حيدر عباس النداوي
اقسم صادقاً اني عندما قرأت خبر تأجيل مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلاميّة حتّى عام 2020، لم اصدقه وتوقعته مزحة إعلاميّة او كذبة على منوال كذبة نيسان ابتدعتها الحكومة المحلية في النجف الاشرف من اجل ادخال السرور والفرحة والمفاجئة في نفوس اهالي المدينة المقدسة لان ما حدث امر لا يصدق.ومع كل ذلك حاولت ان ألتمس العذر للقائمين على الأمر لكني عجزت مع ما اصابني من الدهشة، لأن واقع الحال يفترض ان تقوم مجالس المحافظات باستغلال انصاف الفرص من اجل اثبات وجودها وخدمة أبنائها وذر الرماد بالعيون علّ وعسى ان يتم التجديد لها مرة اخرى لاننا نعيش النظام الديمقراطي القائم على التنافس والانتخاب كما يفترض.وما اعرفه ان العراق بصورة عامة والمحافظات بصورة خاصة يقوم نظامه الاقتصادي على أساس الخطط الآنية او السنوية على ابعد تقدير بسبب عدم وجود خطط تنموية متوسطة أو طويلة المدى حتّى يمكن ان يقال ان السيد الزرفي خلاف الآخرين لانه يتبع التخطيط الاقتصادي الصحيح لبناء أعلى ناطحات سحاب في العالم أو يسعى لتشييد المنشآت النووية التي ستهدد اسرائيل ودول الخليج، ورُبّما يخطط لبناء طرق المواصلات العنكبوتية وفك الاختنقات المرورية في عدد من شوارع ابو صخير ومقبرة وادي السلام وبالتحديد في الفتحة الرابعة.إنّ تأجيل مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلاميّة حتّى عام 2020 يعني ان مجلس المحافظة فرط بفرصة كبيرة لتطوير المحافظة واعادت العراق من خلالها الى المجتمع العربي والاسلامي والدّولي ومن بوابة النجف المقدسة ووضعها في مكانتها التي تستحقها من خلال مشروعها الذي صرفت من اجله مئات الملايين من الدولارات كما ان هذا التأجيل يمثل إساءة كبيرة الى كلّ ابناء النجف الكرام وفشل ذريع في تحمل المسؤولية".كان كل شيء متوقع من الحكومة المحلية في النجف الأشرف فيما يتعلق بمشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2012، لأن المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة، بينما تعطي المقدمات الخاطئة القائمة على الفساد المالي والاداري والنهب واللامبالاة نتائج خاطئة وكان واقع الحال السائد في المحافظة بعد انسحاب كتلة المواطن من المشروع بسبب الفساد وتغيير القائمين على المشروع اكثر من مرة يصب باتجاه التلكأ والتأخير وكان التوقع السائد ان يتم تأجيل المشروع أشهر أو سنة على ابعد تقدير اما ان يتم تأجيله ثمان سنوات فهذا هو العار الذي ما بعده عار.مجلس محافظة النجف الاشرف ومحافظها الزرفي فرط بفرصة كبيرة لتلميع صورته الضبابية لو انه تحدى الصعاب واعاد الهيبة الى النجف الاشرف وتاريخها واهلها لكنه اعجز من ذلك لانه مجلس لا يجيد غير التقاطع والسلب والنهب واختلاق الاعذار وصناعة الدسائس والفشل في كل شيء.
https://telegram.me/buratha