وعروض عسكرية لكتائب وألوية ضمت عسرات الألأف وبسلاح للقوة الصاروخية جديد عن ماتم إستخدامه في السابق ، وبطائرات مسيرة جديدة متطورة كان لها إعطائها للعديد من رسائلها ومضامينها للداخل وللخارج , وأوضحت الإمتلاك الكبير لجهوزية اليمنيون للتصدي وللدفاع وحقه لأخذ الحقوق المشروعة بقوة السلاح اذا ما تم إرجاعها بالهدوء والحوار.
فالقوة والنجاح والتفوق والإنتصار اليماني قادت الى قبول العدوان بهدنة أممية أفضت الى التزامهم بتنفيذ مطالب الشعب اليمني المشروعة والمحقة والعادلة في تسليم المرتبات المقطوعة عن الموظفين وفتح كامل لمنياء الحديدة ومطار صنعاء وفتح كامل للطرقات والممرات والتب لم يلتزم بها تحالف العدوان وتخلف عن التنفيذ ، وبصبر طال حكومة صنعاء جاعلة للحوار والتفاهمات منصة للسلام لحدوث لإنفراجة وضعت شروط الشعب اليمني على طاولة تمديد الهدنة للمرة الثالثة ، لتنكشف زيف وأكاذيب ومغالطات العدوان ومعهم مبعوث الأمم المتحدة بالذات حول أقوال انها شروط تعجيزية ولا يمكن تنفيذها كيف لا وثروات اليمنيون ولأعوام منهوبة وإيرادتها في بنوكهم ومخازنهم المليئة بمئات المليارات من الدولارات.
لتسير كل وقائع ومعطيات النجاح الأسطوري العظيم الذي حققه الجيش واللجان اليمنية ومعهم كامل الشعب نحو قافلة العطاء لمواصلة تحقيق كل المطالب في تطهير البلاد من التواجد الأجنبي والذي ما زال له سيطرة وإستفراد في كامل الثروات والتحكم في السواحل وإحتلال المواني والجزر ، فارضآ بذلك تواجد ممتد عسكري لقوات أمريكية بريطانية فرنسية سعودية إماراتية للتنافس فيما بينهم في التوسع في النفوذ والإستيلاء على أماكن النفط والغاز ، فرحيل الإحتلال مطلب هام ولا سكوت علية فمغادرتهم ورحليهم بالمفاوضات اوبالضرب والإستهداف للشركات والسفن الناقلة للنفط من الجنوب وغيرها وهو القرار اذا ما توقفت عن نهبها وسرقتها للنفط والغاز اليمني ، فإن لقوة الفعل المنتظر الموجود لد اليمنيون قدرتها على طرد الغزاة المحتلين لما تبقى من أراضي الحنوب اليمني ، ولقريب الأيام او الأسابيع واذا طالت الشهور نبئها وزفها لخبر وبشرى تسعد و تفرح جميع اليمنيون برحيل الإحتلال الأمريكي الغربي الإسرائيلي من اليمن السعيد ، فانتظروا انا معكم لمنتظرون وان غدآ لناظرة لقريب.
https://telegram.me/buratha