المقالات

على حزب الدعوة ان يــرحــــــل

1144 21:54:00 2012-04-13

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

ان المشهد السياسي العراقي اصبح فوضويا الى درجة من تشابك الاحداث جعل العراقيين في دوامة لا يمكن للكثير منهم ان يتذكر الازمة التي سبقت صاحبتها, و اليوم يتحدث الساسة عن ازمات من الممكن ان تعصف بالعملية السياسية برمتها, فمشاكل مع القائمة العراقية ومشاكل مع التحالف الكردستاني ومشاكل في داخل الائتلاف ( يحرص اطرافه في ان تكون داخله), و ازمات مع المواطن العراقي وازمات خارجية محيطة بالعراق تهدد وحدته وامنه الوطني ومستقبله......في تصوري ان الازمة ليست بهذا التعقيد ويمكن حلها اذا ما شخصنا العلة السببية في كل هذه الازمات, اليوم وبعد ان اتضحت الصورة للجميع وهي ان حزب الدعوة هو السبب الرئيس في خلق هذه الاشكاليات والتي كنا حذرنا منها في وقت الرومنسيات السياسية من خلال مقالات كتبناها و دراسات وكذلك احاديث خاصة مع العديد من القادة السياسيين الذين كانوا يتصورون اننا نبالغ في تشخيصنا للدور الخطير الذي يمثله حزب الدعوة على مستقبل العراق... اما اليوم لا يختلف اثنين من الساسة على تشخيصنا السابق للحزب, قد يعتقد البعض ان السبب هو ان الاخوة في حزب الدعوة يمهدون لمرحلة البناء لما بعد مد النفوذ وسيكون هناك عراق خال من الازمات و رفاهية في العيش للشعب العراقي وو.... وهذا ما يحلم به الدعاة انفسهم, لكن اقول اذا ما سلمنا بهذا الاحتمال فسيكون الواقع التالي ( بناء القصور للفقراء والعيش الرغيد بكلمة( سوف ) وهذا معناه ان تعيش الامة في العراق في عالم من الاحلام, نزاع بين اعضاء الحزب, تدخل خارجي يتم من خلاله تغيير نظام الحكم و اعادة المعادلة القديمة ( حكم الاقلية )) . من دون الاستغراق في التفاصيل ان الحزب يجيد العمل بنظرية المؤامرة لا غير, فهم ليسوا برجال بناء الدولة او لمؤسساتها وهذا لا يعني انهم لا يريدون البناء و انما تنطبق عليهم مقولة ( فاقد الشئ لا يعطيه ) فهذا هو حد امكانياتهم و لا توجد قدرة على البناء. ان العلة السببية للازمات التي يعيشها العراق هي حزب الدعوة ( دولة القانون ), قد يقول البعض انهم يقومون بملاحقة الهاشمي المتورط بقضايا قتل العراقيين و و ... اقول انها كلمة حق يراد بها باطل وهذا الموضوع يحتاج الى مقال خاص للحديث عنه من الناحية القانونية و اوجه التقصير الذي يقع على حكومة المالكي.ان الاخوة في حزب الدعوة يعيشون حالة من العزلة السياسية على جميع الاصعدة, بل ان حكومة المالكي قد تكون فقدت شرعيتها الدينية, بمعنى ان عملها خارج النطاق الشرعي وذلك يرتب عدة قضايا منها ان دعمها قد يكون محرما من الناحية الشرعية وذلك من خلال حالة الامتعاض و عدم رضا المرجعيات الدينية على هذه الحكومة بدليل ان المرجع الاعلى في النجف الاشرف السيد السيستاني رفض و لمرات عديدة استقبال نوري المالكي و اعضاء حكومته...قد يقول احدهم القمة العربية في بغداد اثبتت انهم لا يعيشون العزلة السياسية ؟ اقول ان هذا الكلام مردود و ذلك للأسباب التالي: اولا: ان القمة هذه كانت عبارة عن دعوة على وجبت غداء لا اكثر. ثانيا: ان حالة التمثيل من قبل الدول العربية تعتبر مؤشرا على امرا مبيتا للعراق في المستقبل و عدم اتاحة الفرصة له للقيام بدور رئيس الدورة او على اقل التقادير التقليل من الدور المحتمل الذي يمكن ان يلعبه العراق. ثالثا: الحكومة العراقية لا تجيد هذا الدور خصوصا وهي تمر بمخاض التصفيات و خلق الازمات مع الشركاء السياسيين. رابعا: انعقاد القمة ( وجبة الغداء ) في بغداد لا يعني بالمطلق ان العراق سينجو من مؤامرات اعدائه و انه سيجلس على عرش العروبة بين اخوته واشقائه في امن وامان... فليبيا تراست القمة السابقة واذا بدويلات ال سعود ( دول الخليج ) قامت بما قامت به وكذلك الدورة التي سبقت ليبيا كانت في سورية وهي اقرب مثال للعراق لم تشفع لها عند العرب و شيوخ الخليج, فعقد القمة في بغداد لا يعني بالضرورة ان العراق انتقل فعلا لمرحلة الامن من شر الاعراب, اني اختلف مع الكثير ممن تأملوا خيرا من هذه