المقالات

الحكيم ومنطق (لاغالب ولا مغلوب )!!

558 10:55:00 2012-05-02

عون الربيعي

مع حالة الحراك السياسي وتوجه بوصلة الحملات الاعلامية الى جهات جديدة لم تكن طرفا في النزاع سابقا خصوصا بعد دخول زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الحلبة ووجود حالة من شبه الاجماع على ضرورة ان يغير رئيس الحكومة من مواقفه وادائه خلال الفترة المقبلة ويعمل على الانفتاح على اطراف العملية السياسية عبر تقديم التنازلات وايجاد تسويه للاوضاع الراهنة وماصاحبها من مشاكل وفي ظل حالة اللامبالاة من قبل بعض الكتل السياسية التي اعتادت على العيش في ظل اجواء الازمة كونها لا تريد الوصول الى حل المشكلة السياسية العالقة منذ أكثر من عامين منتهجة اسلوب المماطلة والمراهنة على كسب الوقت لإبقاء الحال كما هو عليه الآن، حتى وصلت الأمور الى التشكيك وسوء الظن بدلاً من سيادة التعاضد والتراضي المطلوب توفرها لبناء مشروع الدولة.وسط ذهول وضياع المواطن العراقي الذي بقي ينتظر طيلة العامين الماضيين إلى أيجاد الحلول للمشاكل التي تعترض العملية السياسية ولكنه للاسف لم يحصل على شيء بل ظل فريسة سهله وسط كل هذه التقاطعات والتراشق الإعلامي الذي أصبح سمة غالبة على اداء الكتل . فعدم وجود مواقف موحدة ازاء القضايا الاساسية وشوؤن البلاد وعلاقاتها الخارجية ومواضيع اكثر حساسية من قبيل توفير الخدمات والاهتمام بتحسين اوضاع المواطنين كما ان عدم الجدية وغياب التوجه الجاد لحفظ المشروع الوطني،جعل هذا المواطن يستشعر تنامي حالة الإحباط واليأس من الشركاء الحاليين الذين لايفكرون الا في مصالحهم ومصالح كتلهم واحزابهم ،حتى تحول حديث المواطنين والشارع العراقي بان المسؤولين في الدولة العراقية الحالية سوف لن تنتهي أزماتهم ومشاكلهم المتوالية والتي باتت تتوالد مما ينذر بسقوط المشروع السياسي في النهاية , الامر الذي احس العراقي بأنه سيستمر بالعيش في وسط مشحون بالازمات مع ارتفاع معدلات التوجس والخوف على مستقبله ومستقبل وطنه، بأستثناء بعض الشخصيات السياسية التي اثبتت انها تقف على الدوام وفي كل الظروف مع المواطن ومع مظلومية هذا الشعب وتريد الدفع بأتجاه عقد اللقاء الوطني بأسرع وقت ممكن مركزة على مبدأ لاغالب ولامغلوب وترك الاشتراطات المسبقة التي ستقود الى التصعيد والتقوقع وخلق مزيد من الاصطفافات والتخندقات بين الفرقاء, ان منهج المجلس الاعلى ورئيسه عمار الحكيم ومواقفه المبدئية من الازمات وعموم العملية السياسية مواقف حق ترتكز على قاعدة رصينة هي قبول الشعب لها وتفاعله مع تفاصيلها وستقود ان اخذ بها الفرقاء الذين تسعى بعض الدوائر المحيطة بهم الى منعهم من الاستماع الى صوت العقل ولغة التعقل المفروض تبنيها في اوقات تصاعد الازمات واشتداد الخلافات دون الالتفات الى بعض الحساسيات والهواجس النابعة من مخاوف غير واقعية حيث تصور مواقف الحكيم من قبل هولاء على انها محاولات للسيطرة وجر البعض للانسياق الى ساحة الخطاب المعتدل بأسم الوطنية وعلى حساب لغة المكون وهذا تصور خاطىء لايصمد امام سيل المبادرات التي طرحها منذ اندلاع شرارة الازمات والتي اراد منها بشكل واقعي واضح تنبيه جميع الاطراف لخطورة الموقف ولكي يتحقق ولو الحد الأدنى من التواصل بين الأطراف المتقاطعة على حساب مصالح المواطنين، بالرغم من توفر القواسم المشتركة بينها،إلا إنها تنأى بنفسها من الوصول الى الحلول المرضية وهذا ما شكل عائقاً حقيقياً أمام عقد اللقاء الوطني حتى الان ,,ان على الكتل السياسية ان تفهم وقبل فوات الاوان عدم عقد اللقاء الوطني كونه المدخلية الصحيحة لحل المشاكل العالقة، كما ان ترك الامور على ما هي عليه ربما سينسف الوضع بشكل كامل ونهائي خصوصا مع عدم وجود مبررمقنع لاستمرار وتعزيز القطيعة التي يحاول البعض من خلالها الانفراد بالقرار السياسي وإدارة.وربما يشكل هذا العائق أحد أهم الأسباب التي أدت الى التراجع السياسي في البلاد خصوصا اننا امام مفترق خطير جدا فأما ان نستمر اونتراجع وهذا ما لانتمناه في أي حال من الاحوال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك