عبدالجبار الغراب ||
ما بين التأييد والتنديد خرجت الشعوب العالمية كلها معلنة الإصطفاف ووقوفها ومناصرتها للشعب الفلسطيني و مؤيدة ومؤكدة في ذلك مساندتها ودعمها الكبير للشعب الفلسطيني المظلوم وحقه بالعيش بحرية وأمان على أرضه ، منددين في ذلك بممارسات وجرائم الكيان الصهيوني في إرتكابه للمجازر الوحشية بحق كامل سكان قطاع غزة وفرضهم للحصار الجائر وقطعهم لكل مقومات للحياة الإنسانية الضرورية من ماء وكهرباء وغذاء وعدم سماحهم بإدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وهو المحاصر منذ سبعة عشر عام.
فشعوب العالم وبمختلف عقائدهم وفي كل القارات خرجو وبعشرات الملايين مساندين مؤيدين مطالبين بمشروعية المقاومة الفلسطينية في إرجاعها للحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة و المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني ، وهم في هذا التحرك الشعبي والجماهيري وحتى ومن داخل أمريكا وبريطانيا وفرنسا كانت للحشود الشعبية تأكيدها واعطائها لعدة دلالات بإقرار مشروعية المقاومة في أخذها الكامل للحق المشروع في إستخدام مختلف الوسائل والإمكانيات لفرضه كوسيلة لتحرير أراضيهم المغتصبه ، ووجوب الدفاع عن شعبهم ومقدساتهم من إنتهاكات الكيان الصهيوني المستمرة.
ومن هذا الجانب الهام فقد أدرك العالم أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية من عملية عسكرية فجر السابع من أكتوبر هو يدخل في إطار الحق المشروع للدفاع عن أنفسهم أمام إجرام الكيان المتواصل وحصاره المستمر على قطاع غزة وإحتجازه للألأف من الأسرى الفلسطينين ، وهذا ما أدركته كافة الشعوب رغم كل ما قامت به دولة الإحتلال من بثها للشائعات والأكاذيب لتشويه صورة المقاومة عند قيامها بعملية إقتحام غلاف غزة كجانب إنساني بأسلوب الترويج الكاذب عبر الإعلام لحملات تشويه بحركة حماس بقتلها للأطفال عند قيامها بعملية الطوفان.
لكن سرعان ما إنكشفت وبانت كل محاولاتهم للخداع وأكاذيبهم وتزويرهم الواضح لكل الحقائق للتدلل عظمة الحشود المليونية و خاصتآ في دول غربية إتضاحها للصورة بواقعها الأصلي للنزاع الحاصل في فلسطين منذ أكثر من سبعة عقود وهو سببه الإحتلال ، ولأن إعادة الأرض المغتصبه وتحرير كافة الأسرى المعتقلين بالآلاف ولعشرات السنوات في سجون سلطات الإحتلال والعمل على إيقاف كل ممارسات الكيان في تندنيسهم للمسجد الأقصى والأساليب التعسفية المتواصلة التي تقوم بها سلطات الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني : هي كلها ممارسات وانتهاكات أجبرت المقاومة الفلسطينية في إتخاذها لمختلف إساليبها الرادعه وقيامها بعملية عسكرية طوفان الأقصى وهو ضمن الردود التي ياما حذرت منها المقاومة سلطات الإحتلال الإسرائيلي من مغبة إجرامهم بحق الشعب الفلسطيني وتدنسيهم للمسجد الأقصى وإنتهاكاتهم المتعمدة.
وعلى هذا الأساس فكل أحرار العالم يعرفون ممارسات الكيان الصهيوني في إرتكابه لكافة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وعدم إلتزامه في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ، لتقود كل هذه الأساليب الإجرامية والسكوت عنها من قبل حكومات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الى تعاظم الغليان داخل مكونات الشعب الفلسطيني ، ووفق قواعد الإلتزام بالقانون الدولي دخلت المقاومة الفلسطينية بابها الواسع في إقتحامها لكل المستنوطنات المحاطة بالمعسكرات الصهيونية ، ليحققو معادلة جديدة في قواعد الإشتباك العسكري وهم من يحددون ذلك والمتحكمين ، ويفرضون واقع جديد كانت للمبادرة حقها في إمتلاك زمام الأمور ويأسرون المئات من الجنود الإسرائيلين ، ويقتلون المئات ويحافظون على المدنيين كأسلوب إنساني وقيم ومبادئ تعلموها من تعاليم منهج القرآن الكريم وقيم الشرعية الإسلامية الغراء.
وما قامت به وسائل الإعلام الأمريكية والغربية لحظة إنطلاق عملية طوفان الأقصى وتحقيقها للإنتصار الا وتداعت على المقاومة الفلسطينية الأكاذيب والتزوير وادخال كل وسائل التظليل لتشويه صورة الانتصار التي حققته حركة حماس ومعها مختلف الفصائل الفلسطينية ، فمن نشرهم للأكاذيب وفرمكت الصور وتزوير الحقائق عن المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهابية جعلوه هدف بديل لتظليل المجتمعات والمنظمات الدولية والمهتمه بحقوق الإنسان وهو أيضا يدخل إطار الإرتباك والتخبط والتيهان الذي يعيشه الكيان الصهيوني ، لأن ما شكلته عملية طوفان الأقصى من هزها لجيش الإحتلال وإلحاق به الخسائر الفادحه جعلته في موضع إرتباك تنعدم عنده الحلول ويتخبط في إتخاذه للقرارات.
لتعطي كل هذه الإنتفاضات الشعبية الغاضبة دلالاتها السريعة المباشرة والتي أثرت في واقعها الفعلي وأخافت وأغضبت الكيان الصهيوني لما عبرت عنه تلك الحشود في اسنادها للشعب الفلسطيني وأحقيته في إستعادة أرضه ، فعند ينظر الكيان الى اليمن الكبير بعظمة شعبه وقيادته الثورية ومساندته للمقاومة سيول مليونية جارة اعلنت وقوفها مع المقاومة الفلسطينية وفي العراق العظيم وبتلكم
الحشود المليونية وبإيران والجرائر والأردن ودول إسلامية وغربية وفي كل مناطق العالم كانت إيضاحها وبيانها وإدراكها لحقيقة همجية السياسات الأمريكية في دعمها للكيان الصهيوني ومساندتها له عسكريا في إرتكاب المجازر الفضيعه بحق سكان قطاع غزة ودعمها للكيان الصهيوني في العمل على تنفيذ مخطط التهجير للسكان من أجل إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها ، وهذا ما تنبهت اليه كل شعوب العالم لتثير كل هذه المخاوف التي صدمت الكيان الإسرائيلي في مشاهدته لتلك الحشود المليونية في اغلب الدول وفي شتى القارات صوتها واحد ونو فلسطين عربية والكيان الصهيوني غاصب ومحتل.
فخروج كل هذه الشعوب العالمية وبمظاهرات حاشدة في كل بقاع الأرض وفي أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى واقفين ومنددين بالعدوان على غزة ومطالبين بإيقافه والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والتي أعلن جيش الإحتلال قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء عن سكان القطاع ليضربوا بعرض الحائط القانون الدولي الذي ينص في فقرات على إبعاد المدنيين والمرافق الصحية والمدارس وممتلكات المواطنيين عن اي إستهداف لكن جيش الإحتلال إنتقامه من الأطفال والنساء والشيوخ وتدميريهم للمنازل وهدمها فوق روؤس ساكنيها ليكون للواقع تاثيره المرحلي الذي إثر على مخططات الكيان الصهيوني وانصدم لما شاهده من انتفاضات شعبية داعمه للقضية الفلسطينية ومساندة للمقاومة في حقها المشروع لإستعادة ارضها والدفاع عن شعبها لتتراجع بعض ما اعدت له سلطات الإحتلال ومعهم الأمريكان من أشياء منها ما يتعلق بالتهجير القصري لسكان غزة بفعل الضغط الشعبي ومواقف بعض الدول الغربية الرافضة لذلك ، والتراجع الكبير في تصريحات رئيس الأمريكان بايدن عن اتهاماته لحركة حماس بقطعهم لرؤس الأطفال وان معلوماته كانت خاطئه ، وهذا ما يعد إضافة للخسائر المتراكمة عليهم.
فالإنتصار الكبير الذي حققته عملية طوفان الأقصى شكلت منطلقا هاما نحو إستكمال التحرير ، وأن ما قبل عملية الطوفان ليس كما بعدها ، وعلى الكيان الصهيوني إدراك هذا ، وما القادم إلا أعظم وأكبر في طريق إعلان الإستقلال وطرد الكيان من أرض فلسطين والاقصى الشريف مسجد العرب والمسلمين والعاقبة للمتقين.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha