خميس البدر
مع الأجواء السياسية غير الطبيعية والاضطرابات التي تعانيها العملية السياسية والتحديات الصعبة التي يواجهها العراق، أصبح الملتقى الثقافي الذي يعقده سماحة السيّد عمّار الحكيم كلّ أربعاء بمثابة المرشح الصحي لكلّ التداخلات والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين والجامع للآراء المختلفة والموجه نحو الحل والتهدئة والمنبه لما يحصل من أخطاء والمحذر من الأخطار والنافذة الحقيقية للمواطن العراقي بعيداً عن المزايدات والخطابات المتشنجة، وبقى الحكيم محافظاً على النهج المستقيم والطرح الواقعي وسياسة الاعتدال ومع الوضوح والشفافية والمصداقية التي يبديها والحرص الواضح على العملية السياسية وعدم المساس بثوابت الشعب العراقي أو النيل من المنجزات حققتها العملية السياسيّة ودعمه للحكومة في أدائها الايجابي والإشادة بها وممارسة دور الرقيب والعون على تصحيح الأخطاء والمضي في توجيه إخفاقاتها بما يخدم المواطن والوطن، إلاّ إنّ هنالك أصوات نشاز وصدور ضيقة وعيون اعتادت أنّ لا ترى إلا اللون الرمادي بينما تسبب الألوان الزاهية والجميلة الحساسية والرمد لأنها اعتادت ان تسمع كلمة واحده هي المديح والثناء والتعظيم والتبجيل فقط ونفوس شحيحة تتحسس من هذا التوجه وان ترتفع أصوات الحكمة على أصوات التهور وان يسود خطاب العقل والاعتدال على خطاب التصعيد والتأزيم فبعد ان أصبح كلام الحكيم في الملتقى الثقافي بلسماً للجراح وعنوان لهموم المواطن وتطلعاته وبعد أنّ يأس الجميع من جر الحكيم إلى مهزلة معركة الكراسي والمناصب الحكومية في ظروف بات الجميع يجري وراء المكاسب والمغانم وتحولوا إلى أبواق إعلاميّة والعمليّة السياسية تدار بعيداً عن هموم المواطن وتلبية احتياجاته وحتى لا تدار في أماكنها الطبيعيّة فالقنوات الفضائية وشاشات التلفاز والإعلام المرئي والمقروء والمسموع والمواقع الالكترونية باتت مكان السياسيين ورجالات الحكومة والفرقاء السياسيين المفضل، فهي تمكنهم من إطلاق التصريحات النارية وإدارة حملات التراشق المتبادل بدل أن يكون داخل البرلمان والمؤسسات الدستورية مع تعود الانتقادات لخطاب الحكيم والتحفظ على هذه النقطة وتفكيك وشرح الملتقى الثقافي وماذا أراد ولماذا يلمح ومن ثم يؤول بخبث لخطاب ضد الحكومة وتوجهاتها مع انه خطاب واضح كما أسلفنا ولا يحتاج لكل هذا الجهد ولا يتحمل كل هذه الحساسية والملاحظات والتحفظات مما دعى سماحة السيد الحكيم وفي اكثر من مرة للتطمين والتوضيح ورُبّما سيحتاج في مرحلة قادمة إلى اليمين والقسم بأن المقصود غير ما ذهبتم إليه، إنّ أكثر ما يتبناه الحكيم في الملتقى هو الشجاعة في إبداء الرأي وإشاعة مبادئ الحرية والحقوق التي كفلها الدستور للمواطن العراقي ذلك الدستور الذي انتهك كثيراً وهو الحل لكل هذه المشاكل أخيراً هل يحتاج الحكيم الى اليمين والقسم والى التذكير في كل مرة بأنه لا يمس احد ولا يستهدف احد ولا يريد ان يأخذ مكان احد؟؟، فلماذا الخوف من الحكيم اعتقد بأنه خوف من المواطن ومن الدستور فحرية الرأي والشجاعة في طلب الحقوق ثقافة ينميها خطاب الحكيم في الملتقى الثقافي وهذا ما لا يراد له أنّ يسود فالمراد هو بقاء تسطيح العقول وتكميم الأفواه وان لا يعلو صوت فوق صوت المعركة.
https://telegram.me/buratha