المقالات

الكهرباء والصيف والدفان /

680 10:25:00 2012-04-03

حافظ آل بشارة

اسوأ خبر عراقي ان الصيف قادم لامحالة فأين المفر ؟ الصيف يسجل حضوره الثقيل ، الكهرباء الوطنية تسجل غيابها المتواصل ، اصحاب المولدات الأهلية يسجلون انتصارات جديدة ، كاد الشعب العظيم ان يعتاد على العيش في عصور ما قبل الكهرباء التي شيعوها في تظاهراتهم ثم دفنوها ، لكن تصريحات بعض كبار المسؤولين تستفز الناس ، د.حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة قال بالحرف الواحد ان مشكلة الكهرباء ستحل بداية السنة المقبلة ، حيث تنهي الشركات عملها في بناء محطات التوليد ، وقال ان العراق سيصبح مصدرا للكهرباء ، البعض عدها تصريحات للتخدير ، وعدها آخرون معجزة كاحياء الموتى ، العراق يحتاج 15 الف ميكاواط كهرباء ، المتوفر حاليا 9 آلاف من الانتاج المحلي والمستورد ، انفقت الدولة منذ سنة 2003 وحتى الآن 27 مليار دولار على قطاع الكهرباء ، بينما انفق الناس 80 مليار دولار في هذه المدة على المولدات الاهلية ، يدعي المختصون ان كمية الكهرباء المنتجة قبل 2003 لم تتغير ! ويقولون أن بناء محطة توليد حرارية واحدة طاقتها 3 آلاف ميكاواط يكلف 3 مليارات دولار ومدة الانجاز 3 سنوات ويمكن تسمية هذا المشروع الافتراضي الساحر (333) ، العراق يكفيه 5 محطات من هذا النوع لتغطية حاجته ، كلفتها الكلية 15 مليار دولار ، مقارنة هذه المعطيات مع واقع حال الكهرباء في العراق يؤشر ظاهرة ضياع اموال كبيرة لا يمكن التغاضي عنها ، بجمع الاموال الرسمية والاهلية يكون العراق قد انفق على الكهرباء 107 مليارات دولار ولم يتوصل الى حل ، لكن المشكلة تحل جذريا بمبلغ 15 مليار دولار ، اضف اليها 15 مليارا أخرى لغرض تجديد الشبكات والخطوط ، سيكون المجموع 30 مليار دولار فقط ، يتضمن المشروع الخيالي نصب محطات التوليد ، ثم مد شبكة انابيب الوقود اليها ، ثم اعادة بناء محطات التوزيع ، وتجديد خطوط الضغط العالي والواطئ ، بمقارنة الارقام نحصل على ملف فساد كارثي في هذا البلد المتآكل ، الكهرباء ماتت وكل المليارات تنفق لتشييد قبرها ، واغرب انواع الفساد هو فساد الدفان ، يدس الميت في حفرته فرحا وسط عويل الاهل والاقارب ، ثم يتسلم مبلغا هائلا من ابن الميت لتشييد قبر ملبوخ بالسمنت الابيض وفوقه مرمرة سوداء كبيرة حفر عليها اسم المرحوم ، وفي زيارة الاربعين للميت يجد ابناؤه أن المرمرة صغيرة جدا والسمنت اسود وليس ابيض ، وفي الزيارة الثانية يجدون ان القبر قد تهدم واختفى نصفه لان كمية السمنت في البناء قليلة ، وفي الزيارة الثالثة اختفى قبر المرحوم وعاد كيوم دفنوه . مشاريع الكهرباء في بلدنا تشبه مشروع هذا القبر ، الفرق بينهما ان هذا الميت له ابناء سيهاجمون الدفان ويستردون اموالهم ، اما ميتنا المذكور اعلاه فليس له ابناء ولا عشيرة ، لذا يمكن اعادة بناء القبر الف مرة بعقود موقعة مع شركات وهمية وشركات خاسرة ، برعاية اكبر عدد ممكن من الدفانين البواسل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك