المقالات

انتحار أل سعود-

711 11:21:00 2012-04-06

-صلاح حسن الموسوي

أنفرادها مع قطر , ومخالفتها حتى للولايات المتحدة واوربا عبر الاصرار على تسليح المعارضة السورية , وبدعمها المعلن لأي هجوم امريكي واسرائيلي على المشروع النووي الايراني دون الاهتمام للنتائج الكارثية المترتبة على ذلك , تكون السعودية قد اختطت منهجاً غريباً عما عرف عنها سابقاً من سياسة هادئة في مقاربة النزاعات في المنطقة وتجنب الحلول الراديكالية وخيارات الصدام المسلح لما تجره بالدرجة الاولى من اثار خطيرة على البنية السياسية والاقتصادية للمملكة وحليفاتها الخليجيات .لاتعّبرالسياسة السعودية الحالية عن خيار ستراتيجي مدروس يستجيب لتحديات السياسة الواقعية ,بل عن اليه هروبيه للأمام لدرء المصير المأساوي المحدق بـ ( العائلة الحاكمة )التي تجاوز حكمها التسعين عاما , وبات نظام حكمها عبارة عن علامة شهيرة للفرادة والشذوذ في هيمنةعائلة متكونة من بضع مئات من الامراء على المفاصل السياسية والأقتصادية لبلاد فائقة الثراء. في مقابل شعب تكونت لديه نخب تطالب بحقها المشروع للمشاركة الفاعلة في السلطة بعد ان نالت نصيبا عاليا من الرفاه الأقتصادي والتعليم الحديث والأنفتاح الواسع على العالم , وقد وجد ( ال سعود ) ضالتهم في الحدث السوري لتأطيره بصيغة النزاع ( السني- الشيعي ) وتبوأ موقع القيادة للمعسكر السني وذلك لهدف يختزن غرائزية وجودية تلهث لأعادة التاريخ الى (اللحظة المجيدة) التي تشكل فيها النظام السعودي بعد التحالف مع الحركة الوهابية وانطلاق روح ثورية تمثلت بالغزوات المسلحة العنيفة التي شنتها حركة (الأخوان ) التبشيرية ضد حدود العراق وبلاد الشام ومناطق عربية اخرى .تستميت السلطة السعودية لمنع تفكك واضمحلال حكم اولاد عبد العزيز ال سعود خصوصا بعد بدء العد العكسي لدخول هذا الحكم في طور التنافس الحاد بين الأمراء الشباب بعد مقاربة حكم الأباء على النهاية بسبب استنفاذ الأعمار , والهزه العنيفة التي احدثها الربيع العربي في داخل المملكة وما تبعه من اثر سلبي شديد على دورها المحوري بعد فقدان اهم حلفائها المتمثل بالنظام المصري , وتشجيع الغرب للدور القطري في انتزاع المكانة الاستراتيجية السعودية في الشرق الأوسط ,وبدعوتها الى الأتحاد الفيدرالي الخليجي وسعيها الى ضم مملكتي الأردن والمغرب الى مجلس التعاون, تتصرف السعودية بنمط من ( الفانتازيا السياسية ) التي تحاكي المشاريع الوحدوية الأرتجالية للراحل معمر القذافي .وذلك في محاولة لأستعادة مكانتها الأقليمية المتدهورة وايضا تهالكها لأعادة الأصطفاف مع الولايات المتحدة في مواجهة القطبية الجديدة المتمثلة بدول البريكس عبر استخدام سلاح النفط . واشد ماتراهن عليه حاليا في ضمان موقف ( المنقذ الامريكي ) في الحيلولة دون سقوط العائلة , التماهي مع موقف الولايات المتحدة الذي يشجع ويدعم الحكومات الصاعدة حاليا في دول الربيع العربي والمحكومة من قبل الجماعات السلفية وحركات الأخوان المسلمين.في السعي المحموم لمجابهة مخاوف الداخل يدفع الحكام السعوديون ببلادهم الى مصاف الدول المارقة التي تمول الأرهاب بشكل علني وتبادر في انتهاك السيادة الوطنية لدول الجواركما حصل بتدخلها العسكري في البحرين ومهاجمة الحوثيين في اليمن ,وبتطوعها لأقامة درع صاروخي امريكي على اراضيها بحجة مجابهة الخطر الأيراني يقارب ( ال سعود ) سياسة الأنتحار في مشهد غرائزي شبيه للأفاعي المعمرة التي تعرض نفسها وعن عمد كطعام للصقور وغيرها من الجوارح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك