المقالات

احتفالات مدججة

566 09:44:00 2012-04-13

/ حميد الموسوي

ترى من أين جاءت هذه العادة السيئة؟!.. من ادخلها بخبث لتستفحل متحولة الى تقليد وتعبير مستهجن؟!، من الذي اضفى عليها بركاته حتى صارت موروثا اجتماعيا يكاد يرقى الى مصاف الشعائر؟!. نعرف ان الحزن شيء، والفرح شيء آخر "وان كان منسيا"، ونعرف ان لهذا بياضه ولهذا سواده، مثلما لذلك عويله ونواحه ولهذا رقصه وقهقهاته، وطبيعي ان لكل منهما مساره ومراسيمه وادواته وتقاطيعه. ولو ان الحزن شملته بعض التحسينات منذ ثمانينات العهد المنصرم، حيث ادخلت اللافتات الطوال العراض السود وكست جدران المساجد والكنائس والحسينيات والبيوت والمدارس والمستشفيات والمدارس والدوائر ثم طغت بعدما حولتها المفخخات الى شعار عراقي مميز. ربما ستشمل مراسيم الفرح بعض التحسينات "مستقبلا" هذا بعد عودته بقدرة قادرة. ومع ذلك.. ومع كل التحسينات والرتوش يظل الحزن مغلفا بكل اشجانه، ويظل الفرح بطرا بكل انشراحه. إذن كيف "يلعلع" الرصاص وسط انغام الموسيقى وفوق رؤوس راقصي "الجوبي" مستقبلا سيارة زفاف انيقة مزينة، مثلما تدوي الأعيرة النارية ومن كل الصنوف مودعة جنازة مغدورة بفعل فاعل او بحادث ارهابي او موتا طبيعيا "وما أقله في أيامنا"، ومثلما تمتليء الأرض والسماء ضجيجا ونارا ومفرقعات عند فوز فريق كرة القدم، او عند عقد قران، او عند انتقام وتصفية حساب.. بل حتى عند رؤية هلال العيد، وعند الشماتة ببغيض وعند استقبال "رأس كبير".. وعند أمور.. وأمور!!. صحيح ان رقصنا الشعبي كان يؤدى بالسيوف والخناجر وعلى انغام قرع طبول الحرب، كما ان جنائزنا كانت تودع بالأراجيز "والهوسات" المدججة وتحت رفيف البيارق. طبعا هذا قبل دخول "البرنو، والبارودة، والورور". اما بعد دخول" الكلاشنكوف، والبي كي سي، والهاونات، والعبوات" فقد صارت تلك ملاعيب اطفال!. عليه يتوجب على المعنيين الالتفات الى هذا الجانب وادخال التحسينات التعبيرية، وحتى لا تلتبس علينا الأمور وتختلط المناسبات نقترح ان يكون لكل مناسبة سلاحها التعبيري المميز!. فمثلا.. عند عقد قران، تفجر عبوة ناسفة من باب المكان المخصص سواءا كانت محكمة شرعية او كنيسة او دار العروس. وعند الزفاف تصاحب الموكب راجمة من النوع الكبير. وعند توديع الجنازة يفضل اطلاق الهاونات والمدافع العملاقة!. أما إذا كان المتوفي "رأس كبير" فيستحب ان تفجر ثلاث سيارات مفخخة عند التشييع وعند صلاة الجنازة وعند الدفن!. اما في حالة فوز فريق الكرة فيكتفى بإطلاق "الرباعيات.. والنمساوي" وتترك "الكلاشنكوف، والبي كي سي" لختان الأطفال وبذلك نكون قد اعطينا المناسبة حقها وميزناها عن غيرها!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك