خضير العواد
العلاقات الخارجية لأي بلد يجب أن تنصب في مصلحة الشعب العامة ، أي أن جميع المسؤولين الموجودين في العملية السياسية يجب أن ينصب عملهم وأجتهادهم في هذه المصلحة ، وهذه فائدة العلاقات الخارجية لجميع بلدان العالم وإذا تطلب سفر مسؤول ما رسمياً لأي بلد فأنه يناقش ويدافع عن مصالح شعبه وحكومته التي تمثل الشعب ، ومن الصعب أن تجد مسؤول يستغل منصبه وعلاقاته الخارجية من أجل مصلحته الشخصية أو مصلحة مكونه وكذلك مصلحة الدولة التي يسافر إليها على حساب دولته ، وفي كثير من الأحيان تستغل علاقة المسؤولين مع الدول في مصلحة شعوبهم من الناحية الأقتصادية والسياسية وحتى العسكرية وقد تطفئ نيران حروب بسبب هذه العلاقات التي تحتاجها وتستغلها أكثر البلدان في العالم، ولكن الذي يحدث في العراق العكس تماماً فألمسؤول لايعنيه بلده أو شعبه بل يعنيه نفسه ومن ثم تنظيمه ومكونه وتخصص سفراته لهذا الغرض ، بل في كثير من الأحيان ينظر المسؤول العراقي لمصلحة البلد الذي يسافر إليه حتى يحصل على رضاه ودعمه من أجل مكاسبه الشخصية أو محاولة منع أي تحرك يعود بالفائدة على العراق وشعبه تحت عذر إضعاف الحكومة كما ظهر ذلك من تحركات أعضاء القائمة العراقية في منع عقد إجتماع القمة العربية في بغداد، وقد ظهر هذا جلياً من خلال سفرات المسؤولين وما ينتج عنها ، فأكثر البلدان التي يسافر إليها أغلب مسؤولينا تكون حكوماتها على غير وفاق مع حكومة بغداد بل في كثير من الأحيان تصل العلاقة الى العداء كما هو الحال مع السعودية وقطر وتركيا ، علماً إن الحكومة المركزية ليس عندها أي علم بسفر المسؤولين بل تعرف بخبر سفرهم كما يعرف المراقبون والناس العاديون من مصادر الإعلام المختلفة وفي كثير من الأحيان عندما يتسرب خبر السفر يحاول مكتب المسؤول تكذيبه ولكن إعلام الدولة المسافر لها يفضحهم ومن ثم يتم ترقيع الخبر بعذر أقبح من الفعل ، وعندما يعود المسؤول وتسأله الصحافة عن نتائج سفرته فيكون الجواب جاهزاً لمناقشة القضايا التي تهم البلدين وهو الذي قد صرح في ذلك البلد تصريحات أكثر عداوة لحكومته من تصريحات ذلك البلد كما هو الحال مع تصريحات الهاشمي في قطر والسعودية وتركيا وأيضاً النجيفي في تركيا والبرزاني في أمريكا وعلاوي في السعودية وقطر و المطلك في قطر، وبعض المسؤولين يلتقون بالحكومات المجاورة أكثر من لقاأتهم مع أعضاء حكومتهم كما هو الحال مع علاوي وكذلك النجيفي مع أعضاء الحكومة التركية ، وفي كثير من الأحيان يعقد مسؤولينا إجتماعات خارج العراق بالإضافة الى مسؤولي تلك الدول ويكون محور النقاش في كيفية إضعاف أو تغير الحكومة المركزية كما هو الحال في الإجتماع الأخير للبرزاني والهاشمي ولحق بهم النجيفي في تركيا، كل هذه التحركات لمسؤولينا في الخارج في مصلحة من تصب ؟؟ ومن هو المستفيد منها؟؟؟ وأين مصلحة شعبنا فيها ؟؟؟ ولماذا لا تحاول الحكومة في تقنينها والسيطرة عليها ومنع كل ما يضر بمصالح العراق وشعبه ، أما ترك الأمور على ما هو عليه فهذا أكبر تهديد للأمن القومي للبلاد ومن المخاطر الكبيرة التي تهدد العملية السياسية برمتها ، ومن أهم أولويات الحكومة المحافظة على مصالح الشعب والدفاع عنها ومعاقبة كل من يهددها ويتأمر عليها .
https://telegram.me/buratha