المقالات

بيوت الله وأبرهة الأشرم

552 21:55:00 2012-04-05

بقلم الأستاذ: عبد العزيز حسن آل زايد

تهكمات فاضحة نالت من الوطن، فالتعدي على الجزء تعدٍ على الكل ألسنا جسداً واحداً؟!، (أوطان) لا تريد للأوطان أن تنعم بالعيش الرغيد، فتعديها يُقطع البلاد بمشارط الأحقاد، الكراهية داء يفتتنا والصمت يزيد الورم، وهل بلغنا سنام العصمة لنرشق الغير بالحجارة وبيوتنا من زجاج؟!

الكعكة المقطعة سهلٌ مضغها وابتلاعها، وقانون التفريق من أجل السيادة واضح، انشغالنا في الداخل يجعل ضربة الخارج موجعة وموفقة، (أوطان) تهجمت بعباءة سلفية على مذهب إسماعيلي وأفرغت ما في جعبتها، وردة الفعل ستكون بالمثل إن لم تكن أعظم، وهكذا تشتعل الحروب فهل الاختلافُ مسوغ للحرب أم للسلام؟!

أخطاء المناوئين كثيرة وإغراق العالم بالعيوب سهل، إلا أن الظلام سيكون حاكماً وإن كانت الشمس مشرقة، إلى متى التناحر؟! والعدو يتسلل في وضح النهار دون ممانعة، ثقافة اليهود تغذي روح الشقاق، والأوس والخزرج معادلة قيمة ضرب لنا الرسول مثله البارع في حل نزعتها الجاهلية، الأخوة حل سحري في رسالة الإسلام، فمتى سنعيش المحبة والإخاء؟!

يغرس البعض احقاده في القلب ولا غرابة أن تكون للكراهية شجرة ثمارها الحنظل والزقوم، بل ستحرك الأحقاد معاولها لتهدم بيوت الله كما في (مدينة الخبر)، والتبرير أتفه من أن يذكر، ضرب لنا القرآن مثلا: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى)؟!، لا حاجة لإمضاء الملوك ومَلك الملوك مالك كل شيء وخالقه، أولم تكن الأرض مسجداً وطهوراً، إذاً لا حاجة لنا بالترخيص؛ فالرخصة من محمد (صلى الله عليه وآله) أنفذ وأعظم !!

الألوان والمذاهب تمزق الأمة، هذا زيدي، وهذا حنفي، وهذا إسماعيلي، وهذا حنبلي، وهذا اثنا عشري، وهذا شافعي، كلكم لآدم وآدم من تراب والمعيار التقوى، لا يعرف من في الجنة إلا الله؛ فلماذا يُبغَض شخصٌ من أهل الجنة قد يكون؟!

المساجد بيوت الله ولا يملكها أحد (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، فلا يحق لطائفة أن تحتكر بيوت الله لنفسها فهي معابد لله وحده دون شريك، ولا حق لأحد أن يمنع الصلاة فيها (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)، فهل يعقل أن نشاهد المعاول تهدم بيوت الله وتخربها نهاراً جهاراً من غير شجب ولا استنكار؟!

لو كان المسجد المهدوم كنيسة للمسيحيين لقامت القيامة ولم تقعد بل لا يجرأ احدٌ أن يهدمها، وإلا فإن ثائرة النصارى ستكون قاتلة، أولم نشهد ثائرة البوذيين في تماثيل بوذا؟!، فما بال أمة الإسلام لا تغار على حرمات الله، وهل بعد حرمة المساجد من حرمة؟!

ها قد عاد أبرهة الأشرم من جديد يجر معاوله لهدم بيوت الله، ألا أن لكل بيت رب وهذه بيوتك يا الله فاحمها،  كما أجبت لعبد المطلب دعوته أرنا سطوتك، أين اللعنة الغاضبة من أزلام الشيطان؟!، أين طيور السماء المرسلة بالرجم المقيت؟!،  متى ستمطر حجارة العذاب على أصحاب الفيل؟! إن الله يمهل ولا يهمل أليس الصبح بقريب ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك