المقالات

من وعي الزيارة الأربعينية..تربية الأطفال بين اليوم والأمس!!

805 2023-09-04

د.أمل الأسدي ||

 

فرقٌ شاسعٌ  بين أن يتربی الطفل علی المحبة والكرم والإيثار،  ويتعلم رياضةً بدنيةً وروحيةً!!

يتعلم السعي إلی بيوت الله، التي يحبها الله ورسوله!!

يتعلم الاستجابة للحق، فيردد: لبيك ياحسين!!

وأن يتربی علی الحقـد والكـراهية والتعصب والضـلال وعـقوق الوالدين والحـروب والسـلاح!!

تخيل؛ أن الأطفال في عهد النظام البائد يتم تعليمهم رسم الدبـابات والمدافع والـطـائرات الحربية والجنود والقـتلی ، ويتم زجهم في فرق الطلائع والفتوة ثم الفـدائيين مستقبلا، يتم  تعليمهم  أناشيد الحـرب القومية الوهمية التي لم تعد علينا إلا بالدمار والمــوت!!

ومن نماذج هذه الأناشيد والأهازيج:

أنا جندي عربي ...

بندقيتي في يدي...

أحمي فيها وطني ...

من شرور المعتدي

طيق طيق طاق 

أو هذا:

عندي بابا اثنين اثنين

واحد بالجبهة يقاتل

والثاني صـدام حسين!!

أو  تسمع الأطفال يرددون:

يمته يجي بابا الحلو ملفلف بتابوته

هو نحطه بالگبر وانه اركب التيوته

فتخيل أن يفرح الطفل  بموت والده ويحلم بقتله؛ كي يحظی بمقابلة "الريس" فيهديه مجموعة كبيرة من الألعاب وهذا ما ذكره الفنان خالد جبر  في برنامج (عن إنسان) علی قناة آسيا، إذ روی حادثةً عجيبة، تدل علی  مدی الوحـشية التي كان يتبعها  النظام الـبعثي،فيذكر أنه في يوم من الأيام قد زاره رجل عسكري يصحب طفلين، فقال له: صوّر الطفلين وسلهم عن هوايتهم وعن أمانيهم المستقبلية، والرئيس يقول: تُبثّ الحلقة يوم الجمعة القادمة، يقول الفنان:وحين سألت الطفل الأول:ماذا تحب أن تصنع في المستقبل؟ فأجابني الطفل: أقتل أبويه

وسألت الطفل الثاني أيضا فأجابني :أقتل أبويه

يقول:فتعجبت وذُهلت، لكن الرجل العسكري قال لي: لاتتدخل وصورهم!!

وحين انتهی التصوير استفهمت عن الأمر، فتبين أن الطفلين كانا مع مجموعة من الأطفال في لقاء مع صدام ، فكرّم أبناء الشهداء بمجموعة كبيرة من الهدايا؛ ولكن هذين الطفلين لم يحصلا علی  الهدايا؛ لأن والديهما أحياء!! فقال الطفلان لصدام:  "نتمنی نقتل  آباءنا حتی ايصيرون شهداء حتی تنطينه هدايا"

فلاحظ الفرق الشاسع بين تربية الطفل علی قتل  الوالدين  وتربيته علی الكرم والعطاء والإيثار والمحبة والشجاعة!! وهنا تتجلی عظمة الزيارة الأربعينية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك