بقلم \ عبدالناصرجبارالناصري
قال الكاتب الليبي فرج أبو العشة أن الثورات تصنع بالدم وأن الثائرين لاينظرون الى مابعد الثورة فقد تكون النتائج سلبية أو قد تكون النتائج أيجابية ولكن أن تأتي ثورات جاهزة تقدم آيس كريم فهذه ليست ثورة , فكل الثورات قامت على أجتثاث ماسبقها لكي تؤسس الى مبادئ جديدة وحتى الثورات الأسلامية التي قام بها النبي محمد ( ص ) فهي قامت على أجتثاث الكفار الذين عاثوا في الأرض فسادا وتخلفا فالنظام البعثي السابق هو نظام دكتاتوري بأمتياز قائم على القتل والذبح ومثل هكذا نظام لايمكن أن يجتث بطريقة ديمقراطية ولايمكن أن تقدم لمن يحمل السيف والبندقية آيس كريم ولايمكن أن تحارب المدفع بباقة ورد فالمنطق يؤكد على التعامل بالمثل وأن أي نظام دموي يجب أن يعامل بطريقة دموية حتى يتم التخلص منه أن من أهم الأسباب التي أدت الى فشل العملية السياسية هو التهاون مع حزب البعث وجعلهم يتنفسون الهواء بعد كل الجرائم التي أرتكبوها بحق الشعب العراقي , وأنا هنا لاأتحدث عن فراغ وأنما أتحدث عن تجربة حقيقية عاشها الشعب العراقي فمنذ أعلان الولايات المتحدة الأمريكية سقوط النظام الصدامي في 942003 عاش العراق مرحلة خالية من المفخخات وخالية من أعمال العنف ويأتي هذا الهدوء النسبي الذي عاشه العراق بسبب هروب البعثيين وأختباءهم في جحورهم لأنهم كانوا يشعرون بأن المشانق تنتظرهم وأن المعارضين السابقون سوف يشربون من دماءهم , إلا أن هؤلاء المعارضين أعادوا نفس تجربة عفا الله عما سلف التي دمرت العراق وأعدمت عبدالكريم قاسم ونشأ عن هذا المبدأ تسلق حزب البعث الى السلطة وتم أعدام كل من تهاون مع البعث في عصر الزعيم وهاهو التاريخ العراقي يعيد نفسه وتقوم نظرية عفا الله عماسلف بتدمير العراق وقتل الملايين من العراقيين , وعندما شعر البعثيون بأن هؤلاء ليس أهلا للحكم وليس لديهم معرفة كافية بجرائم البعث لأنهم كانوا خارج المذابح التي يذبح بها الشعب العراقي فالغريب على البلد لايعرف مايدور ولايعرف تفاصيل الحياة المزرية والمبادئ الدموية التي كانت تطبق على العراقيين وللأجابة عل سؤالنا المطروح في عنوان مقالنا فنفترض أن هنالك مليون بعثيا وقامت العملية السياسية الجديدة بأعدامهم جميعا لحافظنا على 29 مليون عراقي آمن وبلد خالي من المفخخات والمفخخين وهذه الاعدامات لو نفذت بحق البعثيين لأنتج عن ذلك شعب متعظ من تجربة البعثيين ولن يعمل مع أي دكتاتور جديد ولكن عندما يشعر مسؤولو العراق الجدد بأن البعثيين لازالوا على قيد الحياة وهربوا من قبضة العدالة فالجميع يجرؤ على أرتكاب الفساد والجرائم لأنه يعرف بعدم وجود قضاء عادل يحاسب المجرمين والفاسدين وهاهم ضحايا النظام السابق يوميا يشاهدون من عذ بوهم وقتلوهم وتسببوا بأعدام ذويهم طلقاء ويتبخترون في الشوارع وأستلموا مناصب جديدة في العراق الجديد فأن هذا يعود على ذوي الضحايا بنتائج سلبية تزيد من حقدهم على العملية السياسية التي يفترض أن تنصف الضحايا وتجتث من سببوا في معاناتهم , وهذه المعاناة التي يعيشها الضحايا جاءت بسبب - فشل العملية السياسية في ملاحقة البعثيين - عدم أعدام البعثيين - أشراك الكثير من البعثيين في العملية السياسية - شيوخ العشائر ودورهم في حماية البعثيين - عدم أشراك الضحايا في عملية صنع القرار - دور المرجعيات الدينية في حماية البعثيين وذلك من خلال أصدار فتوى عفا الله عما سلف - تسييس قضية أجتثاث البعث وتطبيقها على بعثيين ورفعها عن بعثيين - دور المحاصصة الطائفية التي قسمت المجتمع العراقي الى مكونات وأعتبار حزب البعث محسوب على طائفة دون أخرى وهذا خطأ كبير لأن البعثيين من كافة الطوائف - عدم وجود سلطة قوية قادرة على أتخاذ القرارات بحق البعثيين - التعاطف مع البعثيين لكسب أصواتهم في الأنتخابات وفي ظل وجود البعثيين في العراق الجديد لايمكن أن يستقر يوما من الأيام لأن البعث وباء يصيب كل من يلامسه وسوف ينتقل هذا الوباء الى كافة أفراد المجتمع العراقي أذا لم تتم عملية مكافحته ومن المعيب على السياسيين أن يتناسوا جرائم البعث لأن هنالك أصوات برزت في هذه الأيام تنتقد كل من يشير الى جرائم البعث بسبب فشل المعارضين السابقين في معالجة ملف البعث إلا أن الكثير من المعارضين السابقين لازالوا يعارضون ولم يشتركوا في عملية سياسية يتواجد فيها بعثي واحد ملاحظة :- كتبت هذا المقال كرسالة أوجهها الى كافة شهداء العراق من ضحايا البعث والى الشهيدين الصدرين وأقول لهم بأن دعاتكم منعونا من الفرح في يوم سقوط عدوكم صدام حسين وأعادوا أعدائكم البعثيين الى عراقكم الذي قدمتم دمائكم من أجل رؤيته .
https://telegram.me/buratha