المقالات

تهريب الهاشمي !

854 07:46:00 2012-04-09

علاء الموسوي

سبق وان اشرنا هنا في مقال سابق عنوانه (عُكاظ في عمق العراق) بان مصادر أكدت بوجود "صفقة لتهريب طارق الهاشمي خارج العراق والدفع به إلى معارض سياسي ذي ملف غير محسوم قضائيا ".

واليوم الهاشمي في قطر ممثلا لتلك الصفقة السياسية التي يعدها (بعضهم) نجاحا سياسيا دبلوماسيا لا يقل عن انجاز القمة العربية في بغداد ونجاحها إن لم تكن جزءا منها!.

قضية الهاشمي كانت من أكثر القضايا تعقيدا في ملفات العملية السياسية منذ 2003، بل كادت أن تحطم جدار التحالف الإستراتيجي بين الكرد والشيعة لولا تدخل حكماء الطرفين وإيقاف سيناريو التصريحات النارية.

لا نريد التكهن بالقول إن ملف الهاشمي سيناريو مفبرك، هذا الأمر نتركه للتاريخ ونزاهة القضاء العراقي ليكون له القول الفصل، لكن ما يهمنا هو كيف آل الأمر إلى التهريب في دولة القانون وشعارات المطالبة بثارات الدم العراقي.

ناهيك عن تزامن ثلاثة أمور مجتمعة، أولها العفو القانوني عن الإرهابي (السابق) مشعان الجبوري، والثاني عقد القمة العربية وما اتبعها من تنازلات وصفقات، والثالث تعيين السفير الأميركي الجديد في بغداد (بريت ماكغورك) والذي تؤكد جميع المصادر بأنه الأقرب لتوجهات السيد المالكي في عراق ما بعد الانسحاب الأميركي.

الكرد أكدوا في أكثر من لقاء إعلامي أو سياسي (غير معلن) بان الهاشمي "جمرة ألقيت عليهم لتوريطهم" عبر سيناريو فيه حبكة عالية، حيث جيء به من قبل نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي (القريب من المالكي) في زيارة رسمية لكردستان العراق لغرض اللقاء برئيس الجمهورية جلال طالباني.

بل الأغرب من ذلك هي الرسالة التي وصلت شخصيا للبارزاني تطلب منه مساعدة الفاعلين للازمة بتهريب الهاشمي خارج العراق، والتي جُوبهت بالرفض عبر قوله "كنت مهربا في زمن صدام وليس في حكم العراق الجديد".

القضاء العراقي عليه إن يثبت نزاهته المعهودة أمام العراقيين في ملف الهاشمي بالتحديد، وان يساوي بين نائبي رئيس الجمهورية في المحاسبة والعقاب، فان كان الأول (الهاشمي) متهما بالإرهاب، فالثاني (الخزاعي) مشكوكا به في تهريب ذلك الإرهابي من قبضة العدالة، ولاسيما ان مجلس النواب فشل في استدعاء الخزاعي وتوضيح موقفه من ذلك.

كما إن الحكومة العراقية مقصرة بتهاون أجهزتها في هروب الهاشمي لقطر، والذي أكده تساؤل المالكي في خطابه الأخير بقوله " لا اعلم هل الإخوة في الأجهزة الأمنية وضعوا اسم الهاشمي في الانتربول أم لا "!!.

.....................................................................

"وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه"

(احمد مطر)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك