المقالات

شروط الخروج من الأزمة

702 11:31:00 2012-05-05

سليمان الخفاجي

 من الغريب ان الوضع في البلاد والذي كان متأزماً لدرجة كبيرة وخطيرة بدأ يشهد انفراجاً على مستوى التصريحات ووجهات النظر وكأن الحل بات في المتناول بعد لقاءين كبيرين، الأول عقد في أربيل بين خمسة من الشخصيات السياسية المهمة في البلاد والتي شكلت بشكل واضح جبهة مناوئة لسياسة المالكي، عدا الرئيس طالباني الذي حافظ على اتزانه الذي عرف به طوال الفترة الماضية، حيث لم ينجر هذا الرجل إلى حرب التصريحات وبقي يمثل الأبوة والناصح للجميع مطلقاً مبادرته لحل الازمة والتي تؤكد وطنتيه ومصداقية وسعي الرجل الحقيقي للحفاظ على المنجز السياسي للبلاد وعدم جرها لما لا تحمد عقباه، فكان حكيماً في تصرفه هذا مثبتاً رجاحة عقله واهليته لمنصبه الحالي، فيما شكل اللقاء الثاني في بغداد والذي كان بنفس الإتجاه نقطة فارقة تحمل في طياتها انتصاراً لإرادة العقل ونصراً للمشروع الوطني الذي حمل لواءه حكيم آخر من آل الحكيم يريد لهذا البلد واهله الخير بلا شك، مؤكدا سعيه الصادق لتحكيم لغة العقل والرجوع الى الاصل في حال الاختلاف والتقاطع عبر وثيقة معتمدة أسمها الدستور ودون الخوض في تفصيلات اخرى كموقف رئيس الحكومة نوري كامل المالكي الذي تيقن من خطورة المرحلة مبيناً عقب اللقاء ان التعويل في النهاية سيكون على هذه الشخصيات والجهات المعروفة بتأريخها وتاثيرها لاخراج البلاد من عنق الزجاجة في حديث مباشر لايحتاج لتأويلات واجتهادات، فبعد اقصاء خطاب الحكيم الوطني البناء يعاد للدفع به الى الواجهة لانه القادر كما الرئيس طالباني على احداث الفرق وقيادة الامور الى بر الامان وهذا تصور اولي يمكن ان ندركه بسهولة لكن ماذا قال الحكيم وماذا تبنى وكيف ؟؟ ان المجلس الاعلى الاسلامي الذي أكد منذ اقرار الدستور على أهميّة الاحتكام إليه بوصفه المرجعية الأساسيّة والوثيقة الاولى صاحبة الحاكمية، أشار الى أهميّة أنّ تكون الحوارات القادمة المفترض ان تجرى ذات نظرة ستراتيجية وشاملة لمشاكل البلد وللحلول المطلوبة، ولا يمكن ان يتحقق الحل الحقيقي للواقع العراقي دون ان نصل الى هذه الرؤية الشاملة التي يجتمع عليها العراقيون والتي تلحظ كامل الحيثيات والهواجس للأطراف المختلفة فلا يمكن ان نصل الى حالة الوئام إلاّ من خلال رؤية شاملة تامة للامور. كما ان التباني على الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من قرارات والتزامات أمر أساسي أيضاً، فإذا كان القادة يجلسون على طاولة ويتحاورن ويلتزمون بإجراءات معينة ويتخلفون عنها سوف لا تبقى فرصة للثقة الحقيقية بينهم وسوف تتصعب الأمور، وهذا ما اعترف به المالكي صراحة بقوله أنّ الخطأ وارد وان الاتفاقات حتّى وان ابرمت فأنها ان خالفت الدستور بعد الرجوع إليه فانها تفقد شرعيتها في تنصل واضح عن جزء من اتفاقات أربيل وهذا ما لايجب ان يتكرر مستقبلاً. ان على الشخصيات السياسية ان تكون على قدر المسؤولية حين تبرم اتفاقاً معيناً إذا وعدت فيجب ان تفي بوعودها والتزاماتها تجاه الآخرين كما ان الذهاب الى الحلول وتجنب الصفقات ووضع المعالجات التي تحقق مصالح للبلاد وتعزز الاستقرار السياسي مع دعم كلّ الحلول وادانة كلّ الصفقات التي تمت وتتم خلف الجدران والتي لا يعلم بها الشعب العراقي, ان أهم شرط لحصد النجاح في هذه التفاهمات الوضوح والشفافية واطلاع الرأي العام وأبناء الشعب العراقي على ما يتفق عليه القادة من امور لذلك على القوى السياسية تجنب الاتفاقات السرية والتعامل بوضوح أمام الشعب وتبين الاتفاقات بوضوح بأظهارها علنا حتى يتعرف المواطنون عليها, من هنا فقط نقطع الشك باليقين لضمان استمرار حالة الثقة مع ابناء شعبنا الصابروسيثبت المستقبل ان العقلاء من قادة هذا الشعب هم من يمتلك الرؤية بأتجاه خير هذا البلد المبتلى بالازمات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك