المقالات

العدالة العرجاء ومحنة الكورد الفيليين

796 19:25:00 2012-04-25

العدالة العرجاء ومحنة الكورد الفيليين

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يتفق ذوي الضمائر والمنصفين على أن الجرائم المرتكبة بحق أبناء وطننا من الكورد الفيليين، من نمط لم يكن مسبوقا في تاريخ البشرية، فلم يحصل أن عامل نظام حاكم مكون من مكونات شعبه بالكيفية البشعة التي عومل بها الكورد الفيليين، فقد تعرض الرجال منهم لحملة إبادة جماعية، ومن بقي من النساء والأطفال نقلتهم سيارات الأيفا العسكرية إلى الحدود، وسيقوا إلى الجانب الآخر منها عبر حقول الألغام ليتحول قسم كبير منهم إلى أشلاء ممزقة، وجرى اغتصاب جماعي من قبل ذئاب النظام للحرائر الكورديات الفيليات، وصودرت أملاكهم التي بنوها بعرق جباههم، وسلمت تلك الأملاك لأزلام النظام ورجال أمنه، وتكشف تلك الجرائم الخزي والعار والشنار الذي تلفع به النظام البعثي، ومن مفارقات التاريخ أن يمضي زمن ليس بالقليل على اقتلاع نظام البغي ألصدامي من دائرة التأثير في حياتنا، ولم يعد ولو جزء يسير من حقوق واستحقاقات الكورد الفيليين، وكأنما لم تقل العدالة كلمتها بعد، فما زالوا يطرقون أبواب المسؤولين لاستعادة جنسيتهم التي أسقطت عنهم ظلما، ومازالت ممتلكاتهم بأيدي الغاصبين يرتعون بها، وما تزل جراح الفيليين نازفة،ولم نسمع خبرا عن  لكن مع ذلك كله وبلا حياء من التاريخ، وبلا خوف من سطوة سجله التي لا تثبت إلا الحقائق، تمتد أيادي رجال في الدولة العراقية الجديدة التي تقول أنها النقيض الطبيعي لنظام القهر الصدامي، وأنها وراثة آلام المقهورين، ليس لمصافحة الجلادين والصفح عنهم فحسب، بل للعمل سوية في مشروع غير واضح المعالم أطلقوا عليه زورا اسم المصالحة الوطنية..إن جراح المظلومين فاغرة فاها، ودعواتهم تشق عنان السماء تشكو إلى الله تعالى الحيف الذي لحق الإنسان من ظلم أخيه الإنسان.. لقد تحمل الأشقاء الكرد الفيلية عذاب السنين الغابرة من الهجرة القسرية والقتل والابادة الجماعية،و"جلّهم إنشغل في سنيـن النفي بلعق الجراح ومحاولة لملمة أو كسب قوت يومي يقيهم شرور الزمان" كما تقول الفيلية الصابرة زهراء محمد شقيقة الشهداء الفيليين الثلاثة الذين أقتلعوا من  خارطة الوجود بليلة بعثية ظلماء، وآن الأوان أن تعمل العدالة بما يقتضي المنطق، بأن تنصف المظلوم قبل أي خطوة نحو الظالم، ولن يتم أنصاف الكورد الفيليين إلا باعتذار علني تقدمه الدولة العراقية بما هي دولة وليست نظام، فقد زال النظام السابق ولكن الدولة باقية وهي مسؤولة عن محو آثار كل ما خلفه، وبتعويض الفيليين التعويض المادي والأدبي  العادل والسخي، وإعادة ممتلكاتهم والقصاص من جلاديهم وبخلافه تكون العدالة عرجاء...     

كلام قبل السلام: لقد أحترفت معظم القوى السياسية تشخيص الداء، وكان تشخيصها دقيقا، لكنها عجزت تماما عن وصف الدواء لأن الأمر يقتضي أن تتناوله هي أولاً..! أعيدوا قراء هذا المقطع مرات لطفا...!

سلام...

17/5/425

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-04-25
ياسيد العجرش انا فقدت اربعة من اخوتي كبيرنا مصطفى وفاضل وابراهيم وصغيرنا ذو ثلاثة عشر سنه زهير..واولاد اعمامي طه طبيب وعمران مدير شركةوسلمان موظف ومحمد ضياء رئيس المترجمين في شركة..وصالح وسامان وعلاء الدين وفلاح الدين هولاء كلهم شباب كانوا الذين شاركوا بااعدامهم من ابناء الجيران. واحد المجرمين الذين شاركوا بااعدام اخوتي وابناء عمومتي يرتقي منصب كبير في الدولة. القانون في العراق مجقلب حيث يعاقب المظلوم ويكرم المجرم الذي ذبح العراقيين. نحن نريد استرجاع حقوقنا واموالنا واملاكنا وهذه ليست منة من احد
زهراء محمد
2012-04-25
الف شكر لسيد قاسم العجرش الذي تطرق الي محنة الكورد الفيلية شرفاء العراق هم من يحس بالظلم الذي انزل على الكرد الفيلية منذ عقود ولليوم حيث لامبالات والمتعمد ايضا. لااعرف كيف ابدأ بشرح معاناتنا..حيث نحن في دوامة البحث عن رفات احبتنا الذي غيبهم النظام البعثي المجرم، ام اشرح مانواجه من امور يجعلك تبكي وتصرخ ((حقوقنا المفرهده))هل تعلم الحكومة مايجري علينا في دوائر الدولة هناك حزم من التعجيزيات وضعت ويدعي انه قانون؟!اي قانون هذه حقوقي سرقت وبصت واريد ان استرجعه.. يارب السماء اين انت من محنتنا .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك