المقالات

الكورد الفيليين خارج(قوس)؟!

583 18:28:00 2012-04-23

صلاح شمشير البدري

العراق الجديد والتغيير الذي حصل فيه كان من اجل انصاف من ظلموا ،وهذا هو المتعارف عليه لاعطاء كل ذي حق حقه ،وحتى هذا الحق ان تم تطبيقه بكافة المعايير القانونية والانسانية تكاد تكون مختلة التوازن في كثير من الامور ،لان القانون اذا انصف باعادة حق مسلوب وبنسب متفاوتة تكون احيانا قد مضى عليها الزمن وبشق الانفس ،ولكن ان كان الظلم قد تجاوز كل الاعراف والشرائع بازهاق ارواح الآلاف من الشباب وسلب الممتلكات ومصادرة كل شيء واسقاط الاوراق الثبوتية للمواطن العراقي ،وكل ذلك حدث ونفذت قرارات مجلس قيادة الثورة في ليلة وضحاها،وبعد اكثرمن ثلاث عقود مازال المواطن العراقي الكوردي الفيلي واقفا امام محاكم منازعات الملكية ليثبت انه صاحب الحق وامام دوائر النفوس ليثبت انه عراقي ويتعرض للاهانات ومراجعات تستمر لاشهر ،بينما كان على الحكومة ان تعيد لاصحاب الاملاك حقوقهم بقرارات سريعة التنفيذ ،ومن تنعمو باملاكهم يقفوا امام هيئة منازعات الملكية ويذوقو بعض ماذاق الفيليين من عذابات السنين القاسية ،ويبدو ان الحكومة الجديدة كانت حريصة على الساكنيين اكثر من حرصها على من سلبت حقوقهم رغما عنهم ،وبالرغم من صدور قرار اجمعت عليه الرئاسات الثلاثة القضائيةوالبرلمان ومجلس الوزراء وصدور عشرات الكتب ،الا انها على ارض الواقع كأن شيئا لم يكن ،فالكورد الفيليين اليوم وبعد عشرات السنيين من المآسي كأنهم اغراب عن وطنهم ،الذي خدموه وقدموله من التضحيات من ارواح شبابهم قرابين ومن حياتهم التي ضاعت خارج اسوار الوطن وذاقوا المر والهوان ،واليوم اصحاب القرار يستكثرون عليهم ان يكون لهم دور في العراق الجديد وان يشركوهم في العملية السياسية ،وكأنما كتب عليهم التضحية ولاشيء غير ذلك ،كل احزاب السلطة كان للكورد الفيليين الدور الساند لهم ،ويبدو انها اليوم تريد ان تنسى او تتناسى فاصبحو خارج حسابات القسمة بين الاحزاب العلمانية والقومية والاسلامية كونهم انقسمو بين هذه الاحزاب وضاعت حقوقهم معهم بين القومية والمذهب وكل حزب بما لديهم فرحون ،والخطأ الذي وقع فيه الفيليون انهم لم يأسسوا كيانا خاصا بهم بل وضعو ثقتهم بتلك الاحزاب فضيعو احلامهم وطموحاتهم فارادوهم تابعين لاغير ،واصوات انتخابية ضائعة بين القوائم ثم ليكيلو لهم الاتهامات بالتشتت وبوضعهم في قوالب يصعب عليهم الخروج منها لمسألة بسيطة ان الكورد الفيليين امناء واصحاب مبدأ ويشعرون بالخيانة وعدم الوفاء اذاغيرو نهجهم ،وهذا النكران الذات والتفاني في الاخلاص غير متوفر في الاشخاص الاخرين ،لكن مع الاسف ترجم بالضعف والخضوع ،وانهم ليس بمقدورهم ان يكون كيانا مستقلا لاختلافهم فيما بينهم ،ويقبلون ان يكونو مرؤسين من الغير ولكن عندما تتعلق المسألة ان يكون احدهم صاحب فكرة الاستقلال وتكوين كيان تتعالى الاصوات والتناحرات والانقلابات وتتوالد الاحزاب والمنظمات لكن دون اي جدوى،وهذا مايريده اصحاب القرار البقاء في دوامة ،بينما نلاحظ الكثيرين ينادون بحقوق الكورد الفيليين وبالمظلومية لكن عندما يجد الجد ،فانهم خارج قوس وعليهم ان ينصتوا فامامهم واجبات كثيرة ولاشيء غير ذلك، وعليهم ان يعوا مايجري والا سيكونون خارج قوس الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك