المقالات

مهاتراتكم .. إلى متى وإلى أين ؟؟

641 15:48:00 2012-04-17

خميس البدر

إنّ ما يميز هذه المرحلة في العملية السياسية بأنها صفحة أزمات مفتعلة ومشاكل مدروسة وكانت عبارة عن سياسة جديدة لمفتعليها للخلاص من المأزق السياسي، او يعدونها حلّ للمشاكل او تكتيك سياسي وديناميكية للخائضين في هذا المضمار، لما لمسوه من نجاح وقطف ثمار من وراء هذا الأسلوب بأن يبقون الأمور في أيديهم، ففي نظرهم يملكون مفاتيح الحل لمشكلة هم صنعوها ويبقون خصومهم السياسيين تحت الضغط ليحيدوهم ويقللون من تأثيرهم ومن ثم تسقيطهم وجعلهم كورقة محروقة ومستهلكة وخارجة عن الحسابات، ورغم ان طارق الهاشمي كان من أول الممارسين لهذا الأسلوب بازدواجية الخطاب في المراحل السابقة بالجمع بين حديث المعارضة مع قواعده ومريديه وتكريسه لشخصيته كممثل لأبناء السنة وما يتطلبه هذا التوجه في وقته من اتخاذ مواقف مخالفة وبعيدة عن منصبه الذي يشغله وما يفترض ان يتحدث به كنائب لرئيس الجمهورية لفترتين انتخابيتين، وربما لا يجد المتتبع صعوبة في اكتشاف هذه الحقيقة المرة سواء ما يتعلق بطارق الهاشمي او من يمثلون هذا الأسلوب في هذه المرحلة من نواب دولة القانون وكثير من أعضاء القائمة العراقية، والنتيجة كل هذه المشاكل والأزمات والملفات المغلقة والمفتوحة وآخرها ملف الهاشمي نفسه وبنفس الأسلوب فمن نائب رئيس الى مطلوب للقضاء و هارب إلى ضيف في إقليم كردستان وحمل يثقل كاهل القيادة الكردية ودخولها في أزمة مع المركز او قل ورقة ضغط لتتحول إلى أزمة داخلية ومن ثم إلى أزمة إقليمية وعربية وباب للتدخل العروبي في العراق، فمن المسؤول عن هذه الأزمة ومن هو المسؤول عن مغادرة الهاشمي من البداية كيف يغادر مطلوب من العاصمة بغداد وكيف يغادر من العراق الى قطر والسعودية وتركيا ليقوم بجولته المكوكية والدفع باتجاه التأزيم والعودة الى خطابات مراحل سابقة من المفروض ان العراق تجاوزها وبأثمان باهظة وغالية من أرواح أبناء الشعب العراقي وأمواله وبناه التحتية وجهده السياسي وتبديد خيراته وثرواته، وتأخير لمشروعه وعرقلة العملية السياسية, إن أسلوب افتعال الأزمات والابتزاز السياسي والابتعاد عن الدستور وعدم تطبيقه والانتقائية في التعامل مع بنوده واستقطاب السلطة والعمل والحديث عن مشاكل جانبية وثانوية وعدم الالتفات إلى المشاكل الحقيقية وحلها بطرق الحوار والنية الصادقة والمكاشفة بين جميع الأطراف هو المسؤول الحقيقي عن مغادرة الهاشمي وأزمته أو لنقل الاختباء وراء الأزمة وافتعالها بدل من حلها فعلياً، ولنعد إلى أصل المشكلة بعدم اخذ القضاء لدوره الحقيقي وعدم السماح للقوات الأمنية بأداء واجبها والغطاء السياسي الذي وفره له النائب الثاني خضير الخزاعي واستخدام الهاشمي كورقة ابتزاز سياسي من قبل إقليم كردستان برئيسه مسعود بارزاني والمركز برئيس حكومته المالكي، إضافة إلى الدور الذي تلعبه الزعامة القطرية وإعطاءه الضوء الأخضر أمور وخيوط توحي بأن قضية الهاشمي ستفتح صفحة جديدة وستكون مرحلة من أصعب مراحل العملية السياسية والمشروع العراقي الوليد وستظهر نتائجه في الانتخابات القادمة وربما هي محاولة لاستنزاف الناخب وإقناعه بديمومة الصراع الطائفي المفتعل والممول عربيا وإقليميا من قبل تجار الحروب ودعاة الحقد الطائفي وأصحاب أسلوب الأزمات ومسك مفاتيح حلولها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك