المقالات

شارع المشجر يشد الرحال إلى الهند بحثاً عن طبيب عراقي!

665 14:07:00 2012-05-06

عباس المرياني

الحديث عن الوضع الصحي في العراق حديث مُخجل ومؤلم بنفس الوقت، ولا يرقى الى مستوى الطرح الموضوعي لأن المؤسسات الصحية الحالية لا ترقى الى مصحات القرون الوسطى او اقل من ذلك من حيث النظافة والاجهزة المتوفرة والكادر العامل وطبيعة التعامل.ولوقتٍ قريب كان العراق ومؤسساته الصحية مثار اهتمام وتقدير الكثير من دول العالم ودول الجوار ومرضاها الذين كانوا يشدون الرحال والآلام والآمال الى بغداد والبصرة وغيرها من المحافظات العراقية الغالية، والتي كانت لكلّ منها علامة فارقة في عالم الطب والتمريض لكنّ الايام ادارت ظهرها لهذه الصروح الطبية ولم يعد شارع المشجر وساحة النصر أمل المرضى والمتعبين والمهمومين وليس باستطاعة مدينة الطب ان تتحدث عن انجازاتها وفقد مستشفى ابن الهيثم وابن البيطار معجبيه ورواده،ولا يختلف الأمر كثيرا في المستشفيات الخاصة لانها بقايا أطلال ومواقع لخردة من الأجهزة الطبية البالية ومراكز للتسليب العلني.والحديث عن الوضع الصحي حديث عن كل مرافق الحياة اليومية المتخلفة في العراق لكن الوضع الصحي له أولوية التشخيص والاهتمام لأن له تماس يومي وآني بحياة المواطن العراقي الذي أتعبته الحروب والإرهاب والقتل والصراعات والأحزاب والكتل الكونكريتية والسيطرات الأمنية.والشيء الغريب هو استمرار تردي الواقع الصحي واستمرار الحكومات المتعاقبة على تجاهل هذا الملف الحيوي والمهم والذي لا يقل عن أهميّة الماء والهواء والغذاء فعلى مدار(9) سنوات من عمر التغيير لم نشهد صرح طبي واحد يرتفع على أنقاض المستشفيات البالية ولم نجد طبيبا واحدا من ذوي الاختصاص قد شد الرحال الى بغداد او أيّ محافظة اخرى، بل وجدنا ان عشرات الأطباء قاموا بهجرة عكسية وتركوا العراق ومؤسساته الصحية مرتعاً للفئران والجرذان والكلاب السائبة لعدم وجود الاهتمام والحماية الكافية، بل ان بعض الاطباء المشهورين ممن ارتفعت في رؤوسهم غيرة حب العراق والوطنية كرَ راجعاً الى بلاد الرافدين واستجابة للوعود الكثيرة التي أطلقتها الحكومة بتوفير كافة احتياجات أصحاب العقول النيرة، لكنّ الذي حدث ان هؤلاء عندما وصلوا الى العراق لم يجدوا من يسأل عنهم او يفسح لهم المجال لتقديم خدماتهم فلعنوا الوطنية والمحاصصة وحكومة الشراكة الوطنية واقفلوا راجعين.ليس صحيحاً ان تكون الهند والأردن وجيبوتي والصومال املاً وملتجأ لابناء العراق للاستطباب والبحث عن الاستشفاء فيها ونحن من علم العالم مهنة الطب. الشيء المؤكد ان الواقع الصحي في العراق يحتاج الى وقفة حقيقية وسريعة من قبل الحكومة تتمثل في بناء المستشفيات الحديثة وشراء الاجهزة الطبية المتطورة والتعاقد مع افضل الاطباء في العالم وتوفير الدعم والرعاية والحماية للاطباء العراقيين المنتشرين فيدول العالم خاصة في الدول المتطورة للاستفادة من خبرتهم ولتدريب الكوادر المبتدئة وكذلك الاستفادة من البعثات والانفتاح الذي يشهده العراق على دول العالم بالاضافة الى تسليم الوزارة لطبيب اداري ماهر ومنحه الصلاحيات والاموال الكافية وليس منح الوزارة لطبيب بيطري، لأننا لسناب هائم حتّى نحتاج لمن يساعدنا على تقليم حوافرنا او توفير العلف لنا؟.لا اعتقد ان الامنيات والدعوات والكتابات كافية لتغيير الوضع الصحي في العراق اذا لم تكن هناك ارادة حقيقية لتغيير الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق بكل محافظاته واقضيته ونواحيه وقراه وقصباته، علماً ان تغيير هذا الواقع لا يحتاج إلاّ الى قرار شجاع وتخطيط صحيح لان الاموال كثيرة وهي نهب لكل من هب ودب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أصيل
2012-05-08
الله ينتقم من المحاصصة السياسية الطائفية ولعنة الله على بريمر المحتل الذي أسسها ودق المسمار الأخير في مبدأ اختيار الكفاءات العراقية في قيادة الوزارات والمؤسسات في الدولة العراقية وأصبح الغير منتمي الى حزب مهمش حتى لو كان عالما متمرسا في تخصصه ولا أدري لماذا يسيرون على نفس منهج البعث بل بشكل أسوأ للأسف في تقديري اذا لم يتحرك بعض الشرفاء من القادة وينقذون البلد فإن البلد يسير الى الأنهيار والتخلف والله المستعان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك