كاظم الموسوي
إنجاز السيادة والاستقلال السيادة والاستقلال هدف سامي وأساسي في منهج ومتبنيات المجلس الأعلى، وقد سعى إلى تحقيقه منذ شروعه في علمية الكفاح المسلح ضد النظام المقبور ولم تكن مشاركته في العملية السياسية بعد سقوط النظام إلاّ عن قناعة ووعي بأن هذه العملية سوف تؤدي بالنتيجة إلى إنجاز السيادة والاستقلال، وعندما سُئلَ شهيد المحراب الخالد عن سبب مشاركته في مشروع التغيير الأمريكي قال (ان الأمريكان شريك واقعي وليس شرعي) وهذا يعني إنّ السيّد الحكيم كان يقدر مصلحة وجود الأمريكان كأمر واقع لا بُدّ منه، وفي نفس الوقت كان يعمل على اقناع القاعدة الجماهيرية التي انهكتها سياسة النظام البائد وجعلتها ترضى بالحلول التي تخلصها من براثن نظام البعث المقبور حتى لو كان ذلك على حساب السيادة وكان يعمل على إقناعها بأن الأمريكان شريك غير شرعي ويحتاج الى تظافر الجهود من أجل خروجه من العراق بالطرق الدبلوماسية التي تحقن دماء العراقيين، ولو دخل السيد الحكيم وإتباعه في مواجهه مع الأمريكان في وقتها لأريقت دماء كثيرة من دون الوصول الى نتيجة لعدم تكافؤ ميزان القوة بين العراق وأمريكا، وعندما سُئلَ عزيز العراق (رض) عن تعريفه للوجود الأمريكي قال ( لو كان احد يمتلك القوة طلب منكَ أنّ تعطيه غرفة في بيتك أو تعطيه البيت كله ماذا كنت تصنع ؟ قطعاً كنت تعطيه غرفة واحدة ومن ثم تتفاوض معه عليها إما تخرجه منه بطريقة سلمية او تستعيد قوتك وتخرجه من بيتك بالقوة) وهذا ما حصل فعلاً في موضوع الاحتلال الأمريكي فقد استطاع السيد عبد العزيز الحكيم بحكمته وكياسته ان يقطع جميع الطرق أمام من أراد ان يشعل فتيل أزمة بين الكتل السياسية والقوات الأمريكية، وكان دائماً يطالب بخروج الأمريكان بالطرق السلمية وكان يرفض رفضاً قاطعاً من يرفع شعار المقاومة المسلحة لأنه كان يعِ جيّداً بأنها غير مجدية والتاريخ شاهد على ان من تبنى نظرية المقاومة المسلحة هوالذي ساعد على بقاء قوات الاحتلال فترة أطول والدليل ان جميع من كان يدعي المقاومة المسلحة هي الحل في خروج القوات الأمريكية من العراق عاد وصفق وهلل بعد خروج الأمريكان من العراق وفق اتفاقية دولية سلمية لم تكلف العراقيين سوى صبرهم وتحملهم بعد ان تحققت السيادة الكاملة من دون إراقة الدماء وبالطرق الدبلوماسية وانتصرت الدبلوماسية على أفواه المدافع التي كانت تضر بالمواطن العراقي أكثر من ضررها بقوات الاحتلال.إنّ الاتفاقية الأمنية التي أبرمت بين العراق وأمريكا والتي على أثرها خرجت القوات الأمريكية من العراق كان لقيادة المجلس الأعلى المتمثلة بالسيّد عبد العزيز الحكيم الدور الفاعل في انجازها وإقناع جميع الأطراف بضرورة الألتزام بها وعدم التعرض للقوات الأمريكية حتى يتم تطبيقها على ارض الواقع لكي لا نعطي للمحتل ذريعة وسبب للبقاء أطول فترة ممكنة، وهناك حقيقة يجب ذكرها في هذا المقام وهي ان الذي ساعد على بقاء المحتل أطول فترة ممكنة هم الذين رفعوا شعار المقاومة الزائف وما ان توقفت العمليات التي تستهدف القوات الأمريكية أصبح الأمريكان أمام الأمرالواقع في ضرورة تطبيق الاتفاقية الأمنية والخروج من العراق بالوقت الذي حددته الاتفاقية.ولا زال المجلس الأعلى يسعى الى انجاز السيادة والاستقلال الكامل وإقناع الدول الإقليمية والعالمية للمساعدة في خروج العراق من البند السابع لكي يعود العراق إلى مصاف الدّول الأعضاء في الأمم المتحدة وهو شامخ يشق طريقه الى البناء والأعمار والازدهار ورفاهية المواطن العراقي والذي يعتبر هو الأساس في المعادلة بناء الدّولة, ان المتبنيات الثمانية التي ذكرناها في هذا البحث المقتضب عن مشروع المجلس الأعلى الإسلامي العراقي تجاه الوطن والمواطن هي كفيلة بخروج العراق من دوامة الأزمة الداخلية والتي تجعله قوياً للوقوف بوجه الأعداء في الداخل والخارج، والمجلس الأعلى يسعى الى تحقيقها من خلال بناء علاقات وطنية حميمة مع الجميع وكذلك بناء علاقات إقليمية ودولية وتوعية الشارع العراقي على اختيار الأصلح في الانتخابات البرلمانية, ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يسعى من خلال تحقيق هذه المباني الى الحصول على أصوات اكبر عدد ممكن من الناخبين لكي يكون مؤهلاً لقيادة القرار التشريعي ومن ثم قيادة القرار التنفيذي وهو السبيل الى تطبيقها على أرض الواقع والخيار يبقى أوّلاً وآخراً بيد الناخب العراقي.
https://telegram.me/buratha