المقالات

حينما يكون الرعاة أعداءا لأغنامهم

1001 23:22:00 2012-04-14

قاسم العجرش

يحكى أن فأراً دخل بيتا، وأراد صاحب البيت "الشهم" أن يهدّئ من روع زوجته، فأحضر هرّاً لملاحقة الفأر، إلا أن الهرّ بعد أن نجح في طرد الفأر من البيت، صار مصدرا للإزعاج، فبدأ بتمزيق الستائر وقلب سلة الأزبال، فكان أن أحضر الرجل كلبا ليطرد الهر!..الكلب أنهى مهمته بنجاح، لكن وجوده في البيت صار أيضا مزعجا ومكلفا، فبالإضافة الى أنه كان لا يكف عن "العوووووووو"..فهو يأكل كل ما تطبخ الزوجة من لحوم، إلى أن إضطر الرجل أن يحضر فيلا على إعتبار أن الفيل نباتي!..لكن الفيل بعد أن طرد الكلب هدم البيت! وهنا اسقط في يد الرجل الذي تفتّق ذهنه عن فكرة إعتقدها "ذكية" لطرد الفيل، وهي إحضار فأر! وهكذا تهدّم البيت وعاد الفأر معزّزاً مكرّماً، بعد أن كانت سلسلة الأعمال السابقة ناجمة عن طرده!

هنا في بلد العجائب السبع، أقنعَنا الساسة ووفقاً لرؤية كل منهم "الثاقبة"، أنهم إذا كانوا يستقوون بهذا أو ذاك من خلف الحدود، فإنما يفعلون ذلك من أجل مصلحتنا، وكي يجهزوا على عدوّ(نا)..!!..كانت النتيجة أن عج العراق بأصناف من المتدخلين بشأننا السياسي بعدد يوازي عدد الفئران في مجاري مدينة بغداد المهترئة، والمثير في الأمر أن كل فئة سياسية إخترعت لنا عدوا مختلفا عن عدو الفئات الأخرى!..ولأن عدد الفئات السياسية كبير جدا فإن عدد الأعداء المفترضين يوازي عددها مجتمعا، وهكذا بات علينا أن نحارب أعداء كثيرين!..لكنّ العدوّ الحقيقي "الفأر" الأول!! يضحك علينا في عنجهية تستفزّ الجميع..لقد أثبتت الأيام الماضية أنّ البلد في قبضة قوى إقليمية ودولية، وليست الأصوات العنترية هنا أو هناك إلاّ أبواقاً لتلك القوى، تنعق حين يؤذن لها وتصمت حين تغلق "الحنفية"..ولذلك تجد أنّ التكاذب والتناقض في التصريحات والتهرّب من الإتفاقات سيّدُ الموقف، وكم أقسم الساسة أن لا يتنازلوا عن الثوابت الوطنية وأنهم جميعا في مركب واحد.! لكن واقع خطاب الساسة المتخاصمين، وإن بلسان الحال، أن خصمه يجب أن تتطهّر البلاد من رجسه وخيانته وتدميره آمال "الشعب"!.ولقد أثبتت الأحداث أن الطبقات السياسية التي أعتلت ظهورنا، تتناوب على مهمة إيذائنا وفاقاً للظروف الدولية، وهي التي تؤجّج نار الفتنة طائفية حينا ومناطقية حينا آخر. وهذا يدركه من يقرأ الواقع على الأرض قبل كل تأجيج وبعده، ما يعني أن الأمر مفتعل مصطنع، وأن العراقيين لو كانوا بمنأى عن خبث هؤلاء الرعاة أعداء الغنم، لكانوا على قلب رجل واحد، ولما تطرّق الوهن إليهم، أو تمكّن معتدٍ من خرْقِ سدّهم المنيع، أو تفجير أربع مفخخات في ساعة واحدة ببغداد...

 

كلام قبل السلام: رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار...

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-04-16
أختي الكريمة كاتبتنا المبدعة المهندسة بغداد أشكرك على متابعة ما أكتب مثلما أوجه شكري الى الأخ قاسم بلشان التميمي وأهنئه على نيله الماجستير في الإعلام والإسلامي..وفكرة مستر بن فكرة ملهمة سأتناولها في عمود قادم بأذنه تعالى، أما الفأر يا أستاذ قاسم أذا أعدت قراءة المقال فستعرفه من كلمة واحدة أشارت اليه بوضوح شديد شكرا لمروركما الكريم
المهندسة بغداد
2012-04-15
في احدى حلقات مستر بن يحاول ان يصبغ منزله فيقوم بلف كل شيء ومن ثم يقوم بتفجير الصبغ داخل المنزل حتى يصيغ كل البيت !! اما حكومتنا لم تغلف شيئا وتفجر الصبغ في قلب المنزل ليُصبغ الجدار وفعلا سيصبغ الجدار لكن بعد ان يتلف كل ما في داخل المنزل فياليت مستر بن كان بيننا لكانت حلوله الغبية افضل من ساستنا حيث انه في النهاية صافي النية على عكس الجماعة
قاسم بلشان التميمي
2012-04-15
سيدي العجرش الكاتب المبدع اتمنى لو انك قمت بتحديد الفأر بمعنى هل هو فأر أبيض (مختبر) ام أنه فأر بري ولك مني كل تقدير واحترام ومزيدا من التقدم والتواصل وحفظكم الله وسلمكم من كل مكروه قاسم بلشان التميمي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك