المقالات

ابناء زرباطية ..حنين للعودة ولكن

1728 06:58:00 2012-04-11

صلاح شمشير البدري

تتميز ناحية زرباطية التابعة لقضاء بدرة ضمن محافظة واسط بمناخها المعتدل وهي تقع على بعد 13كم من بدرة وهي اخر مدينة عند الحدود الايرانية وتعتبر منفذ للتبادل التجاري بين العراق وايران،وتحتوي على اراضي زراعية شاسعة وبساتين النخيل وكانت عامرة بانواع التمور واشجار الفاكهة وكانت تصدر منتوجها الى مختلف المدن العراقية ،وسكانها عراقييون من القومية الكوردية وكان لهم مواقف يشار لها في دعم الحركة التحررية الكوردية ،وشغل البعض منهم مناصب قيادية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني ،ولكن بعد توقيع اعلان الحكم الذاتي لمناطق كوردستان بدأ نظام البعث المقبور بالتنصل من الاتفاقية ومطاردة كوادر واعضاء الحزب بعد ما عرفو كاسماء ومقرات ،مما جعل الكثيرين منهم يتركون اماكن سكناهم والتوجه الى مدن كوردستان والبعض ترك البلاد هربا من النظام الدكتاتوري وتم تسفير العوائل الكوردية ومصادرة ممتلكاتهم وذلك قبل حملة التسفير الكبرى التي جرت عند اعلان الحرب مع ايران ،وبعد الحرب تحولت مدينة زرباطية بفعل نيران الحرب الى بقايا مدينة جراء القصف ،وتحولها الى ثكنة عسكرية ،ونقلا عن شهود عيان عن احراق البساتين وهدم المنازل من قبل فلول النظام السابق فتحولت مدينة زرباطية الى مدينة اشباح خالية من السكان ،وعند انتهاء الحرب ،بقيت زرباطية مهجورة من اهلها ،وحول اسمها الذي يعني (اناء الذهب)الى مدينة الذهب الاسود وشغلت المنطقة عوائل البدو وبعض عوائل القرى المحيطة بها واستولو على اراضيها،مستغلين عدم تمكن اهلها من العودة في ظل تلك الظروف،ولكن عند سقوط الصنم دأب اهلها المتمسكين بارضهم بالمطالبات المستمرة باعادة احياءها وقد تمكنو من اعادة اسمها الاصلي وبتشكيل اول مجلس بلدي فيها في ظروف صعبة للغاية وتشكيل كافة الفروع الادارية واعادة الحياة اليها مرة اخرى،ولكن المشكلة التي تواجهم في عدم توجه المستثمرين اليها هو وجود الالاف من الالغام التي خلفها الحرب،كذلك قيام حكومة ايران بقطع المياه القادمة من اراضيها والتي كانت تروي مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية والبساتين،ورغم مرور تسع سنوات من سقوط النظام المقبور الا ان الحكومة المركزية وحتى مجلس المحافظة لم تقم بواجبها اتجاه هذه المدينة لتعيد للمدينة رونقها وجمالها وتعيد خضرتها لترجع بخيرها الذي كانت معظم مدن العراق،لكن مااستوقفني من اهل هذه المدينة الطيبون،انهم في كل عام يحتفلون باعياد نوروز على بقايا مدينتهم ونخيلها المذبوح واراضي قتلها العطش،وقد دعوني في هذا العام لمشاركتهم فرأيت بعض العوائل وقد فرشت في بقايا باحة منازلهم، وكأنهم في قصور من قصص الف ليلة وليلة،في منازل طينية قد استوت مع الارض ،وهم يتحدثون عن ادق التفاصيل في ازقة مدينتهم وكيف كانوا يلعبون هنا ويركضون هناك ،كنت اتمنى ان يكون برفقتنا احد اصحاب القرار من الحكومة ليشعر بشوق اهل هذه المدينة العراقية للعودة واحيائها من جديد ،ليبادر بتنفيذ مطاليبهم وتطويرها لتكون مدينة زاخرة بخيرها واهلها لتعود بالمنفعة للجميع ،بدلا من اطلاق رصاصة الرحمة عليها، فلمصلحة من ترك زرباطية اطلال مدينة وبوسع الدولة فعل الكثير مع ميزانية انفجارية لم يعهدها البلاد ،والى متى ستظل هكذا،وليعلم من تحمل مسؤولية البلاد والعباد انه سيأتي يوما ويقال لهم (وقفوهم انهم مسؤولون)؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو جعفر
2012-04-11
اخي الكاتب العزيز قضاء بدرة وناحية زرباطية من اجمل المناطق في العراق عموما وفي واسط بالخصوص ويمكن ان تكون من اجمل المناطق السياحية لوكان هناك اهتمام بها ولكن ومع شديد الاسف نجدها مناطق مهملة رغم الخيرات الكثيرة التي تحتويها ارضها ومازالت مخلفات الحرب من الالغام موجودة وتحتاج الى معالجة شكرا على مقالتك.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك