حافظ آل بشارة
الأزمة السياسية دائما وقودها الناس ، رغم ان ابطال الأزمة يتباكون على الناس ! عندما تظهر كتلة شريفة تفكر بانقاذ البلد فعليها ان تقود الجمهور أولا لانه غاية الاصلاح ووسيلته ، ولا يجري الانقاذ الا بتيار شعبي يستخدم فرصة الانتخابات بوعي لاستبعاد الجماعة الفاشلة وايصال الجماعة المؤهلة الى مواقع الخدمة ، في النظام الديمقراطي يختفي الصراع ويظهر التنافس حول : من يستطيع اقناع الجمهور بأنه الاصلح ؟ سباق في فن الاقناع ، ربما هناك جماعة هي الاصلح ، لكنها غير قادرة على اقناع الناخب بذلك ، لقصور في اعلامها وخطابها ، سوق السياسة تشبه سوق السلع والناخب هو مستهلك سياسي ، قد لا يعرف القيمة الحقيقية للبضاعة لكنه ينجذب ببراعة التسويق والعرض المقنع ، الجمهور العراقي الحالي هيمن عليه الطواغيت مدة طويلة ، والحقوا به اضرارا ثقافية ونفسية هائلة ، حتى اصبح العقل الباطن للمواطن يخشى السياسة والخوض فيها ، او يشعر بالتسليم القدري تجاهها ، هناك سطحية في الادراك الجمعي لذا تستهوي الناس جاذبية الشخصية القيادية او المرشحة بحركاتها الاستعراضية اكثر مما يستهويهم محتواها الاخلاقي او الفكري ، وعندما يشاركون في انتخابات للمرة الاولى يستجيبون للشعارات والخطابات ويفضلونها على البرنامج الانتخابي الرصين ، وتتفاقم هذه الحالات في المجتمع الذي ترتفع فيه نسبة الامية ، والرأي العام في هذه الحالة لا يميل كثيرا الى التدقيق والاستنتاج والاكتشاف بل يندفع بقوة وراء الاشاعات والانفعالات ، في هذا الجو يستغل الساسة البارعون مشاكل المواطن المادية والمعنوية وتطلعاته لكسب ثقته ، الانسان بحاجة الى انتماء لكي يحقق مايسمى (تاكيد الذات) أو رغبة العيش ضمن جماعة كرغبة طبيعية لدى كل انسان ، اذا وجد المواطن زعيما او حركة ترفع شعار الانتماء الى الاتجاه نفسه يشعر بالانجذاب اليها ، وفي أي بلد يعمه الفساد وتضعف فيه سلطة القانون ويتدهور الأمن يشعر المواطن بالحاجة الى الحماية فتصبح الاحزاب ذات الماضي القتالي او الشخصيات ذات التأريخ الكفاحي والتضحوي اكثر جماهيرية ويلتف حولها الناس لانهم يشعرون الى جوارها بالحماية ، خاصة عندما يستعين البعض بقصص مفبركة تشرح كيف ان احد مؤيديهم تعرض الى اعتداء في منزله وما هي الا لحظات حتى امتلأ الشارع بانصاره المسلحين الذين طوقوا المعتدين واجبروهم على الاعتذار ودفع دية ، الناس جميعا يتمنون الانتماء الى هذه الحركة التي تحمي افرادها و(تاخذ بوش) كل من يعتدي عليهم ، يقابل ذلك الحركة التي يعتدى على افرادها ويهانون ولا يدافع عنهم أحد فهم (حايط نصيص) فيتضائل جمهورها الانتخابي لأن الشارع يقرأ بدقة هذه المعاني . الجماعة الاصلاحية عليها ان تفهم هذه المعادلات ، ثم تدرس محيطها الاجتماعي وتعرف توجهاته وعواطفه وحاجاته المادية والنفسية ، الجماعة المصلحة يجب ان تستخدم تستخدم ثلاثي الهيمنة الاعلامية : (الاستبيان الميداني ومعطياته ، البلاغ النوعي وليس الكمي ، اصول الحرب النفسية ) تعمل باخلاص لله وما كان لله ينمو .
https://telegram.me/buratha