القمة وذلك لعدم وجود الظروف الموضوعية لها على المستوى الاقليمي و الداخلي. خامسا: ان الحضور هذا ورئاسة القمة لم تكن لحزب الدعوة بل هي للعراق كدولة. وبهذا نستطيع القول ان عقد القمة في بغداد لا تضيف الى رصيد الاخوة الدعاة رقما جديدا وليس بدليل على عدم العزلة التي يعيشها الحزب. ان نشوء المحور الطائفي المتمثل بالسعودية و قطر و بعض الدول الخليجية والعربية و تركية و المتصلة بجماعات في لبنان وسورية يحتم على الساسة العراقيين ان يتخذوا تدابير و بشكل سريع ومنها:1- تصفية الخلافات مع جميع الشركاء السياسيين وسد كل الثغرات التي يمكن ان يتخللها الاعداء.2- الانخراط في سياسة المحاور و التحالفات الدولية لمواجه محور الشر القادم من شبه الجزيرة العربية.3- تسليح الجيش العراقي بما يمكنه من الدفاع عن نفسه.4- على حزب الدعوة ان يرحلوا عن السلطة طوعا او كرها, لانهم اثبتوا بانهم ليسوا اهلا لإدارة البلاد ولا يمتلكون تصورات او مشاريع لبناء الدولة او لحمايتها او التعايش مع الاحزاب الاخرى. ولو كان للإخوة في الحزب ذرة من الشعور بالمسؤولية الوطنية او الدينية عليهم ان يتركوا الحكم للأخرين من اجل انقاذ ما تبقى. ان انتظار الساسة لمرحلة الانتخابات القادمة لن يغيير من المعادلة شئ بل انه سيزيدها سوء لان الاخوة الدعاة لن يسلموا العراق بطريقة سلسة و طوعية. وهم قد امسكوا بكل مفاصل الدولة الامر الذي سيتطلب اجتثاث الحزب من دوائر الدولة و ذلك ليس بالأمر الهين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ع المنشداوى
2012-04-16
سلام الى الاخ علاء انى اعتقد امرهم سيطول قليلا لانه لازال هناك مخدوعون كثيرون بهذا الرجل القوى والحزب القائد ومع الاسف غالبيه الناس يعرفون الحقيقه بعد فوات الاوان اتذكر كلمه السيد عمار الحكيم بعد ان صارت السلطه الى الرجل القوي ان سنن التاريخ ستكون معنا وسوف نرى قريبا سقوط هولاء بعد ان يعلنو الحرب على الجميع ويغرقوا باخطاءهم قال عز من قائل مماخطئياتهم اغرقوا
ابو محمد باقر
2012-04-14
السلام عليكم وسلام خاص الى الاخ العزيز الكاتب اني من المتابعين الى كتابتك القيمة والمنطقية ولاكن ابتلينا بناس حتى في داخل المجلس الاعلى على مستوى عالي وقيادي في المجلس لم يفهم من هم حزب الدعوة ويطلب من مكاتب المجلس الاعلى بذوابان في حزب الدعوة اني لم اذكر اسمة ولاكن عندما يطلع على هذا التعليق سوف يتذكر ماكتب الى مكاتب المجلس في الخارج في زمن الاب الراحل سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم (رض) ونتمنى ان يتفهمو الحقيقة من هم حزب الدعوة
عراقيو الداخل
2012-04-14
كنا تحت حكم البعث والان تحت حكم الدعوة وجهان لعملة واحدة موسسوا الدعوة رحلوا الى العليين واستلمها الغير جدير بحمل لواءها فامس يسرق السوداني وقبلة ممثلهم في كندا وبعدهم ملتجيهم في الهجر يستلم راتب رعاية والان عضوا مجلس كفاكم ضحكا على الذقون فلقد مللنا منكم ومن افعالكم
زهراء محمد
2012-04-14
اكبر غلطة كانت للحكومة اليوم هو انعقاد القمة العربية في العراق. الحكومة العراقية الشيعية اتت بوفود عربية مع (مخابراتهم) من اجل تغطية شاملة ورفع تقارير طائفية وكذلك معرفة نقاط الضعف الحكومة العراقية واملاء تقارير يومية من الشارع العراقي المتذمر من سوء الخدمات الاساسية والانسانية.واول ماخرجوا من العراق وهم محملين ملاين دولارات على شكل هبات ومساعدات انسانييية؟! او هدايا اوصفقات فردية منها سرية جداً كما جرى من بعض النواب والمسؤولين الحكماء! اي خزينة علي بابا مفتوحة المصاريع الا على فقره من العراقيي
الرائد حيدر الموسوي
2012-04-14
حزب الدعوة لن يترك الحكم ومنهم السيد الجعفري الذي تمسك بكرسي الحكم واكان العراق في ذالك الوقت مجزره لأنهم كانو يحلمون في السلطه كأنهم حزب البعث واهم مستعدين ان يقضو على المرجعيه من اجل السلطه مثل صدام المقبور والمالكي قالها بتعبيره الهمجي (ماننطيه) واصدام قالها ايضا ماننطيه اله تراب ماالفرق بين الأثنين شكرا للأستاذ وننتضر منه المزيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك