المقالات

اختبر نفسك ، هل انت (امتداد) أم (نقيض) ؟ /

495 10:17:00 2012-04-24

حافظ آل بشارة

لم ينته شهر نيسان بعد ، لهذا الشهر قيمة رمزية ، ذكرى سقوط النظام السابق في ربيع عراقي خاص ، الربيع العراقي لايعني سقوط شخص او حزب ، انه سقوط مجموعة القيم الثقافية السيئة التي انبثق منها ذلك النظام ، الشعب قاتل تلك الافكار والممارسات وبذل الدماء لازالتها ، البديل الذي جاء لا يسمى بديلا الا اذا اثبت عمليا انه (نقيض) أخلاقي وسياسي وفكري واداري لمن سبقه ، وان لم يكن كذلك فهو (امتداد) لذلك النظام وليس نقيضا ، الفرق بين (النقيض) و(الامتداد) كبير جدا ، يستطيع كل مسؤول في الدولة الحالية ان يفحص نفسه ليعرف هل هو (نقيض) لنظام صدام ام (امتداد) له ؟ الفحص يتطلب عدة اختبارات صريحة وموجعة ويجب تحمل الالم قليلا ، اليكم بعضها : اذا كنت تفضل مصالحك الخاصة على مصالح البلد فانت (امتداد) ، اذا كانت مائدتك فيها عشرة اصناف من الطعام وفي التوقيت نفسه هناك مئات الأسر تبحث عن غذائها في القمامة وانت لا تحس بنبضة اشفاق وعينك لا تذرف دمعة فأنت (امتداد) ، واذا قيل لك ان قرعة توزيع الأراضي اسفرت عن قطعة ارض لك مساحتها 600 متر ركن على شاطئ دجلة ولديك من قبل بيت فاخر وشقة للترفيه على شاطئ آخر ، ففرحت ولم تتذكر بيوت الصفيح والاكواخ التي تطوق عاصمتك ويسكنها قوم اشرف منك ، فانت (امتداد) ، واذا لفحتك المكيفات في ظهيرة بغداد وشعبك المليوني الصابر يتلضى ويتقلب بين اطباقها فلم تتذكر ضحايا هذا الحريق المتواصل فأنت (امتداد) ، واذا رأيت فريق عملك وزملاءك في الوزارة يتقاسمون الرشوات والعمولات والمكافئات والايفادات وعوائد الصفقات الكبيرة وتسلمت حصتك راضيا ، ووجهك وضاح وثغرك باسم ، ولم تتذكر الحلال والحرام فاعلم انك (امتداد) ، واذا ذهبت في رحلة استجمام على حساب الحكومة الى احدى دول الترفيه الشهيرة وغمرتك اضواء الفنادق الفاخرة وشاهدت زوجتك واطفالك يطيرون فرحا في تلك الجنان ولم تتذكر اطفال التقاطعات بائعي الكلينكس والحلوى ولم تتذكر جموع الايتام والارامل الذين لم يعيشوا لحظة حياة بشرية ، فاعلم انك (امتداد) ، واذا شعرت لحظة وانت في مكتبك الرسمي انك تكره الشرفاء وتبغض الناصحين ، ثم تواجههم بالطرد والتهميش وتحيط نفسك بحشد من المتملقين الوصوليين والمداحين فاعلم بأنك (امتداد) ، واذا وجدت نفسك ذات يوم وقد تغيرت في ذهنك مفاهيم العفة والغيرة واخذت تستغل الموظفات ثيبات وابكارا وتستميلهن فتقرب المطيعات وتعاقب الرافضات ولم تتذكر ان لك عرضا تحب ان يصان فاعلم بانك (امتداد) ، هذه الاختبارات تشبه الاختبارات التي يجريها الاطباء لمعرفة امراض الجسد ، لكنك تجريها حاليا لمعرفة امراض الروح ، فان وجدت ان كلمة (امتداد) وردت لديك اكثر من كلمة (نقيض) في فقرات الاختبار فاعلم أن باطن الأرض خير لك من ظاهرها ، لانك مهما تمتعت فنهايتك هي نهاية (الامتداد) وليس نهاية (النقيض) والفرق كبير بين النهايتين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك