علي الانصاري
هناك ترقب حذر عند الشارع العراقي بعد سماعه للقاءات التي عقدت مؤخراً بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة، وهي سابقة غير متوقعة من طرف السيّد نوري المالكي بعد ما شهدته علاقة الطرفين من برود سببه طريقة المالكي في إدارة البلد والتي كان يعارضها المجلس الأعلى بشدة.والسؤال المطروح هنا هل يستطيع المجلس الأعلى حل الأزمة والخروج منها بتوافقات تضمن حق الجميع باستخدام تأثيره الكبير على الأكراد وعلاقته الجيدة مع القائمة العراقية.إنّ عمليّة الخروج من الأزمة مفتاحها بيد المالكي نفسه لأنه هو من تسبب بتأزم الأوضاع وهو من يمسك بخيوط حلها لأنعدام ثقة الأطراف المتنازعة به وخوفهم من عدم إيفاءه بوعوده كما فعلها أكثر من مرة في تعاطيه مع ملف اتفاقية أربيل.إنّ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي قادر على إنقاذ المالكي من شراك المأزق الذي وضع نفسه فيه، إلاّ انّه بالمقابل يجب ان يحذر من المالكي كونه ليس لديه ثبات في الموقف وخطواته محسوبة تصب في مصلحته الحزبية والشخصية وقد ينقلب على عقبيه كما فعلها في صولة الفرسان وغيرها من المواقف التي كان فيها يعض اليد التي امتدت إليه لتنقذه من الغرق في بحر قراراته وخططه التوسعية التي تهدف الى إعادة العراق الى الحكم الشمولي السلطوي الذي لا يؤمن بالشراكة الوطنية ويريد للعراق ان تقوده فئة او طائفة وهذا مالم يقدر على فعله صدام اللعين رغم كل ما ارتكبه من جرائم مروعة أراد منها إذلال الشعب العراقي والهيمنة عليه وماذا كانت النتيجة ؟، أخرجوه من حفرة في مكان نائي.إنذ ثقة الأطراف السياسية المتنازعة بالمجلس الأعلى تجعل دوره محورياً في الخروج من الأزمة شرط ان يلتزم المالكي بما ستنتج عنه لقاءات المصارحة والمصالحة ونتائج المؤتمر الوطني المزمع عقده في الأيام القادمة.
https://telegram.me/buratha