المقالات

مشروع اقليم حكم ذاتي للنجف وكربلاء والكوفة

1611 21:54:00 2012-04-09

الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

توطئة:كنت قد طرحت أواخر سنة 2003م مشروعاً استراتيجياً يشتمل على تشكيل أقليماً يمثل ثقل المركز الديني في العراق يشتمل على كل من النجف وكربلاء والكوفة يتمتع بالحكم الذاتي ويتخذ له حكومة وبرلمان ومجالس تشريعية وتنفيذية يكون مقرها مدينة النجف لانها مقر الحوزة العلمية ويتمثل بها الثقل الديني الاعظم بوجود مدارسها ومعاهدها وجامعاتها الحوزوية والاكاديمية، فالدخل القومي للنجف وكربلاء والكوفة من الزيارات والوفود التي تأتي على مدار العام يوفر لها دخلاً ممتازاً يمكن أن يستثمر في مشاريع تطويرية وتنموية هائلة تغير ملامح المدينة الى الافضل وتفسح فرص عمل لامتناهية تستقطب الايدي العاملة من جهة، كما تؤدي الى ظهور العديد من الوظائف التي تظهر في المشاريع المتنامية مما يوفر فرص عمل للخريجين في مختلف الاختصاصات.كنت قد ناقشت قسما من هذا المشروع المتكامل مع بعض اهل الاختصاص من مهندسين ومخططي مدن ومعماريين وتشريعيين، فابدوا تاييدهم الكامل وعمل بعضهم على طرح المشروع على الهيئات السياسية، ولكن الموقف السياسي والطروحات الرافضة لتشكيل الاقاليم والتي يتبناها رئيس الوزراء نفسه قد اعاقت العمل على هذا المشروع السياسي والديني والمدني المهم.لماذا الحكم الذاتي للنجف وكربلاء والكوفة؟من الناحية التاريخية فان الكوفة هي المركز السياسي منذ بدايات القرن الاول الهجري بل بعد وصول الامام علي عليه السلام اليها في شهر رجب عام 36 للهجرة، حتى مقتله في مسجدها عام 40 للهجرة. وقد كانت النجف تعرف من خلال الكوفة فيقال لها نجف الكوفة، اي الجانب المرتفع من الكوفة لان النجف لغة هي الارض المرتفعة، غير ان النجف ومنذ ان هاجر اليها شيخ الطائفة الطوسي (448 هـ) صارت موئل العلماء ومحط الباحثين عن المعرفة، والان هي بحوزتها مركز ديني وروحي كبير، واما كربلاء فيكيفيها انها محط قلوب ونفوس محبي الامام الحسين وأهل البيت منذ شهادته فيها سنة (61 هـ). يزور النجف سنويا ما يقارب 20- 30 مليون زائر من الداخل والخارج، واما كربلاء ففي زيارة الالابعين فقط نجد بين 15-18 مليون زائر هذا غير الزيارات في المواسم الاخرى. وذات الشيء ينطبق على الكوفة وما جاورها من مراقد تاريخية مهمة.كنت قد تشرفت في حزيران الماضي (2011)، بزيارة النجف وكربلاء وبقية المراقد المطهرة في الكاظمية وسامراء ووجدت ان المشاريع المنفذة لا تتفق وحرمة هذه الامامكن المطهرة ومكانتها التاريخية وموقعها الجغرافي، ولا تاخذ بنظر الاعتبار الكافي لحجم زوارها ومدخولاتها، وأيضا لا تعتبر تاريخها الجهادي الطويل، ومن هنا وجدنا ان نعود للمطالبة باقامة إقليم يتميتع بالحكم الذاتي يشتمل على النجف وكربلاء والكوفة.تبلغ مساحة محافظة النجف وفقاً للتقارير الحديثة ما يقارب (28824) كم مربع وتمثل حوالي (6،6)% من مساحة العراق، وتبلغ مساحة كربلاء (52856) كم مربع، وبالتالي فان المجموع الاجمالي سيساوي ( 81 680) كم مربع، وهي مساحة جغرافي اكبر من مساحة العديد من الدول الحالية، إضافة الى ما تتمتع به المحافظتين من خواص جغرافية وبيئية وثروات وكونها تقع على نهر الفرات وتفرعاته الكثيرة. فالمردود الاقتصادي لكل منهما عالي من النواحي الزراعية والصناعية، ففي دراسات جيولوجية وطبوغرافية اجراها عدد من الخبراء خلال فترة الحرب العراقية الايرانية وفي اواخر عهد صدام، تم اكتشاف كميات هائلة من المواد والعناصر الطبيعية في صحراء النجف، وفي شواطيء الفرات باتجاه كربلاء، وقد تم التعتيم عليها وضياع وثائقها الا عند بعض المهتمين من اصحاب الاختصاص في التاريخ والاثار، وكنت عرضت هذه المعلومات على وزير الصناعة فلم يلتفت اليها بل لم يكلف نفسه السؤال عن اماكن وجودها وطبيعتها كما تقتضي الضرورة، وعندما تحققنا من ذلك علمنا انه لا يعلم اي شيء عن وجود هذه العناصر الثمينة هناك.ولاجل ذلك وغيره كثير فان مشروع الاقليم الذاتي للنجف، كربلاء الكوفة يتخذ اهمية كبيرة وقصوى، ففي الفترات الاخيرة شن اعداء الشيعة واعداء المرجعية العديد من الهجمات على وكلاء المراجع في المحافظات مما يكشف سوء كبير في الحفاظ على رموزنا الدينية، وتردي خطير في الجانب الامني. وبعد هذا الموضوع ساكتب تفاصيل اكثر في الدراسات القادمة حول مشروع الحكم الذاتي ولكني انتظر الان الاجابات والردود من كل من يهتم بهذا المشروع الكبير.

مشاريع تطويرية مهمة:أولا: قيام كيان سياسي واداري ومالي مستقل يتمتع بكافة الحقوق والضوابط المعترف بها دولياً في مناطق الحكم الذاتي، ممثل برئيس وزراء منتخب من اهالي هذا الاقليم ومجلس وزراء وهيئات ادارية كلها من ابناء الاقليم.ثانيا تطوير مطاري النجف وكربلاء ليكون كل منهما بمواصفات المطارات الدولية من كل النواحي التقنية والتنفيذية، فكل منهما يجب ان يحتوي على الاقل على محطتين شرقية وغربية (ترمنيل للطائرات الاتية من الشرق، وترمنيل للطائرات الاتية من الغرب).ثالثا: توسيع المراكز الرئيسية في كربلاء والنجف بحيث تكون قادرة على استيعاب الاعداد المليونية من الزوار، مع فرض نوع من الخصوصية أي ان الذي يدخل هذه المدن المقدسة يجب ان يلتزم ادبيا وأخلاقيا في التعامل مع الافراد والممتلكات، فالنجف وكربلاء والكوفة واية مدينة مقدسة في العراق لا تقل اهمية وقدسية ومكانة عن الفاتيكان بل هي اكثر قدسية واهمية تاريخية ودينية، ولذا يجب ان تصبح هذه المدن عواصم متكاملة من كل النواحي السكنية والتنموية والتجارية على السواء ويجب تطوير الاسواق والمراكز التجارية بما يتناسب واهمية المدن وقدسيتها.رابعا: الجانب الامني في هذا الاقليم والمدن المقدسة يجب ان يكون بالكامل يدار من ابناء الاقليم، فالكبرلائيين والنجفيين هم الاولى بادارة مدنهم وتحقيق الامن فيهان ولذا فالضباط والجنود والمراتب يجب ان يكونوا من ابناء هذه المدن، وذات الامر ينطبق على الكوفة باعتبارها جزء أصيل من النجف.خامسا: تطوير البنى التحتية، بان يكون للاقليم ولكل مدينة محطات خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية ومحطات للمياه، ومراكز الطاقة، ومشروع مجاري متقدم، اضافة لمشاريع لاحياء صحراء النجف والبحيرات والمصادر المائية.سادسا: جميع واردات الاقليم تبقى ضمن حدوده لاعتبار انه يتمتع بالاستقلال المالي اضافة الى انه سيحصل على نسبة من ميزانية الدولة تتناسب وحجم الاقليم ومتطلباته، ولا يجوز للدولة مطالبته باي مشاركة مالية مع الاقاليم الاخرى.كانت هذه الافكار على سرعتها مجرد خطوط أولية لمشروع الحكم الذاتي للنجف وكربلاء والكوفة وقد سبق لي وان ناقشت هذه الافكار مع عدد من الاكاديميين والخبراء القانونيين والتشريعيين فابدوا اهتماماً كبيرا لاهمية هذه المدن المقدسة، وفي ضوء الظروف المتردية أمنياً ومحاولات اغتيال ممثلي المرجعية ومعتمديها، فان الواجب الشرعي والقانوني اضافة للموقف الاجتماعي فان قيام هذا المشروع من الضروريات المهمة في هذه المرحلة لانها ستضع مستقبل هذه المدن المقدسة تحت دائرة الضوءساتقدم باستفتاء عام على الانترنيت وسنجمع الاصوات من مختلف انحاء العالم الشيعي وليس من العراق فقط، فهذا الموقف يهم الشيعة في كل مكان. ان السلطات الحاكمة لاتهتم بحرمة هذه المراكز الدينية العليا وتتجاهل خصوصيتهان فالمشروع اذن هو لضمان مكانة هذه المراكز المقدسة وللحفاظ على روحيتها وتراثها وقيمتها الاعتبارية في النفوس.

الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيdr-albayati50@hotmail.co.ukالمملكة المتحدة - لندن8 / نيسان / 2012م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-04-11
الاخ الاستاذ زيد مغير رعاكم الله كانت بابل الكبرى في العهد الاكادي تضم ما يعرف الان بالنجف وكربلاء والكوفة والحلة، وقد ذكرت ذلك في كتابي الجودي الذي يناقش قضية رسو سفينة النبي نوح عليه السلام، لاشك ان حكومة المالكي سترفض الموضوع فقد وردتني العديد من الرسائل على ايميلي الشخص ترفض الفكرة وتهدد كما عهدي بهم، فهمو قرروا ان لايناقشوا اي موضوع او قضية مهما كانت حساسة وعندما تتم محاصرتهم ينادوا بالدستور، طيب الدستور العراقي نفسه يقول ان العراق بلد فيدرالي، ومن هنا انطلقنا في مشروعنا هذا.
زيــــد مغير
2012-04-10
أخي وأستاذي الدكتور وليد البياتي المحترم . ما تفضلت به هو أمنيتي . ولو يضاف الى الأقليم لواء الحلة كونها تظم أماكن مقدسة كالنبي ذو الكفل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وضريح سيدنا القاسم وأصحاب الأمام علي ومكان ولادة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام والنبي أيوب عليه الصلاة والسلام . ولكون الحلة قريبة جدا ً من لواء النجف ولواء كربلاء ( لا احب أن أقول محافظة بل لواء لأنها من صنع النظام البائد الذي طالما حاربناه ولنمحي كل مسمياته) . وفقك الله لهذا المقترح الرائع
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-04-10
الاخت الكريمة المهندية بغداد رعاك الله تحياتي اختي الفاضلة كنا قد طرحنا المشروع منذ ايام مجلس الحكم غير ان بريمر رفضه واوعز للسياسيين برفضه وبعد ان غادر بريمر عرضت الموضوع مرة ثانية وثالثة ما كتبته الان هو فقد ملامح من ملف كبير، وما ذنبنا نحن والحكومات تضع المعوقات امامنا، لا ادري هل يرغب محبي آل البيت ان تتعرض مرجعيتنا للاغتيالات من جديد؟ هل سنضحي بمحمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم وبالغروي والبروجردي مرة ثانية من اجل عيون المالكي لانه يرفض الاقاليم؟ بالنسبة لي سافتح الموضوع في كل جلسة لي.
المهندسة بغداد
2012-04-09
الاستاذ الفاضل ... تحية وبعد لاشك من ان ما تفضلتم به هو امنية لكل محب لاهل البيت اولا وامنية لاهالي النجف وكربلاء ثانيا ولكن اجد خطوطكم التي وصفتموها بانها اولية تتقاطع مع ارض الواقع في نقاط نذكر منها 1- توقيت المشروع لو كان المشروع قد بدأ منذ السقوط لتوقعنا له نجاحا باهرا وان كان تطبيقه الان لا يقلل من احتمالية نجاحه العالية ولكن ذات المواطن نفسه قد تعبت وبات حماسه ضعيفا ونحن في هكذا مشروع يجب ان نعتمد على اهل وشباب المنطقة 2- كما تعلمون ويعلم الجميع من ان هذه النية كانت موجودة من تحسين المحافظة الى اقامة مشروع ومن حمل الرايتان تمت تصفيته في نفس عام السقوط الا يدل ذلك من ان هناك جهات محسوبة على البيت الشيعي تقف ضد هكذا مشاريع وهي ذات شعبية رغم ركاكة مضموها ويجب التعامل معها على هذا الاساس . 3- بالنسبة الى الاستفتاء اتمنى ان يكون لاهل النجف وكربلاء منعزل عن استفتائكم العام هذا ان استطعتم لتعلموا تفاعل المواطن مع هكذا قضايا 4- كربلاء والنجف تعاني من مشكلة الغرباء فكيف تضعون لها حلول يقدر عدد الغرباء في كربلاء باكثر من 4 اضعاف سكانها الاصليين والامر في تزايد فكيف نحد من هذه الظاهرة ومحافظات النازحين تموت فقرا فيضطرون الى الهجرة الداخلية كذا النجف الاشرف التي باتت فيه الوجوه غريبة عن السابق فكل النواحي نزحت الى داخل المدينة مما غير في فكرها هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار ان المواطن العراقي بشكل عام اختلف عن ما كان قبل 30 سنة مع كل هذه المستحدثات كيف تقراؤن المشروع اجد فقط لو امتلكنا شباب يعتمد عليهم في الامر لذابت اكبر الحواجر ولكن الخوف كل الخوف ان يكونوا اول من يصدون هكذا اطروحات وعذرا للاطالة وجزيتم خيرا لهذا الطرح الذي اسال الله تعالى ان نشهد ولادته عن قريب رغم كل الصعوبات .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك