المقالات

متى ينسحب السنة من حكومة الحالية ؟؟

1459 2015-01-22

رغم ان تشكيل حكومة الدكتور ألعبادي تم في المدة الدستورية المحددة وعلى خلاف تشكيل الحكومة السابقة التي تراسها السيد نوري المالكي ورغم ان حكومة ألعبادي حظيت بإجماع وطني على خلاف نظيرتها الحكومة السابقة ورغم ان فريق ألعبادي حصل على دعم عربي وإقليمي ودولي لم يشهد له مثيل الا ان كل هذه الفضائل لم تمنع الشركاء السنة من تكرار استخدام ورقة التهديد والانسحاب من الحكومة من جديد.

الحقيقة التي على أصحاب القرار في البيت السني ان يعرفوها جيدا ويتوقفوا عندها مليا هي ان صوتهم في هذه المرحلة غير مسموع بالدرجة التي يعتقدونها مؤثرة وليس مدويا بشكل كبير كما هو الحال في الحكومة السابقة لاسباب متداخلة يشترك فيها الارهاب والسياسيين على درجة واحدة من التأثير ويقف بالضد منها قوة المكون الشيعي وتوفر البدائل والحلول.

ولان صوت السنة وموقعهم في الساحة السياسية ليس كما هو في المراحل التي سبقت حكومة العبادي الا انهم "اي السنة "لم يقراوا الواقع ولم يتمكنوا من تفكيل طلاسم الخارطة السياسية العراقية الجديدة فاستمروا على ما انتهوا عليه في حكومة المالكي والتي مع كل مساوئها الا انها لم تتوقف كثيرا عند انسحابات السنة كيف والحال مع حكومة قوية يشترك فيها الجميع وتتمتع بحصانة داخلية وخارجية.
ان تجارب الانسحاب وخلق المشاكل واللجوء الى التهديد لم تصنع مجدا ولم ينتزع حقوقا بل تسبب بتعطيل مصالح الناس وتوسع هوة الخلاف والانشقاق بين مكونات المجتمع العراقي الواحد،الا ان هؤلاء لم يغادروا بعد مرحلة المراهقة ولا زالوا غير مؤهلين لان يكونوا ضمن فريق القيادة للمرحلة الحالية.

ان تهديد بعض المكونات السنية بالانسحاب من الحكومة الحالية رغم مشاركتها مشاركة حقيقية في حكومة السيد العبادي امر لا يخلو من النفاق السياسي ومن التدافع من اجل الحصول على مكاسب شخصية وحزبية ولا يخلوا ايضا من وجود اجندات داخلية وخارجية هدفها عرقلة العملية السياسية وادخال البلاد في متاهات الفوضى والظلام .

ان تفكك المكون السني وغياب القيادة الحقيقية القادرة على تفكيل حلقات المرحلة الحالية والبصيرة باحتياجات وحقوق ابناء المكون السني يجعل مطالب البعض بالانسحاب نقطة ضعف وليست نقطة قوة خاصة وان الاطراف السنية لم تتفق على موقف موحد حقيقي ،وعلى البعض من ابناء المكون السني ان لا يذهب بعيدا في الاعتماد على قياداته التي تهدد وتتوعد لان خلف الابواب المغلقة يكون للتهديد لونا وطعما اخر يشبه طعم العلقم ولون ااوراق العملة الامريكية وهذا ما اثبتته حقيقة مشاركة وانسحاب بعض الاطراف السنية من حكومة المالكي.

ان وضع العراق في المرحلة الحالية وضع استثنائي خاصة مع استمرا الحرب ضد العصابات الاجرامية المتمثلة بارهاب داعش السني الدولي وما تسببت به هذه الهجمة الارهابية من تدنيس ارض طاهرة واستهداف وتجاوز على الحرمات والمقدسات وإراقة دماء الالاف من الابرياء،تحتم على ابناء هذا المكون التوقف عن الاستمرار بلعبة التلاعب بدماء ومشاعر ملايين المسلمين في العراق لان من يقوم بمثل هذه التصرفات لا يختلف كليا عن منهج العصابات الاجرامية وهي تستبيح ارواح ودماء واموال العراقيين.

بإمكان السنة الانسحاب من حكومة ألعبادي وهذا حق طبيعي كفله لهم الدستور طالما ان المكون الشيعي بامكانه تشكيل حكومة أغلبية او تشكيل حكومة ضامنة للثلثين من خلال مشاركة الكرد وعندها يستطيع السنة ان يكونوا في المعارضة وهم في هذا العمل يقدمون خدمة كبيرة للعراق لان وجه الديمقراطية سيكتمل بوجود المعارضة الحقيقية،وهنا بامكانهم الحديث عن مطالبهم وعن اعتراضاتهم بكل اريحية ومصداقية اما ان يكونوا في الحكومة وخارج الحكومة في ان واحد فان الامر لا يخلوا من ازدواجية وفوضوية يجب ان نتخلص منها فورا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك