المقالات

انتفاضة شعب على وطن......

535 16:55:00 2012-04-24

محمد رشيد القره غولي

قد يستغرب البعض من عنوان المقال لاننا لم نسمع بشعب ينتفض على و طنه بل العموم الغالب أن الشعوب تنتفض على الحاكم أو النظام الذي هم تحت رحمته . لكن كيف يمكن ان ينتفض الشعب على الوطن و أي شعب هذا يا ترى؟ إننا نجزم بان العراقيين بعد السقوط انتفضوا ضد الوطن فالكل يشتكي و الكل في نفس الوقت يخرب و يسرق وطنه بمختلف الصور، فالعامل و الموظف و المدير و الوزير و إلى ابعد من هذا قد اجتمعوا لنهش خيرات الوطن على حساب الطبقة الفقيرة و الطبقة العاملة الشريفة، فالشريف الذي لا يرتشي في عراق ما بعد السقوط أصبح حالة غريبة بين الموظفين في تلك الدائرة و الوزير الذي لا يسرق يصبح المتهم الأول بالفساد لأنه شريف. أما المواطن البطل فقد جعل من شوارع العراق تركة ((الخلفوه)) و راح يقود سيارته كما يريد دون نظام مروري أو أخلاقي فقد فقدنا في عراقنا ما تعلمناه ((أيام زمان)) بان السياقة فن و ذوق و أخلاق و تغير الشعار بإضافة ((لا)) لمعانيها. نحن لسنا هنا في موضع التشاؤم، فالحالة التي نشاهدها كل يوم لا تنفك عن أذهاننا هذه الصورة السوداوية أو سمها الرمادية، فبربك ماذا تسمي الوضع الحالي في العراق هل هو في وضع صحي نستجدي منه روح التفاؤل و هل هذا الخراب و تلك التركة الثقيلة كما يسموها في انكشاف. نعم قد أصبح الوضع لا يطاق و أضافوا إليه صراعاتهم الشخصية على حساب كل المقومات التي من الممكن بها النهوض بواقع البلاد. فنحن اليوم نشاهد صورة معكوسة لما تصورناه سابقا بان العراق سيكون جديد و لم يستجد منه إلا صور القادة باختلاف النسب عن سابقيهم، و لا أريد أن اطعن بهم لكن اختلاف النسب في السيطرة الفردية تختلف اليوم و لا نعلم هل ستزداد حدة ليصل الصراع القائم على السلطة إلى فتح النار على بعضهم و (( طز بالعراق الجديد)) و لتعش الكراسي و ليموت دونها. من هذا نصل إلى حقيقة بان الشعب قد افرغ من مبادئه الوطنية التي كنا نسمع عنها سابقا و كأن المشروع العفلقي قد نجح و بامتياز و لن تقوم لنا قائمة إلا بجيل جديد يتعلم ربما خارج العراق أو الاستعانة بالبعض لتربيته على أن يشعر الفرد بمسئوليته تجاه وطنه و أن فقد حقوقه فليتعلم ربما من هذا الشعور الطريق نحو نزع الحقوق من هؤلاء المتسلطون، لكن لا يمكن الآن وفق ما نراه كيف الكل يسعى إلى نهش وطنه فكل من يعتلي أي منصب كان يبدأ باستغلاله وفق ما يشرعنه لنفسه و وفق قناعات غريبة في سبيل سرقة ممتلكات العامة. فلتعش وطني عزيزا و أن جار عليك اهلك فلا شئ يبقى على حاله.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك