المقالات

من مرتكزات تيار الشهيد عز الدين سليم النظرية الحلقة الأولى

777 21:53:00 2012-04-19

مرتضى أحمد العبودي

تمهيد:تأسس تيار الشهيد عز الدين سليم على أيادي فاعلين في الساحة السياسية العراقية بعد أن مورس بحقهم سياسة الإبعاد والتهميش بعد أن شهد الشارع العراقي تراجع ونكسات في الخدمات وحاجات المواطن الضرورية نتيجة سياسة التشجيع وغض النظر والمشاركة في الفساد المالي والإداري من أبسط المستويات الى أعلاها ، السبب الذي أدى الى إنعدام عنصر الثقة لدى المواطن البسيط بأغلبية السياسين وقواهم التي أمسكت بزمام السلطة ، ولما كانت مشتركات هؤلاء الفاعلين كثيرة ، فقد حفزهم التناخي المشحون بعاطفة حب العراق للتفكير الجدي في خوض النزال بصفاء ذهني بعد الإنتهاء من الإعداد لبناء سفينة تكون ألواحها في غاية الجودة ، صالحة لمقاومة الطوفان القائم في العراق تكون منقذة الوطن من التردي الهائل الذي أصاب مواطنه ، وعليه تم أختيار ألوان سفينة النجاة هذه الفكرية والسياسية برؤى ورسوم وطرق واضحة للوصول بالبلد وإنسانه العراقي الى شواطىء الأمان ، فكان تيار الشهيد عز الدين سليم سفينتهم السياسية ذات الأشرعة الفكرية الإنسانية الشمولية المنسوجة بخصوصية عراقية بغاية الإتقان ، محملين بالدواء في دروب وعرة للوصول الى جوهر إنسانية المواطن العراقي وغسله بالمياه المباركة إبتغاء الخلاص من الشوائب والأمراض التي علقت به وبثياب البلد التي ورثتها تركة الكوارث الثقيلة للدكتاتورية الصدامية ومنهجها الغاشم.

لماذا تيار شهيد الوطن عز الدين سليم؟في زحمة الأسماء والعناوين وإختلاط المفاهيم وضياع الثقة بمشخصات ورموز الشارع العراقي وخيبة الشعب بما أفرزه التغيير إضافة الى إستهلاك بعض الأسماء المهمة نتيجة الإستخدام السيء في ظل غياب المثقف وإنتشار وجوه الجهل والتدليس وتصفية الفاعلين من الغيورين على مصلحة البلد والمفكرين والوطنيين أياً كانوا ، جعل المثقفون وأصحاب النفس التغييري يتخوفون من الإصطفاف والإنتماء والإنخراط بأي مشروع سياسي جديد بعد خبروا ثمن ذلك ، خصوصاً وأن ليس هناك من جديد غير أسماء مجردة من أي تاريخ فكري ونضالي أو قواعد وأسس تنطلق منها فهي خاوية ومصطنعة.إن مزاج الشعب العراقي في التغيير واضح ، والحفاظ على المكاسب أمر لا نقاش فيه ، والمطلوب هو أرضية صلبة يقف عليها المنتفضون الجدد على الراهن المزري بكل إيمان بالمبادىء الواضحة التي تفسر كل شيء وتعالج الأمراض التي خلفها النظام السابق والأخرى التي رافقت عملية التغيير ، وتهدي الوليد الجديد طرق ووسائل مبتكرة تعينه في المسير نحو غاياته المنشودة.عز الدين سليم قائد ومجاهد ومفكر إسلامي كبير ، زاهد ومتواضع ويحضى بإحترام وتقديس ، وصل الى هرم السلطة ولم تتبدل أخلاقه وقيمه ، وظلت تقواه الى ساعة إستشهاده في السابع عشر من شهر آيار لسنة 2004 ، وبالرغم من مرجعيته الى الجنوب العراقي الإ إن إنتماءه الى العراق لم يعلو عليه أي إنتماء.إن ما تركه عز الدين سليم هو إرث نضالي وفكري عظيم ، إتفقت الأطراف والفاعلون على الوقوف عليه كأرضية صلبة يطلقون منها بشائرهم بمولد جديد ومشروع سياسي إنساني فريد. فمشروع حكومة الإنسان الذي نادى به الشهيد هو بلسم المثقف والتغييري إذ يشرح الظروف التارخية التي عصفت بالبلاد وبمواطنه ويفسر النتائج التي طرحتها الأيام السود ، ويرسم خطوط العمل الحضاري الذي يسعى المبدعون فيه لبناء دولة الإنسان العظيمة في نظرية رصينة سيتلهم منها المؤمنون بالتغيير محررين حروفها للعامة من الشعب.ومن هذا الأمل إنبثق الإيمان وشمرت السواعد وصار إسم تيار شهيد الوطن عز الدين سليم تياراً فكرياً وسياسياً يعول عليه في التجديد وإنقاذ الوطن وبناءه. وهو بيت لكل من آمن بمشروع حكومة الإنسان وبالإنتماء للعراق وبالعمل الذي حيا وبارك فيه العلي القدير.

المرتكز النظري الفكري:تستند أفكار ورؤى تيار الشهيد عز الدين سليم الى إطروحة حكومة الإنسان التي نادى بها الشهيد عز الدين سليم بأبعادها الثلاثية: بناء الإنسان ، حكومة الإنسان ، دولة الإنسان ، ثم البحث في هوية الإنسان العراقي كمادة وماهية يراد الإشتغال عليها.ومن الجلي والواضح هو أن هناك ثنائية تفاعلية منتجة تتجوهر في سر عملية البناء ، بناء الإنسان الذي بدوره ينتج قيم بناءة تتفاعل في عملية بناء المجتمع الذي تطمح من خلاله الإطروحة بشكل بين الى إنتخاب حكومة مهمتها إنجاز دولة الإنسان ، ومن هذا البيان نرى أن الإطروحة إعتمدت ثنائية البناء والإنسان ذاته لتحقيق اأبعادها الثلالثية ، حيث أن الإنسان هو الجوهر والمحور الأساس ، وعامل البناء هو غايته النهائية في رحلة الإنسان المصيرية في الحياة. وهذا المفهوم يتجسد في جميع الديانات السماوية ، بل وحتى في القصص والأساطير القديمة ومنها السومرية التي تحدثت عن أسباب خلق البشر للأخذ بسلة العمل وإنجاز عملية البناء التي لم تنتهي بعد ، بفلسفة رائعة تهدف الى تهدئة قلق الإنسان ووضعه في المسار الصحيح ليتسنم مسؤولية الحفاظ على نفسه ثم محيطه المعرض للنكبات والكوارث ، وهنا نلاحظ تأكيد الشهيد عز الدين سليم في تعظيمه للإنسان الذي بارك في خلقه الله سبحانه وتعالى (( إننا يجب أن نقيم دولة الإنسان، دولة تحترم الإنسان بكل كيانه، لا تفرق بين البشر، وتعظم كل ما هو إنساني ونبيل ثم ليختار الشعب أية حكومة يُريد )) ومن هنا كان إيمان التيار بشيوع ثقافة إحترام الإنسان والسعي الى تخفيف آلامه وخلق جو تنموي يستعيد به عافيته ليكون بمستوى سر خلقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك