المجلس الأعلى وحزب الدعوة والتحدي الشيعي في الأنتخابات القادمة
كاظم الموسوي
في خطوة تبدوا غريبة بعد انقطاع طويل وتوتر غير معلن بالعلاقات بين حزب المجلس الأعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة جناح السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ونقلت وسائل الأعلام لقاء جرى بين وفد من كلا الطرفين الأحد لبحث العلاقات المشتركة وشكل التحالفات المستقبلية وطبيعة التحالف الشيعي في الأنتخابات القادمة .
المجلس الأعلى الذي يحمل رؤى ومواقف ثابتة وواضحة منذ تغير النظام السياسي في العراق بعد سقوط الطاغوت ولعب دورا كبيرا في أيجاد توازنات في العلاقة بين الفرقاء السياسين ونتج عن ذلك استقرار نسبي في الوضع السياسي واستطاع ان يكون محورا للتوافق السياسي الشيعي بين الكيانات السياسية الشيعية المشاركة في العملية السياسية ولم يقف تسنم موقع رئاسة الوزراء عقبة في طريق علاقات المجلس الأعلى مع منافسه على هذا الموقع السيد نوري المالكي وبقيت هذه العلاقة ايجابية مع كل ما حصل من جفاء من طرف حزب الدعوة وعدم التفاته الى ضرورة التماسك في العلاقة مع المجلس الأعلى من اجل الحفاظ على المكتسبات التي حصل عليها المكون الشيعي من جراء التحالفات التي وحدت صفوفه وجمعت أصوات ناخبيه في وعاء واحد .
ان التقارب في العلاقة وتوزيع الأدوار بين قيادتي المجلس الأعلى وحزب الدعوة سيكون أثره ايجابي على الوضع السياسي في العراق وعلى وحدة وقوة الصف الشيعي الذي تصدع بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم (رض) .
ان ما يمتلكه المجلس الأعلى من مميزات عديدة أهلته ان يكون الطرف الذي يحفظ التوازن في البلد وكذلك هناك مميزات عديدة يمتلكها حزب الدعوة اذا ما اجتمعت سوف يكون مستقبل التوافق والتحالف بين هذين المكونين هو الذي يحفظ مسار العملية السياسية في العراق.
ان على المجلس الأعلى وحزب الدعوة العمل على تعزيز العلاقة فيما بينهما والتواصل المستمر في الأجتماعات المشتركة ووضع ضوابط وقواعد لتلك العلاقة وفتح مسارات عديدة لها تشمل الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات في عموم العراق .
وعليهم التفكير بجديه في تشكيل لجان مشتركة لبحث موضوع الأنتخابات المقبلة في مجالس المحافظات وضرورة ان تتحد قوى الطرفين من اجل الحصول على مقاعد في هذه المجالس تؤهلهم لتفعيل القوانين وإقرار المشاريع التي تخدم المواطن العراقي في عموم البلد .
وعلى هذه اللجان الأستمرار في العمل لحين الأنتخابات البرلمانية التي يحدد فيها مصير الموقع الحكومي الأساسي رئاسة الوزراء فاذا فكرت القوى الشيعية في بقاءها على مقعد رئاسة الوزراء عليها ان توحد مواقفها وتنبذ جيمع خلافاتها وتضع أمامها مصلحة البلد اولا ومصلحة اتباع اهل البيت (ع) ثانيا .
ان تحسن العلاقة بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة يعني فك الأزمة ويعني قوة موقف المفاوض الشيعي مع الأطراف السياسية الأخرى ويعني عدم ضياع الجهود التي بذلت من اجل حفظ اللحمة الوطنية والحفاظ على النظام الديمقراطي الجديد ونسيان الماضي والتوجه لخدمة المواطن وتسخير كل الجهود لبناء واعمار العراق
https://telegram.me/buratha