المقالات

اعلام الازمة وأزمة الاعلام /

521 10:21:00 2012-04-10

حافظ آل بشارة

على هامش الأزمات السياسية تتفجر الازمة الاعلامية ، تصريح الساسة لوسائل الاعلام سلاح قد يقتل حامله ، التصريح وسيلة وليس غاية هدفه اما ايصال معلومات للشعب حول الازمة ، او تعبئة الرأي العام وتوجيهه ، جميع الأزمات قابلة للتصنيف ، هناك أزمة منشؤها قضائي او تشريعي او تنفيذي أو أمني او خدمي او مالي ، ولكل شأن مختصون به يفترض ان يصرحوا حوله بطريقة مهنية ، وان يكون التصريح مركزيا باسم الكتلة ، فالمتحدث او الناطق مخول اولا ومختص ثانيا ، الأزمة المتفاعلة حاليا تتعلق بموضوع اللقاء الوطني ومواقف وشروط القائمة العراقية ومواقف وشروط التحالف الكردستاني وردود افعال التحالف الوطني ، هذه الأزمة حجمها على الارض اصغر بكثير من حجمها الاعلامي ، ليس هناك من يتآمر ويخطط لهذا التضخيم بل هناك اداء اعلامي مبعثر ومتشنج وفوضوي ، كمعركة سوق البقالين ، الانعكاس الاعلامي للأزمة في وسائل الاعلام كان على شكل ضجيج ، تداخل صوتي وقرع طبول عشوائي ، عدم وجود الناطق المخول لدى بعض الكتل ، واحيانا يوجد ناطق الى جانب حشد من الخطباء واصحاب التصريحات من الكتلة نفسها احدهم يذهب شرقا والآخر غربا ويبقى رأي المتحدث الرسمي ضائعا وسط الضجيج ، وهم يحاولون تطبيق نظرية الصقور والحمائم ، فتجد عشرات الصقور وعشرات الحمائم تغرد خارج السرب في آن واحد ، ثم فقدوا التخصص في التصريح ، متحدث اصله مدرس رياضيات يصرح في قضية أمنية ، طبيب يتحدث في شؤون الارهاب ، فلاح يتحدث في شؤون النفط وما الى ذلك ، اي كتلة لا تستطيع الالتزام الا برأي متحدث واحد فيقع الباقون في دائرة السخرية وفقدان المصداقية ، هذا الاداء الفوضوي يعكس ضعف الاجندة الاعلامية لكل طرف سياسي ، في الشارع تتهاوى سمعة كثير من الكتل والشخصيات بسبب الاستخدام المتشنج والمفرط والمتضارب للتصريحات ، ومن كثر كلامه كثر كذبه وكثر اعتذاره ، اصبح دور الاعلام السياسي ارباك وتخريب الرأي العام ، وهنا نقطف الثمرة المرة عندما يلجأ المواطن العراقي الى وسائل اعلام اجنبية رصينة تمارس تسويق رؤيتها الخطيرة بشحنة اقناع عالية ، بعض الكتل رسمت لنفسها صورة سيئة عندما الغت الخطوط الحمراء بين الموضوعات الاعلامية وبين المحرمات الوطنية التي لا يجوز اخراجها الى الاعلام والتي قد تضم اسرارا تهم الامن الوطني والسيادة ، دولة بلا اسرار ولا حرمات ، نقل معركة المجالس المغلقة الى الشارع ممارسة خطيرة لها اضرار اخلاقية وأمنية ، وسط الفوضى الاعلامية لم يعد ممكنا لأي محلل مهني ان يخترق هذا الازدحام الصوتي ليقدم معلومات وتحليلات وآراء عميقة وناضجة وايجابية ، ومن يحاول يجد الف بوق يصرخ بوجهه متهما ياه بالوقوف الى جانب العدو ، من هو العدو ومن هو الصديق ؟ ومن نحن وماذا نريد ؟ اسئلة مؤجلة الى ما بعد عودة الهدوء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك