اكرام حسن
قد تختلف العادات والتقاليد و المعتقدات عند الناس من شعب لاخر ومن بلد لاخر الا ان العمق الانساني يبقى واحدا وهو المحرك الاساس للنهضة والثورة ضد كل مايعرقل حركة الانسان الطبيعية التي خلقه الله من اجلها .ربما كانت مجرد لبنات وضعت بطريقة معينة لِتُظهر ناتجا هندسيا جميلا يبهر العيون الا انها اصبحت رمزا وطنيا وانسانيا محركا لضمائر الشعوب ومشاعرها لدرجة يرخص دونها كل شيء حتى الحياة نفسها . قبة الحسين ع , مجرد احجار تغطي الضريح الشريف وقيمتها المادية محدودة الا ان المشيد الاصلي لها هو الدماء الطاهرة للحسين واصحاب الحسين ومن سار على دربه عبر العصور , وارتفعت بتلك التضحيات الشريفة من اجل الحق والعدل والانسانية .دامت وستدوم لاجيال قادمة لانها شيدت بداية في قلوب المحبين للحرية من قبل ان تُشيَّد في البناء فهي باقية مادام هناك ضمير انساني حي .جدار برلين : كان يفصل القسم الشرقي من برلين عن القسم الغربي , احجار من الكونكريت الصلب لايمكن اختراقها , شيدت اساسا لتقسيم الوطن الواحد والشعب الواحد والبيت الواحد فاصبحت تلك الاحجار رمزا للظلم والاستغلال والعبودية والموت , كرهها الناس وحاربها الوطنيون حتى زهقت في سبيل ازالتها العديد من الارواح الحرة التي لاتقبل الضيم , وزهقت ارواح محبين حملهم الشوق لرؤية احبتهم في الطرف الاخر من الجدار فماتوا ظلما .هذا الجدار مهدوم من قبل ان يُشيد ولا وجود له مهما علا وسَمُك لانه وُجد لمحاربة الانسانية ولا مكان لامثاله بين الناس وعلى ارض الله .فالبناء اذن بحد ذاته لايحرك الناس , انما يحرك مشاعر الناس وضمائرهم هو البعد المعنوي والروحي لما وراء البناء .لهذا فهناك من ياتي قاصدا زيارة (القبة او الجدار) ليستلهم العبر مما هو باق وسبب بقاءه وما هو زائل وسبب زواله .فالى من قال انها (القبة) مجرد احجار وكفَّر وسفَّه زائريها , تريض قليلا وكن انسانا بعيد النظر, يرى المعنى لا الشكل الظاهري , قبل ان تصدر احكاما على الاخر والى من قال ان ( الجدار) مجرد طابوقات وسفه زائرها تريث انت ايضا واقرا التاريخ جيدا لتعرف اننا من خلال هذه الاحجار المتمزقة عرفنا ان هناك شمس للحرية ساطعة تشرق بنورها مهما طال الزمن وعلا جدار الظلم والتفرقة
https://telegram.me/buratha