محمد رشيد القره غولي
قد يستغرب البعض من عنوان المقال لاننا لم نسمع بشعب ينتفض على و طنه بل العموم الغالب أن الشعوب تنتفض على الحاكم أو النظام الذي هم تحت رحمته . لكن كيف يمكن ان ينتفض الشعب على الوطن و أي شعب هذا يا ترى؟ إننا نجزم بان العراقيين بعد السقوط انتفضوا ضد الوطن فالكل يشتكي و الكل في نفس الوقت يخرب و يسرق وطنه بمختلف الصور، فالعامل و الموظف و المدير و الوزير و إلى ابعد من هذا قد اجتمعوا لنهش خيرات الوطن على حساب الطبقة الفقيرة و الطبقة العاملة الشريفة، فالشريف الذي لا يرتشي في عراق ما بعد السقوط أصبح حالة غريبة بين الموظفين في تلك الدائرة و الوزير الذي لا يسرق يصبح المتهم الأول بالفساد لأنه شريف. أما المواطن البطل فقد جعل من شوارع العراق تركة ((الخلفوه)) و راح يقود سيارته كما يريد دون نظام مروري أو أخلاقي فقد فقدنا في عراقنا ما تعلمناه ((أيام زمان)) بان السياقة فن و ذوق و أخلاق و تغير الشعار بإضافة ((لا)) لمعانيها. نحن لسنا هنا في موضع التشاؤم، فالحالة التي نشاهدها كل يوم لا تنفك عن أذهاننا هذه الصورة السوداوية أو سمها الرمادية، فبربك ماذا تسمي الوضع الحالي في العراق هل هو في وضع صحي نستجدي منه روح التفاؤل و هل هذا الخراب و تلك التركة الثقيلة كما يسموها في انكشاف. نعم قد أصبح الوضع لا يطاق و أضافوا إليه صراعاتهم الشخصية على حساب كل المقومات التي من الممكن بها النهوض بواقع البلاد. فنحن اليوم نشاهد صورة معكوسة لما تصورناه سابقا بان العراق سيكون جديد و لم يستجد منه إلا صور القادة باختلاف النسب عن سابقيهم، و لا أريد أن اطعن بهم لكن اختلاف النسب في السيطرة الفردية تختلف اليوم و لا نعلم هل ستزداد حدة ليصل الصراع القائم على السلطة إلى فتح النار على بعضهم و (( طز بالعراق الجديد)) و لتعش الكراسي و ليموت دونها. من هذا نصل إلى حقيقة بان الشعب قد افرغ من مبادئه الوطنية التي كنا نسمع عنها سابقا و كأن المشروع العفلقي قد نجح و بامتياز و لن تقوم لنا قائمة إلا بجيل جديد يتعلم ربما خارج العراق أو الاستعانة بالبعض لتربيته على أن يشعر الفرد بمسئوليته تجاه وطنه و أن فقد حقوقه فليتعلم ربما من هذا الشعور الطريق نحو نزع الحقوق من هؤلاء المتسلطون، لكن لا يمكن الآن وفق ما نراه كيف الكل يسعى إلى نهش وطنه فكل من يعتلي أي منصب كان يبدأ باستغلاله وفق ما يشرعنه لنفسه و وفق قناعات غريبة في سبيل سرقة ممتلكات العامة. فلتعش وطني عزيزا و أن جار عليك اهلك فلا شئ يبقى على حاله.
https://telegram.me/buratha