المقالات

وجه جديد من المصيبة

1166 14:46:00 2012-04-05

                                    بسم الله الرحمن الرحيم

حياة الانسان كتاب بصفحات يـُسطر فيها احداث حياته وصولا الى النهاية التی یُؤخذ  فیها منه ذلك الكتاب ليُنشر يوم الحشر بكل ما يحتوي من احداث خطتها انامله!! .

وسعيد الحظ هو من عاش تجارب كثيرة يستلهم منها ما يرفعه الى مراتب عليا حتى يصل الى مرتبة راقية شرطها امتلاك روح نقية وشفافة لتـُمكن صاحبها من النظر الى الوجه الثاني لكل شيء بل ان للاشياء وجوه كثر يتناسب معرفتها ونسبة الشفافية في تلك الروح .

قبل ايام ليست بالطويلة اكتشفت شيء جديد لم ادركه سابقا في حياتي وذلك من خلال حوار مع اخت ذائبة في حب اهل البيت ع وصاحبة رؤى فلسفية وعرفانية منقطعة النظير ولما كان للقراء مكانة عالية  لدي احببت ان اشركهم في ذلك الامر لتعم الفائدة .

حوارنا كان حول انسانة جارحة معنا في موقع عملنا فهي تسبب لنا الالم الذي قدرناه من الابتلاءات الواجب تحملها وفعلا مرت سنيين معها في التعامل اعتدنا فيها الصبر تارة والمواجهة الادبية تارة اخرى حتى صدر منها ما تسبب في انعصار قلوبنا عصرة لم يرتد فيها الفؤاد الى وضعه الطبيعي  ابدا غير اننا استغرقنا في صمت لم يكسره الا الاخت الطيبة في حوار لم يستمر الا لدقائق بسيطة استعلمت فيها عن (احوالي الروحية )  والحقيقة كان مصطلح غريب من حيث الاستعلام عنه !.

اخبرتها باني اعيش حزنا على الموقف استغرب فيه اثره في نفسي  في مقابل ان الموقف كان بسيطا ولا يستحق قياسا بغيره ؟!! وهذا السؤال شغل بالي كثيرا وتردد على ذهني اجوبة كثيرة هل كنت متألمة فجاء هذا الامر اليسير ليكون القشة التي .. أم انني صرت متحسسة اكثر من اللازم  ولكن سؤال الاخت اشعرني انها تعيش ذات الاحساس بل كل من حضر الموقف !! غريب .

اخبرتها عن حيرتي فتبسمت بوقار قائلة التفسير بسيط ويكمن في اننا كنا قبل يوم من الموقف في زيارة لاحد الائمة الاطهار سلام الله عليهم وكانت زيارة ذات اجواء عالية  من حيث التعاضد والتنافس في الحصول على الامداد الالهي وتابعت بان اروحنا عبارة عن زجاجة يعلوها ضباب ذنوبنا وان الزيارة تمسح بعض الضبابية وقد تجعلها شفافة جدا لفترة حتى يعلوها الضباب ثانية !! وهنا دققت في ما تقول فاتمت ان الروح عندما تكون شفافة تتألم اكثر من نظيراتها وبذلك يكون شعورنا طبيعي فأرواحنا تعيش بركات تلك الزيارات وجاءها سهم مباغت جرحها بعمق !! فالضباب يعكس بعض السهام  التي تمس الاحساس المرهف .

انتهى الحوار

ولما لم يرتقي قصوري الذهني لما ذهبت اليه في مقصدها ففرحت بتلك الدقائق التي خصتني بها في الحوار وحفظ بعض المصطلحات العالية التي تتكلم بها وبشارتها من اننا عشنا فترة يسيرة في سمو الروحي  ابعدني عن ما يجب ان اشعر به وهو الحزن السرمدي !!!

فحين مغادرتني قابلت ازدحاما اعطاني الفرصة ان افكر بما قالت وفي لحظة قفزت الحقيقة التي لم اشعرها يوما وهي حقيقة الروح الشفافة وتسالت الان نحن بشق الانفس وبكثير من العمل نطلب فيها الوصول الى هذا المستوى سواء بادراك القصد  او بعدمه  فانه يحصل ويوصلنا الى مستوى اقل شيء يتسبب في المنا اكثر من اقراننا ؟!

فكيف بمن يــُخلق هكذا فقفز اسم الزهراء عليها السلام امام عيناي التي اتسعت وهي ترسم التساؤل ؟ ماذا عنها ؟ وعن المها ؟ وعن الكلمات بل الافعال التي شهدتها ووالدها لم يوارى الثرى ؟ وماذا عن الامام علي ع وماذا عن الحسن ع ؟ يا الهي ماذا عن مسلم ؟ماذا عن كل المعصومين ؟

وهنا وصلت الى النتيجة التي لم اصلها من قبل لغرقي في الدنيا وما فيها فيا اسفي على حالي النتيجة ان المعصوم بعصمته لايصل الضباب الى روحه فهي شفافة طول الوقت وعليه فان الكلمة القاسية والافعال السيئة تؤلمه بطريقة غير التي نتألم  بها  فهو يتالم اضعاف الالم الذي نشعر به نحن اصحاب الارواح الضبابية .

فهل يكفي البكاء على تلك السيدة ومأساتها هي يكفي ارتداء السواد على من خلقت الدنيا في حبها وابوها وبعلها وبنوها ؟  اهكذا تجازي الامة السر المستودع ؟ افي هذا تجامل الامة من يغيب مظلمتها بأقوال واهية ؟ أفي مظلومية الزهراء نشكك ؟!! لنضيف لهمها هما اخر .

ولمن ساء العمل بوضع المقاييس بين دور الامام الحسن والامام الحسين عليهما السلام نقول قللتم من شان امام معصوم واجب الطاعة بحجة انه لم يقتل في معركة بل وصالح معاوية !! وبهذا حجمتم دوره لا بل واكثر قسمتم ابناءه في الوقت الحاضر الى حسيني شجاع وحسني ..... فأي جراة على الله واولياءه تلك التي تجري على السنتكم  .

فهل يكفيكم ذلك الدليل الذي اسلفت هل ادركتم الان كم ان الحسن ع قد تلقى في قلبه سهام ورماح وكم ان الم الامام الحسين من محاورته مع قاتليه اشد الالما من سيوفهم  هل ادركتم حيرة مسلم وحزن السيدة زينب عليها السلام .

السنا العن من بني اسرائيل بان يكون قاتل المعصومين من امتنا !! السنا منكوبين بان اول من غدر جالس الرسول 23 سنة ولم يصبر يوما لاعلان المؤامرة ؟ السنا مبتلين بنساء من الامة تسببن بقتل وشقاق في هذه الامة ؟ اي امة امُتحنت فيها يا رسول الله أي امة ابكت وديعتك ولطمت خدها  اه لا استطيع ان اذكر مصابها  وخاصة اللطمة تلك فلا ابقى الله لي وجها لا الطمه بنفسي في مصيبتكم .

هل نستغرب ما يحصل لنا بعد كل هذا ؟ الهي لاجل ناقة ابدت امة فلما تركتنا بعد مصاب محمد وابنته !! .سيدتي  ذكرى استشهادك مر علي هذا العام كما لم يمر من قبل فألمه اكبر لاكتشافي وجها اخر من المصيبة فما عساني ان افعل ان هداني الله لكشف وجوه اخرى فيما لو كنت من اصحاب التوفقيات العالية التي اخشى ان لا تجعلني ذنوبي من قاطفي ثمارها فاعينينا يا بنت رسول الله على تقبل مصيبتك .

في هذا المصاب الجلل اتوجه الى صاحب الامر المغيب  حجة الله على خلقه الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه ) والمراجع العظام وفي مقدمتهم اية الله العظمى السيد السيستاني ادام الله ظله الوارف والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير النجفي والشيخ الفياض  ادام الله ظلهم علينا باحر التعازي بمصاب الزهراء عليها السلام .

كما اتوجه الى العلماء ممن وقفوا مع المصيبة ولم يجاملوا فيها القاصي والدان والى الاخوة والاخوات جميعا  بالتعازي  وعظم الله اجوركم بهذا المصاب الاليم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الاخيار

اختكم المهندسة بغداد

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك