المقالات

ماذا لو تم إعدام جميع البعثيين ؟

678 11:25:00 2012-04-25

بقلم \ عبدالناصرجبارالناصري

قال الكاتب الليبي فرج أبو العشة أن الثورات تصنع بالدم وأن الثائرين لاينظرون الى مابعد الثورة فقد تكون النتائج سلبية أو قد تكون النتائج أيجابية ولكن أن تأتي ثورات جاهزة تقدم آيس كريم فهذه ليست ثورة , فكل الثورات قامت على أجتثاث ماسبقها لكي تؤسس الى مبادئ جديدة وحتى الثورات الأسلامية التي قام بها النبي محمد ( ص ) فهي قامت على أجتثاث الكفار الذين عاثوا في الأرض فسادا وتخلفا فالنظام البعثي السابق هو نظام دكتاتوري بأمتياز قائم على القتل والذبح ومثل هكذا نظام لايمكن أن يجتث بطريقة ديمقراطية ولايمكن أن تقدم لمن يحمل السيف والبندقية آيس كريم ولايمكن أن تحارب المدفع بباقة ورد فالمنطق يؤكد على التعامل بالمثل وأن أي نظام دموي يجب أن يعامل بطريقة دموية حتى يتم التخلص منه أن من أهم الأسباب التي أدت الى فشل العملية السياسية هو التهاون مع حزب البعث وجعلهم يتنفسون الهواء بعد كل الجرائم التي أرتكبوها بحق الشعب العراقي , وأنا هنا لاأتحدث عن فراغ وأنما أتحدث عن تجربة حقيقية عاشها الشعب العراقي فمنذ أعلان الولايات المتحدة الأمريكية سقوط النظام الصدامي في 942003 عاش العراق مرحلة خالية من المفخخات وخالية من أعمال العنف ويأتي هذا الهدوء النسبي الذي عاشه العراق بسبب هروب البعثيين وأختباءهم في جحورهم لأنهم كانوا يشعرون بأن المشانق تنتظرهم وأن المعارضين السابقون سوف يشربون من دماءهم , إلا أن هؤلاء المعارضين أعادوا نفس تجربة عفا الله عما سلف التي دمرت العراق وأعدمت عبدالكريم قاسم ونشأ عن هذا المبدأ تسلق حزب البعث الى السلطة وتم أعدام كل من تهاون مع البعث في عصر الزعيم وهاهو التاريخ العراقي يعيد نفسه وتقوم نظرية عفا الله عماسلف بتدمير العراق وقتل الملايين من العراقيين , وعندما شعر البعثيون بأن هؤلاء ليس أهلا للحكم وليس لديهم معرفة كافية بجرائم البعث لأنهم كانوا خارج المذابح التي يذبح بها الشعب العراقي فالغريب على البلد لايعرف مايدور ولايعرف تفاصيل الحياة المزرية والمبادئ الدموية التي كانت تطبق على العراقيين وللأجابة عل سؤالنا المطروح في عنوان مقالنا فنفترض أن هنالك مليون بعثيا وقامت العملية السياسية الجديدة بأعدامهم جميعا لحافظنا على 29 مليون عراقي آمن وبلد خالي من المفخخات والمفخخين وهذه الاعدامات لو نفذت بحق البعثيين لأنتج عن ذلك شعب متعظ من تجربة البعثيين ولن يعمل مع أي دكتاتور جديد ولكن عندما يشعر مسؤولو العراق الجدد بأن البعثيين لازالوا على قيد الحياة وهربوا من قبضة العدالة فالجميع يجرؤ على أرتكاب الفساد والجرائم لأنه يعرف بعدم وجود قضاء عادل يحاسب المجرمين والفاسدين وهاهم ضحايا النظام السابق يوميا يشاهدون من عذ بوهم وقتلوهم وتسببوا بأعدام ذويهم طلقاء ويتبخترون في الشوارع وأستلموا مناصب جديدة في العراق الجديد فأن هذا يعود على ذوي الضحايا بنتائج سلبية تزيد من حقدهم على العملية السياسية التي يفترض أن تنصف الضحايا وتجتث من سببوا في معاناتهم , وهذه المعاناة التي يعيشها الضحايا جاءت بسبب - فشل العملية السياسية في ملاحقة البعثيين - عدم أعدام البعثيين - أشراك الكثير من البعثيين في العملية السياسية - شيوخ العشائر ودورهم في حماية البعثيين - عدم أشراك الضحايا في عملية صنع القرار - دور المرجعيات الدينية في حماية البعثيين وذلك من خلال أصدار فتوى عفا الله عما سلف - تسييس قضية أجتثاث البعث وتطبيقها على بعثيين ورفعها عن بعثيين - دور المحاصصة الطائفية التي قسمت المجتمع العراقي الى مكونات وأعتبار حزب البعث محسوب على طائفة دون أخرى وهذا خطأ كبير لأن البعثيين من كافة الطوائف - عدم وجود سلطة قوية قادرة على أتخاذ القرارات بحق البعثيين - التعاطف مع البعثيين لكسب أصواتهم في الأنتخابات وفي ظل وجود البعثيين في العراق الجديد لايمكن أن يستقر يوما من الأيام لأن البعث وباء يصيب كل من يلامسه وسوف ينتقل هذا الوباء الى كافة أفراد المجتمع العراقي أذا لم تتم عملية مكافحته ومن المعيب على السياسيين أن يتناسوا جرائم البعث لأن هنالك أصوات برزت في هذه الأيام تنتقد كل من يشير الى جرائم البعث بسبب فشل المعارضين السابقين في معالجة ملف البعث إلا أن الكثير من المعارضين السابقين لازالوا يعارضون ولم يشتركوا في عملية سياسية يتواجد فيها بعثي واحد ملاحظة :- كتبت هذا المقال كرسالة أوجهها الى كافة شهداء العراق من ضحايا البعث والى الشهيدين الصدرين وأقول لهم بأن دعاتكم منعونا من الفرح في يوم سقوط عدوكم صدام حسين وأعادوا أعدائكم البعثيين الى عراقكم الذي قدمتم دمائكم من أجل رؤيته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-04-26
بل يأتون بالمجرم حتى لو عمره مئة سنه لينال قصاصه انا افتخر بهكذا قانون عادل.على العكس في العراق تبرأمجرم قتل عشرات الابرياء وهو اليوم مسجون وتذرف الدموع عليه انه مريض وانه كبير في العمر ويجب ان يطلق سراحه لانه عيد قيامة كما في حالة المجرم طارق ابن اصليوه ويطلق سراحهم ويهربون خارج العراق الى منتجعاتهم.اما اهالي الشهداء فهم في دوامة احزانهم التي لن تهدأ.الانسان ان فقد جزء من جسده يفتقده حتى الممات فكيف بنا ان ننسى ماجرى علينا من ظلم هناك من تعرض الى اجرام بيد قذرين ببغداد ماتت ودفن اسرار الاجرام
زهراء محمد
2012-04-26
اعلق اليوم بعض الشي.. البارحة قرأت المقالة بسرعة وعلقت على مقولة عفا اللّه عما سلف واكرره هذه المقولة لا تشمل البعثية المجرميـن. هولاء المجرمون كان المفروض بعد سقوط المقبور ان يحاكموا في الحال ودون تردد. لكن القانون العراقي لم ينصف اهالي الضحايا ابدا بل وقف سندا وحاميا للبعثية وكذلك بأارجاعهم الى مناصب كبيرة وحساسة في الدولة واليوم لهم يد في عرقلة امور مهمة في الدولة لذلك يجب على مراقبتهم جيدا.. كلنا نعلم ماجرى على اليهود في الحرب النازية اليوم اليهود لم يتركوا قتلة ابنائهم ابدا بل يحاكموا كل من
زيـــد مغير
2012-04-26
أخي عبد الناصر , والله لو ان البعثيين أوادم لما أتفقت معك ..وبما إن البعثيين خنازير فأنا أوافقك الرأي والف رحمة لموتاك على ما قلت . والنقطة المهمة في مقالك ( شيوخ العشائر ودورهم في حماية البعثيين ) لأن أكثرهم من شيوخ ال 90 ومنهم من سقط عقاله وهو يرقص ويدبج لما التقى بصديم بعد قمع الأنتفاضة وأذكره بالأسم ( محمد الهندي ) شيخ البو سلطان في المحاويل وقام صديم بوضع العقال في رقبته مثل ( الطلي ) . أي شيوخ الذين باعو ذممهم لبطل الهزائم وطوعوا أبنائهم في الأمن وحرس الجمهوري .بارك الله بك أخي عبد الناصر
زهراء محمد
2012-04-25
المشكلة ياسيد الناصري.. لاتستطيع ان تكتب مافي خوالجك على كولة الانكليز لا تبيح كل مافي قلبك طبعا حكمة قيمة وفيه الكثير ..وانا ثلاثون سنه هنا تعلمت الكثير.. فقط شي واحد اقوله وبالعلن لا أمن بمقولة.. عفا اللّه عما سلف وخصوصا مع البعثية
ام حسنين
2012-04-25
مشكلة العراق هو تطبيق مقولة((عفا اللّه عما سلف)) وطبق ويطبق على المجرمين محترفين بالقتل والاجرام ...زمن البعث كان كل يوم تسفك به دماء ..حيث كتبة التقارير كانوا يرفعون تقاريرهم ومنهم من شارك بأعدام الكثير من شباب العراق ..انا لي معلومات عن الذين كتبوا التقارير عن اخوتي وابناء عمومتي وكانوا من الجيران وشاركوا باعدامهم ايضا نعرفهم واحدا واحد..هل يعقل لو سنحت لي الفرصة ان اراهم وان اعفوا عنهم واسامحهم..لاورب الكعبة ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك