أبو طه الجساس
يذكر في احد الروايات الإسلامية أن احد الأنبياء (ع) كان حزين فأراد الله سبحانه وتعالى أنّ يسره فأوحى إليه ان انظر في مياه النهر وتمعن في وجهك فرأى وجهه ُ مكتسياً باللحية فسره ذلك فعلم أنها هدية من الله سبحانه, وفقهياً حلق اللحية من جذورها باستعمال شفرة الحلاقة بصورة متعمدة يعتبر مخالفة شرعية, ولا تقبل شهادة من يقوم بذلك في القضايا الشرعية, والالتزام بالشرع الإسلامي لا ينظر فيه إلى الجزئيات بل ينظر إليه كالتزام بأوامر الله سبحانه,عن الرسول محمد (ص) قال احفوا الشارب وأفوا اللحى, وفي البلاد الإسلامية عادة ما يكون القانون الوضعي لا يخالف الشرع الإسلامي ومن يقوم بإصدار قوانين مخالفة للشرع يعتبر ذو نهج غير مهتم للتعاليم ألإسلامية وكان صدام حسين يجاهر بكثير من المخالفات ضد الدين من تعاليم وشرع باعتباره رجل مشهور بامتياز بمخالفاته الشرعية والقانونية, ونحنُ بعد سقوط النظام ألصدامي استبشرنا خيراً بأن يمارس الناس تعاليمهم الإسلامية بدون أي ضغوطات ومنع, وفعلاً أصدرت وزارة الداخلية العراقية قرار لا يجبر الضباط فيه المراتب على حلق اللحية, إلاّ أنّ المفاجئة كانت في التطبيق حيث استغل معظم آمري الوحدات العسكرية سلطتهم في إجبار الجنود على حلق اللحية بصورة جبرية, وقلنا في وقتها إن الضباط البعثية هم من يروجون هكذا أفكار وأساليب ألا ان المفائجة الاكبر هي خبر إصدار السيد القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قرار بإلغاء القرار السابق الصادر من وزارة الداخلية الذي يسمح فيه بإطلاق اللحية بضوابط محددة وما يثير العجب أن الأخ المالكي هو من حزب إسلامي ويعتبر هذا القرار مخالفة صريحة للفقه الإسلامي وتجاوز على شرع الله, مما يفقد الثقة به كقائد لحزب إسلامي ويضع الشكوك عليه وعلى حزبه,, وهنا لا بُدّ من الإشارة بأن الدين يهتم باللحية, وتنظيفها وجمالها ويذكر الكثير من فوائدها ولا يعاقب من لم يطلق لحيته, ولكنّ يفقد ميزة مهمة وعلامة من علامات المسلم المتدين, وهي مدخل شكلي لباطن مؤمن بشرط تطبيقه باقي التعاليم الدينية الشريفة والفقه الإسلامي يسمح بحلق اللحية في حالة عدم اكتمالها أو تكون مصدر إزدراء للشخص حفاظاً على شكل وهيبة حاملها.
https://telegram.me/buratha