المقالات

حمورابي يكسر مسلته ويلتحق بدّولة القانون

703 13:03:00 2012-04-15

حيدر عباس النداوي

استوقفني كثيراً استغراب السيد فرج الحيدري رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بخصوص الكيفية التي استطاعت من خلالها النائبة عن دّولة القانون حنان الفتلاوي من الإعلان عن توقيفه ومعه احد المفوضين ولم يوقع القاضي الخفر قرار التوقيف بعد ".ومثل هذا الإخبار يسمى في الإعلام سبق صحفي وفي القضاء يسمى خرق مسيس أو قضاء لا يحترم خصوصيته وانه مخترق ومطية للسلطة التنفيذية".وقد تكون طبيعة العلاقة المتوترة بين دّولة القانون وحنان الفتلاوي من جهة وبين المفوضية العليا من جهة أخرى، سبباً في رغبة الفتلاوي بإثارة كلّ شاردة وواردة عن المفوضيّة والنيل منها في كلّ مناسبة ووقت رغم أن دّولة القانون هي الجهة الوحيدة التي وقفت إلى صف المفوضيّة ودافعت عنها بقوة ضد مطالب البعض بضرورة حيادية المفوضية قبل إعلان نتائج الانتخابات وحلول دولة القانون في المركز الثاني بعد القائمة العراقيّة وقبل ان تنقلب دّولة القانون عليها حتى وصل الأمر إلى التلويح باحتلالها وإخضاعها بقوة صولة جديدة على غرار صولة الفرسان تسمى صولة المفوضيّة واعتبارها منطقة محرمة وخاضعة لدولة القانون لولا مرابطة الجنود والعجلات المحتلة أمام باب المفوضية فأفهمت الرسالة علنا وتوقف الاحتلال"؟وسواء شعر القضاء أم لم يشعر بحجم التدخل في شؤونه من قبل الآخرين وسواء قبل القضاء أم لم يقبل بحجم الاتهامات التي تصوب سهامها ضد حياديته من قبل بعض الأطراف المتضررة فان قبوله بتصريحات الفتلاوي أو غيرها كمتحدثين نيابة عنه بكشف خفايا الملفات الكثيرة المودعة في أدراج وذمة القضاء تعتبر اختراق واضح وتسييس لا يمكن إنكاره أو الدفاع عنه".والأسوأ من كلّ هذا ان القضاء لم يقدم على أيّ خطوة من شأنها ان توقف مثل هذا التداعي في ثقة الناس والمشككين بنزاهته، وان يمنع الفتلاوي وغيرها بأن تكون متحدثة نيابة عنه من خلال الإجراءات الصحيحة والقانونية الرادعة، والتي تمنع تداخل الصلاحيات أو التدخل في عمل القضاء وكشف أسراره والتسبب بأضرار بالغة لاستمرار مجرى العدالة القانونية".لقد شاهدنا وسمعنا الكثير من هذه الخروقات التي تعرض لها القضاء والتي تسببت بتعطيل مجرى العدالة من ان تأخذ دورها بصورة صحيحة بعد إعلان هذا الطرف أو ذاك عن مثل هذه القضايا مما تسبب بهروب الجهات المطلوبة للعدالة وقد تكررت هذه الحالات وكمثال على ذلك وليس الحصر هروب محمد الدايني والجنابي ومشعان الجبوري في وضح النهار، بسبب مثل هذه التصريحات الخرقاء وقد تكون القضية متعمدة من جهة معينة لأسباب تتعلق بضعف الدّولة وقوة التدخلات الخارجية وطبيعة التوافقات والصفقات السياسيّة".إنّ استمرار البعض بالتدخل في شؤون القضاء وسماح القضاء للبعض أنّ يكون متحدثاً عنه يعزز بما لا يقبل الشك ظنون البعض بأن القضاء العراقي مطية مطيعة يسهل ركوبها من قبل السلطة التنفيذية وهذا اتهام يصعب أثباته او القبول به، لأن تاريخ العراق يقول عكس ذلك فمن نصدق الماضي وحمورابي أم الحاضر ومجلس القضاء الأعلى والمشككين بنزاهته".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك