المقالات

أين الاسلاميون ؟ وهل فشلوا ؟ /

542 11:21:00 2012-04-26

حافظ آل بشارة

كثير من الاسلاميين العراقيين خائفون من نتائج التجربة السياسية الحالية ، هؤلاء ليس لديهم اعلام ينشر آراءهم ، يعتقدون ان تعثر نظام الحكم الراهن معناه ان الاسلاميين فشلوا سياسيا ، فتنشأ عملية استقراء خاطئة تقول ان الاسلام ليس دين سياسة او ادارة حديثة ، ويأتي آخرون ليعززوا هذا التصور بالقول ان حكومة الاسلام انتهت في زمن النبي والخلفاء ، لأن مملكة بني امية وبني العباس ليست اسلامية ، وما تلاها من دويلات وصولا الى الدولة العثمانية كانت سلطنات ملكية بغطاء اسلامي ، ربما تجربة ايران فقط قابلة للقياس والتقييم باعتبارها حكومة فقهاء ، لكن اعداءها شوهوا صورتها اعلاميا فلم تعد تسترعي الانتباه ، أما حركة التكفير الحديثة فنموذجها حكومة طالبان المرعبة التي شكلت باشراف المخابرات الغربية لتشويه صورة الاسلام . أما الاسلاميون العراقيون فهم ورثة المفكر المجدد محمد باقر الصدر الذي قدم نموذجا نظريا لحكومة الاسلام لم يظهر في تجربة العراق بل ظهر نموذج بريمر ، لكن التجربة سجلت باسم الاسلاميين الشيعة ، وقد حملوهم اوزارها ، مثلما يحمل المستشرقون مسؤولية النموذج الاموي والعباسي للاسلام ونبيه دون تمييز ، الاسلاميون في العراق حاولوا الاندماج بالمشروع الديمقراطي التقليدي فقط والسلام . وقريب من العراق هناك الربيع العربي الذي تستولي عليه تيارات اسلامية تدريجيا فيها المعتدل والمتشدد والمجهول الحال ، لا أحد يستطيع التكهن بما يحكمون . بلدان الغرب اصبحت الآن تفكر بالاسلام أكثر لماذا ؟ لأن المجتمع الغربي يشيخ ويتناقص السكان وينقرض نظام الاسرة ، والجاليات الاسلامية هناك تتسع ، والهجرات الاسلامية الى الغرب تتفاقم ، يقولون ان اوربا وامريكا الشمالية ستصبح بلدانا مسلمة خلال خمسين سنة ، الغزو السكاني الاسلامي بديل للغزو السياسي او العسكري ، لاحتواء الموجة يريدون مسلمين (نص ردن) يستبدلون الكنيسة بالمسجد وابوك الله يرحمه ، يصوغون نموذجا عالميا للشراكة المستقبلية بين الغرب والاسلام ملخصه : (المسلم الجيد هو اللبرالي الجيد) ويبرهنون رأيهم قائلين : لو تم تفكيك مشكلة ادارة الحكم في اي بلد اسلامي ستظهر قواسم مشتركة اكثر مما نتصور بين العلماني والاسلامي ، فالقطاعات الخدمية محايدة وغير قابلة للادلجة وتشكل 90% من عمل اي حكومة ! وفي التشريع اغلب القوانين لا علاقة لها بالدين وهي لعامة البشر ، وفي تنصيب الحكام الانتخابات هي البيعة ، الهامش الضيق الذي يميز الاسلام سياسيا ممكن التطبيق ، فالاسلام يضيف لواجبات الحكومة فرض الحجاب وتحريم الربا ومنع المعاصي العلنية الجماعية ، وحماية المجتمع من الضلال وحفظ هويته . الآن التجربة في العراق لا هي تجربة اسلاميين على وجه ، ولا لبراليين على وجه ، ما يعانيه البلد من ارهاب وفساد وبطالة وفوضى وتوقف خدمي وتنموي وصراع سياسي ليس سببه الاسلام ولا العلمانية ، لان هذه التجربة لا تنتمي سياسيا الى اي منهما ، يبدو ان القضية تتعلق بطبيعة المرحلة التأريخية ، انها حقبة ما قبل الدولة وما قبل السياسة ، يمكن تسميتها حقبة القبائل التي ربما تأتي بعدها ما يسمونه بالعصبة الخلدونية ، وهذه قضية ثانية تحتاج الكثير من الكلام ، والله اعلم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك