خميس البدر
واقع مرير وارقام مخيفة تلك التي اعلنتها وزارة التخطيط عن مستوى الفقر ومعدلاته المرتفعة في الجنوب العراقي فمحافظات مثل السماوة والناصرية والعمارة والديوانية كانت تتصدر نسبة الظلم والحرمان وتعرضت لافقار مبرمج وممنهج طيلة العقود الاربع الماضية على الاقل ان لم نقل منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ولاسباب طائفية وعنصرية الا انها كانت تأمل بان يتغير الحال وان ينعكس التحول الذي حدث في العراق بعد 2003 الى ما فيه خيرهم وانتشالهم من ذلك الواقع المرير والمزري لكن ورغم كل الجهود المبذولة وما تدعيه الحكومة من انجازات واستثمارات وتطور ظلت السماوة تتصدر نبسة الفقر وتليها العمارة والناصرية والديوانية وبنسب عالية تتراوح مابين 56% و48% وهذه المرة جاء الخبر عبر تقرير لوزارة التخطيط مع ان هذه المحافظات مثلت القواعد الشعبية والركيزة المهمة وحققت الغلبة والفوز للحكومة ورئيسها المالكي في الانتخابات الاخيرة طامعة بما اعلنوه في برامجهم الانتخابية ومؤملة خيرا ومصدقة بما انزل من بوسترات ملأت اركان ونواحي واجواء كل تلك المدن ورافعة تلك الشعارات (ابشري يمه 00هلا يبن الفرات ويبن دجلة هلا يلي نذر عمره لأجل اهله000)واعتقد بان الشعار الذي اثر كثيرا وهو موسيقي لابناء الجنوب والفرات الاوسط (بعد هيهات رجعتكم يابعثية) لكن ومع هذه الارقام والاحصائيات وهذه النسب من الفقر ايظن احد بان شئ من تلك الوعود قد تحقق او ان ابناء هذه المدن شكروا او عوضوا عن المحرومية القديمة على الاقل بالتاكيد لا والف لا فالبعثيين اعيدوا وبمستحقات خيالية وبرواتب متراكمة اهلتهم ان يكونوا في مقدمة المستفيدين ماضيا وحاضرا مع انهم من تسبب بهذه المحرومية و تنفيذهم لهذه الكارثة فيما بقيت الام المثكولة باعزائها لازالت لم تشمل بابسط حقوقها وهو الرعاية الاجتماعية ومنة وزارة العمل وجلوسها على الطرقات مقابل دوائر المرأة والرعاية الاجتماعية او المصارف لتتسلم مكارم الحكومة لان مدراء هذه الدوائر لايسمحون بدخولها ولديهم اوامر من الوزارة بعدم استقبال اي مراجع او لقاء المدير ويبقى الناس لساعات وساعات تحت لهب شمس الجنوب المحرقة ولغيرها من الاسباب والتبريرات والتي ابتلت بها تلك المحافظات وخاصة السماوة ولناخذها نموذج فحين تدخل هذه المدينة تشك بانك في مدينة لم تخرج من زلزال او منطقة منكوبة فالشوارع المحفورة وان اكملت تحفر بعد مدة والارصفة مدمرة لانها تعاد كل عام لانشاء غيرها كمقاولات لاصحاب النفوذ في هذه المدينة العتيدة لانها ومن المفترض ان ترث حضارة الوركاء لكن ورثت الحرمان والبؤس ولاتجد فيها مشروعا غير مشروع المجاري الذي عاث بالمدينة فسادا وخرابا تحت انظار الحكومتين المحلية والاتحادية وعلى الرغم من كونه مشروع وزاري وعلى الرغم من تكرار زيارات وزير البلديات الا ان الحال لم يتغير طوال السنوات الماضية فكيف ترى وزارة التخطيط واقع غير هذا الواقع وماذا كانت حلول الحكومة لابناء هذه المحافظة الميزانية اقل ميزانية في المحافظات الاخرى فكيف تتغير الحال ومتى ترفع المحرومية ولتقس حال باقي المحافظات على هذا الحال مع ان هذه المحافظات تمتلك الثروات ومن اراضيها تمول الميزانية الاتحادية ومن مواردها ليحصل اقليم كردستان على نسبة 17%وانظر الفرق بين الحالين متى يغير الحال الى احسن حال في الجنوب فمدنه مستقرة امنيا ومؤهلة اكثر من غيرها لدخول الشركات العالمية لكنها تبقى تحت رحمة المقاولين ويستنزف ميزانياتها الفساد الاداري والرشوة فضلا لما تتمتع هذه المحافظات بميزة اخرى ومهمة كونها مستقرة سياسيا بحصول حزب الدعوة على اغلبية مريحة في مجالس المحافظات وكون اغلب محافظيها من دولة القانون وتمتعها بغطاء سياسي في المركز كونها من نفس كتلة رئيس الوزراء وتتمتع بكونها اكبر كتلة برلمانية فمتى يتغير واقع الجنوب ويتبدل الحال بغير الحال؟!
https://telegram.me/buratha