المقالات

البطاقة التموينية ...ومليونا مهاجر!!

768 23:38:00 2012-05-03

نور الحربي

من الاكيد ان توفير لقمة العيش والحياة الكريمة من مسؤوليات الراعي تجاه الرعية كما ان العمل على تطوير البلاد وخلق الفرص الحقيقية امام الشعوب هو من مسؤولية الطبقة الحاكمة ديمقراطية كانت او ديكتاتورية فلولا الخبز ما عبد الله وتوفير قوت الشعب امر جدي وتحد كبير يواجه كل الانظمة في العالم لذا انشئت المعاهد ومراكز التخطيط التي تهتم بدراسة الواقع الفعلي الاقتصادي والاجتماعي للدول لتدرس الانماط والسلوكيات ثم توضع الخطط والستراتيجيات والاساليب التي تصمم لضمان الامن الغذائي وتكرس حالة الاستقرار وهنا في بلاد الرافدين العظيمين هذا البلد الغني بقدراته وامكاناته الطبيعية والبشرية يعيش ابناء الشعب العراقي في ظل اوضاع مريرة ادت الى اعتماد ثلث العراقيين تقريبا وبشكل اساسي على البطاقة التموينية ومفرداتها رغم التغيرات التي شهدتها البلاد بعد العام 2003 وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لمكافحة الفقر والنهوض بالمستوى المعاشي لطبقات واسعة من ابناء الشعب العراقي تستمر معاناة المواطنين مع البطاقة التموينية فهي قضية لا تنتهي , وأصبح للعراقيين تاريخ طويل معها ففي الوقت الذي تغيرت فيه الأنظمة لم تتغير البطاقة التموينية ومشاكلها والمفارقة ان البطاقة التموينية تستخدم في الدول كاجراء طارىء في ظل ظروف معينة كالحروب او الكوارث والأزمات ' في حين اصبحت لدينا سياقا و ظاهرة فريدة من نوعها, وكانها اصبحت جزء اساسيا من حياة العراقيين حتى باتت وثيقة يعرف بها المواطن من غيره في المعاملات الرسمية حيث لا تنجز أي معاملة الاّ بتقديم بطاقة تموينية حتى وصل الامر الى العراقيين الذين يعيشون خارج البلاد وعددهم بالملايين ان تطالهم معاناة البطاقة حين يعودون لانها تطلب منهم لتمشية اي طلب او معاملة ولنتصور حجم المشاكل التي يعانيها احدهم في حال لم يستصدر هذه الوثيقة السحرية التي لايحتاجها اصلا ,, ان الاحصاءات الرسمية التي تتحدث عن مستويات الفقر والحاجة في صفوف العراقيين تؤكد ان ثلث الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر وهم قطعا بحاجة الى رعاية الدولة عبر توفير حصة غذائية مدعومة او مجانية من الحكومة ولعل الحديث عن العدالة تكفل به اهله من الحريصين على ان تكون هذه الدولة عادلة ومنصفة بحق ابنائها ولمن فاته حديث الملتقى الثقافي الاخير لسماحة السيد الحكيم الذي نجل كل خطواته ونبارك التفاتته الكريمة للدفاع والمطالبة بحقوق الشرائح المحرومة حيث اكد سماحته على ضرورة ان تكون هناك موازين مقبولة وعادلة عبر رعاية الحكومة لبرنامج البطاقة التموينية وايصالها لمستحقيها الفعليين بطرحه مسألة مضاعفة وتحسين مفردات البطاقة التموينية للذين لا تقدم لهم بالشكل الذي يعينهم ويجعلهم في مستوى افضل (ان الاموال المخصصة للبطاقة التموينية التي تنفق على مليوني مهاجر في الخارج وهكذا تقدم الحصة الى من لا يحتاج أليها وتحجب المستوى المحسّن ممن يحتاج إليها ولو كان تحجب عن من لا يحتاج اليها وتحسّن وتزيد لمن هو محتاج اليها من المعوزين من الفقراء وذوي الدخل المحدود)، ومن هنا فان الدعوات الصادقة للنظر بهذا الملف واقرار مشروع قانون بخصوص البطاقة التموينية يعالج نوعيتها ومستحقيها سيكون البلسم وسينهي مشكلة طال الحديث عنها دون ان يقدم احدهم الحلول والمعالجات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي الاصيل
2012-05-04
لو فرضنا جدلا اخي الكاتب ان السيد الحكيم طالب وطالب وطالب حتى ينقطع النفس لشمول بعض المتضررين فأن الحكومة قطعا لن تستجيب لانها دائما لاتأخذ النصيحة وتبرر القضية وتعتبر من يطالب باسمهم جماعته وربعه بالشعبي احاجيك هو رئيس الحكومة المحترم وين جان عن الحكيم وهسه جايه يريده يوكف وياه بعد ما حاصروه الجماعه نصيحتي للسيد الحكيم وهو اجل من ان ينصح عوفهم ما يستاهلون جهدك وتعبك عليهم لانهم عقارب صفراء والدليل للي يشكك بكلامي يتابع مواقع الدعوة ودولة القانون شكد يحجون على بيت الحكيم الشرفاء ...
راصد وطني
2012-05-04
أخي العزيز طرحك علمي ومعقول وواقعي لكن المشكله مشكلة المسلمين ليست مشكلة ألأسلام في تطبيق مفاهيم الدين الجميع يدعي التدين والخوف من ألله عزوجل لكن اين طبق ذالك التدين والخوف !! عم ةطبق في السحت الحرام نهب ثروات العراق وأموال اليتامى والمظلومين وكل مسؤل يدعي بأنه مسلم ويخاف ألله وعندما تذهب وتحصي ثروته وأمواله وأثاث داره وعقاراته ووووو تجده لادين له شأنه شأن ألأنتحاري الذي يجازف بحياته ليقتل أكبر عدد ممكن ليكسب أكبر قدر ممكن هذه هي حقيقة الساسه الحاليين ويلا أستثناء دلني على واحد فقير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك