المقالات

المجلس الاعلى والمالكي

718 20:45:00 2012-05-03

عبدالله الجيزاني

شهدت الايام القليلة المنصرمة لقاءات بين قيادات المجلس الاعلى وحزب الدعوة،وتكللت بلقاء السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى مع السيد نوري المالكي الامين العام لحزب الدعوة،بدعوة من الاخير،و بالوقوف عند هذه الخطوة يجد المراقب ان هناك حقائق لاينكرها الامعاند منها ان المجلس الاعلى كان قطب الرحى في قيادة المعارضة بكل اطيافها ضد النظام المنهار ،وايضا المجلس الاعلى هو قائد العملية السياسية التي جرت منذ 2003 الى الان والمجلس كان ومازال صاحب الثقل الاكبر في هذه العملية وتحسب كل الجهات المشاركة في هذه العملية حساب لراي المجلس الاعلى في مواقفها،وكذا يجد المتابع ان المجلس الاعلى تميز برسوخ وثبات مواقفه منذ انطلاق هذه العملية لحد الان وابرزها الاصرار على ادارة البلد من قبل جميع مكونات الشعب على ان يمثلها من يؤمن بهذه العملية،وبالوضع الجديد في البلد،وايضا التعامل مع مخلفات النظام السابق من اتباع وغيرها وفق القانون،وهذه المواقف يعرفها جميع المشاركين في العملية السياسية لذا يأس الكثير ممن اندسوا في العملية السياسية لغرض نسفها بسبب وضوح وصحة هذه الرؤية،وعندما كانت قائمة الائتلاف تدار سياسيا على الاقل من قبل المجلس الاعلى كان موقف الحكومة موقف جيد واستطاعت تنفيذ عدد من القوانين ابرزها في انصاف ضحايا النظام المباد،وايضا اجتازت الحكومة خوانق كادت تطيح بالوضع في العراق الجديد برمته لكن حكمة وحنكة قيادة المجلس الاعلى كانت سبب رئيس في تجاوز هذه الظروف ولعل احداث 2008 ابرزها،لكن عندما اختلفت النوايا واصبح البعض يسعى الى التفرد والتحكم بالوضع السياسي واقصاء الشركاء والابتعاد عن الثوابت التي وضعتها قيادة المجلس الاعلى بمشاركة مكونات الائتلاف الوطني جعلت البلد يخرج من ازمة ليدخل في اخرى والسبب كما اسلفنا الابتعاد عن الثوابت مما جعل كل شيء في البلد يخضع للمساومة،حيث اعيد الكثير من اقطاب النظام المباد الى مؤسسات الدولة المهمة،وتسلموا مفاصل مهمة في الدولة اعطتهم امكانية التحرك لضرب الوضع الجديد امنيا واقتصاديا وخدميا،ولعل قضية طارق الهاشمي نموذج حي لنتائج الابتعاد عن الثوابت،وايضا محاولة حزب الدعوة والسيد المالكي ايجاد شركاء جدد بديل عن المجلس الاعلى جعل عملية بناء الدولة تخضع للمساومة والابتزاز مما عطل عملية البناء هذه ولحد الان،علما ان السيد المالكي وحزب الدعوة على يقين ان المجلس الاعلى هو الشريك الامين،وقد جربوا ذلك واعترفوا به في اكثر من مناسبة ومن قبل السيد المالكي بالخصوص الذي اكد انه لايخشى من اي تحالف يعقده المجلس الاعلى مع اي جهة لكون مواقف المجليس الاعلى في العلن هي نفسها في السر،والمجلس الاعلى يرفض التأمر والمساومة والابتزاز،وهذا ما اثبتته التجربة الماضية على عكس كل من تشارك مع حزب الدعوة حيث كانت هذه الشراكة مبنية في معظمها على المساومة والابتزاز،وبالعودة لهذا التواصل الجديد بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة يعتقد الكثيرون انها خطوة مباركة اذا كانت ناتجة عن شعور بخطأ تحالفات حزب الدعوة في المرحلة السابقة،وان اعادة الامور لنصابها الصحيح في علاقة المجلس الاعلى والدعوة ليس عملية مناورة او تلويح لاطراف اخرى،لكون هذه العلاقة هي العلاج لكل مشاكل البلد ،حيث يمكن ان توظف علاقات المجلس الاعلى الطيبة مع الجميع في تسوية الخلافات وفق الدستور،وان ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة سيضيف لنفسه قوة كبيرة تجعله في مأمن من اي مساومات وصفقات قد تستهدف الحكومة وتشكيلتها الحالية،نتمنى ان يكون السيد المالكي قد تيقن ان بناء الدولة لايمكن وفق اسلوب الصفقات والترضيات التي لايحكمها قانون ولاتمنعها موانع،انما عملية البناء تتطلب وضوح ورؤية من قبل الجميع،

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عباس الشيبانى
2012-05-04
بعد ان ضاقت الامور عليه عرف المحلس الاعلى الان ولكن لايلدغ المؤمن من جحره مرتيين الحذر الحذر ياسيد عمار من الاعيب المالكى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك