للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
لا خلاف على أن الحوار مطلب مهم وملح، لكونه أنجع طريقة وارقي وسائل الحكم لتجسيد الديمقراطية، خاصة إذا كانت أطراف الحوار تتحاور فوق الطاولة لاتحتها، هوكان الهدف منه هو البناء والتنمية وردم الخلاف، وذلك عندما يكون البلد في أمس الحاجة لتجاوز، أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية تهدد وحدته وتضع الظلال على مصيره.إن العراقيين يشعرون بالفزع وهم يشاهدون ساستهم مختلفين حول قضية سبق لهم وأن اتفقوا على أهميتها وضرورتها...فكل الأحزاب وبدون استثناء ونقصد بها أحزاب العملية السياسية، تدعي أنها ترى أن الحوار السياسي هو النافذة الديمقراطية الأفضل لتصحيح المسار وتقويم الإعوجاجات، فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية التي تهم أمن البلد ووحدته، وتضمن حسن سير مؤسساته، كمحاربة الفساد والرشوة وسوء الأدارة والاستخدام السيئ لثروة البلد والإقصاء والتمييز وإصلاح العدالة والقضاء وطي ملف الماضي ، كل هذا لأجل أن يجنب البلد الإنزلاقات المتوقعة نحو الهاوية. وكل واحد منهم ـ أي الساسة ـ جمع أدواته واستعد دون أن يكون مستعدا للدخول في حوار مع الآخر كما قالوا، حتى ولو كان ذلك على حساب المبادئ ومصلحة البلد، تسابق زعماء الأحزاب من كل الألوان والأطياف، والمشارب والأصناف، والعقائد والأعراف..خوش سجع مو.. حتى أن البعض منهم جعل الحوار متبناه الذي وضعه أسما لحزبه، وهي ما يزال صورة في الخيال تتراءى في الأفق البعيد، واجتهد البعض الآخر في محاولة إقناع الآخرين به، وكأنه حقيقة ثابتة وملموسة... إلى محاولة إقحام البعض الآخر، دون قيد أو شرط ،ودون الحصول على ابسط الضمانات التي تطمئن على نجاح هذه القضية، فتعبأ وعبأ المجتمع من أجلها وهي ما تزال شبحا لم تتحد ملامح أطرافه ولا حتى أعضاء جسمه الأساسية...لكنهم في نهاية الحوار قدموا الشعب كهدية لكسب المواقع الحكومية فهي "دجاج يبيض ذهبا"..ولم يكن بينهم "زعيم" واحد، لم يشغل باله بالنظر إلى جالب الخلافات:"الكرسي"..فكل منهم عينهم عليه واضعا على صدغيه "حنديري"*....*الحنديري: قطعتي جلد من نفس نوع جلدالنعال "يعني سميكة " توضع على جانبي وجه الحصان تجعله يمشي الى الأمام فقط بمنع عينيه من النظر الى الجانبين ...كلام قبل السلام: مهما قدمت للذئب من طعام فانه يظل يحن إلى الغابة .....سلام....
https://telegram.me/buratha
