الحاج هادي العكيلي
لفد اطلق العرب هذا المثل على الشخص الذي لايلتزم ما اتفق عليه في تسيورات الليل الى المضيف وعقد الاتفاقات والاصرار على تطبيقها في النهار .ولكن عندما ياتي النهار لايتم الالتزام وتطبيق ما اتفق عليه في الليل .واليوم حال الوضع العراقي السياسي ينطبق عليه هذا المثل .فمنذ تشكيل الحكومة الحالية تمت اتفاقات اربيل في الليل المدمس بين الاطراف التي رعت تلك الاتفاقات في اربيل ولكن بعد تشكيل الحكومة والتصويت عليها في البرلمان كلام الليل قد مسح نصه وبقية الاطراف تتنازع فيما بينها كل طرف يرمي الكرة في شباك الاخر بانه هو الذي محى اتفاقات الليل الاربيلية والحال كل مواطن يعرف به ويحلل نوايا كل طرف من الاطراف ولكن المتضرر الاول والاخير هو المواطن والمواطن لايحرك ساكنا مكتفيا باللوم على نفسه لانه ذهب الى الانتخابات وانتخب القائمة الفلانية ،والاخر يصفق في يديه على المهزلة السياسية في البلد .والاخر يحلل الوضع على مصلحته الخاصة والقسم الاخر مكتفيا بسماع اخبار الفضائيات وشبكات الاخبار الكترونية والصحف والاذاعات العالمية والمحلية لايعرف ان يخرج بمحصلة للحقيقية الامور السياسية التي تحدث في البلد .وبالاخير نقول الطيور على اشكالها تقع . وبدا الكلام سوف نوفر الخدمات الى ابناء الشعب العراقي وخاصة في المناطق المحرومة من كهرباء وماء صالح للشرب وبناء مدارس وتوفير الخدمة الصحية مجانا والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل والقائمة تطول وتعرض ولكن لتطبيق لم يجني المواطن العراقي غير التصريحات الرنانة ونقول (حجي الليل يمحيه النهار ).ولقد اصدر مجلس النواب كثير من القوانين التي تصب في صالح المواطن العراقي منها مايخص زيادة اسعار المحاصيل الزراعية واعطاء منحة للطلبة الجامعات وزيادة رواتب المتقاعدين وغيرها من القوانين ولكن لم تاخد طريقها الى التنفيذ بسبب وضع الحكومة امامها كثير من العراقيل ولتصبح (حجي الليل يمحيه النهار ).واليوم الازمة السياسية التي تعصف بالبلد بسبب الاختلافات في وجهات النظر حول المصالح الحزبية والشخصية ولكل يريد ان يظهر بانه البطل الاسطوري امام الشعب العراقي لا من اجل مصالح الشعب بل تحقيق المصالح الشخصية والحزبية والشعب العراقي المسكين يتابع الاخبار عن طريق الفضائيات او الشبكات او الصحف او الاذاعات الدولية او المحلية منظرا عن اعلان عقد الاجتماع الوطني ولكن دون ان يعرف موعد انعقاد الاجتماع الوطني عسى ان تكون هناك فسحة امل في الافراج ان الازمة السياسية بس يسمع كلام ان اللجنة التحضرية اجتمعت اليوم او سوف تجتمع عن قريب دون وجود اي حل الى الازمة ويبقى (حجي الليل يمحيه النهار .ووزارة التخطيط العراقية تقول ان ثلث العراقيين يعيشون في ظروف متدنية وخاصة في المحافظات الجنوبية الاكثر حرمانا والتي كانت لها الفضل الكبير في ايصال السياسيين اليوم على سدة الحكم بفضل تضحيات ابناء تلك المحافظات ومقارعة النظام البعثي الصدامي البائد وكانت الوعود لتلك المناطق بان نجلعها من افضل المدن العراقية ونعوضها محروميتها ونرعى ابنائها وعوائل الشهداء والايتام ولكن (حجي الليل يمحيه النهار) والذين قالوا ان المرجعية هي الصمام الامان الى العملية السياسية في العراق فقد فعلت المرجعية دورها في كتابة الدستور والى دعم الانتخابات والمحافظة على وحدة الشعب العراقي ونبذ الطائفية واليوم يقومون بسحب الحمايات عن المرجعية واستهدافها من اجل ان تغير موقفها الثابت عن ما يجري على الساحة السياسية ويطالبونها بان تقف معهم وهم لم يقدموا اي ما وعدوا الشعب به اثناء الانتخابات ليبقى (حجي الليل يمحية النهار ).
https://telegram.me/buratha